أقوال أشهر المستشرقين عن الإسلام
أطلق لفظ المستشرق على كل عالم تمكن من دراسة المعارف الخاصة بالشرق من خلال لغته وآدابه، وقد ظهر هذا اللفظ في عام 1779، وقد عرفها الفرنسيون بانها نظام خاص مكرس لدراسة الشرق، إلا أنه في الفترة الأخير زاد الجهل بأهمية عمل المستشرقين، وإلزام صفة الإلحاد بهم، والدعوى بأن عملهم يصب في تمزيق الهوية الإسلامية ولكن بين أيدينا اليوم مجموعة أراء لبعض المستشرقين حول الدين الإسلامي والرسول محمد صل الله عليه وسلم تعكس هذه الفكرة المأخوذة عنهم.
1. المستشرق الألماني تيودور نولدكه :
يقول المستشرق الألماني الملقب بشيخ المستشرقين الألمان في كتابه “تاريخ القرآن” موضحًا السبب الحقيقي وراء اعتبار المسلمين للإسلام دينًا ودولة : « أنه لم يكن بوسع محمد أن يفصل بين الروحانيات والدنيويات، ومن العدل أن نعترف أن الدين ونظام المجتمع كان وثيقي الارتباط في ذلك الوقت، فإنزال الله تشريعات دينية، من شأنها أن ترفع في العموم من شان الحياة اليومية ».
كما يثير هذا المستشرق قضية خطيرة وهي اتهام الرسول صل الله عليه وسلم بالدجل فيقول : « لو كان محمدًا دجالًا فكيف انضم إليه رجال مسلمون، كثر، كرام، عقلاء، من عائلات عالية القدر، تربوا على كل ما يحوزه العربي الأرستقراطي من كبرياء النسب، وارتضوا بالتآلف مع رهط معظمه عبيد، وأناس من الفئات الاجتماعية الدنيا، ما كان يحسب عليهم عارًا كبيرًا معتبرًا أنه صاحب رسالة سامية تستحق الاحترام ».
2.المستشرق البريطاني هاملتون جب :
يؤكد المستشرق البريطاني هاملتون جب في كتابه “دراسات في حضارة الإسلام” : أن التعاليم الاجتماعية التي جاء بها محمد في أساسها إعادة لإحقاق المبادئ الأخلاقية التي تشترك فيها ديانات التوحيد فازداد ترسيخ معنى الأخوة، مما جعل الجميع سواسية من حيث القيمة الشخصية الفطرية، دون النظر إلى مكانتهم الدنيوية ووظائفهم وثرواتهم.
كما يؤكد هاملتون ان السبب الحقيقي وراء تطور الثقافة الإسلامية على مدى القرون الماضية هو تعاليم الرسول التي تضمنت واجبات وحقوق اجتماعية وأخلاقية يجب أن تؤدي لأتباع الديانات الأخرى.
3. المستشرق الفرنسي جاك بيرك :
كتب المستشرق الفرنسي في مذكراته “بين الضفتين” والتي قام بنشرها في عام 1989م رأيه الشخصي الذي حاول فيه التوفيق والتقريب بين بلاد الإسلام وبلاد المسيحية قائلًا : « إن معاوية بن أبي سفيان مؤسس
الدولة الأموية
، تأثر بالحضارة البيزنطية في بلاد الشام، ومعه بدأ “الإسلام المتوسطي” المنفتح على العالم، وبعده سار العباسيون في نفس الطريق، فصارت بغداد عاصمة الثقافة وساحة للقاء الحضارات ».
كما يؤكد أن : « الإسلام دين يحترم الطبيعة الإنسانية، والمسيحية أيضًا تحترم الشخص، ما يؤدي إلى تكامل المجتمع، ليصل إلى جمال “أسطورة الأندلس”، حيث التقت الحضارتان الأوربية المسيحية بالإسلام طيلة سبعة قرون ».
4. المستشرق الإنجليزي رينولد نيكلسون :
عبر المستشرق الإنجليزي رينولد نيكلسون عن رأيه الشخصي في محمد والقرآن قائلًا : « القرآن سجل إنساني كامل البنيان والبيان ونتعرف منه على جميع اطوار شخصية محمد وعن مختلف علاقاته في حياته الخاصة والعامة »، وأضاف نيكلسون : « أن القرآن “كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإنه لكتاب عزيز” نستخرج منه مادة من حقائق لا نزاع فيها، كما نعرف منه الأصول والتطورات التي مر بها الإسلام في أول عهده، وهي ميزة لهذا الدين، لا توجد في غيره من الأديان الأخرى، كالبوذية والمسيحية واليهودية ».
5. المستشرق الفرنسي إدوارد مونتيه :
كان إدوار مونتيه أحد المستشرقين الفرنسيين الذين تعمقوا في الدين الإسلامي حيث أنه كان يرى : أن الدين الإسلامي مجموعة من العقائد تقوم على أساس المنطق والعقل، واعتبر أن بساطة هذه التعاليم ووضوحها تظهر القوى الفعالة في الدين الإسلامي وفي نشاط الدعوة إليه.
كما دافع مونتيه عن النبي محمد أمام افتراءات بعض المستشرقين حين قال : « كان محمدًا نبيًا بالمعنى الذى يعرفه العبرانيون القدماء، صادقًا يدافع عن عقيدة خالصة، يؤتي رؤيا ويوحى إليه، كما كان أنبياء بني إسرائيل في العهد القديم ».