الرسام الفرنسي كلود مونيه
كلود مونيه رسام فرنسي شهير [1840 – 1926]، استهر برسوماته الانطباعية والتي اخذ أسمها عن لوحته الشهيرة ” انطباع شروق الشمس” ليصبح بعدها واحدًا من اهم فناني عصره إلا أن شهرته بعد وفاته صارت أكبر بعد بيع لوحاته بملايين الدولارات على الرغم من أن صاحبها مات فقيرًا، وقد أصبح منزله وحديقته ولوحاته الانطباعية احد أهم المزارات التي يقصدها السياح في جيفرني.
نشأة وحياة الفنان كلود مونيه :
ولد مونيه في عام 1840 م ، في عام 1845 انتقلت أسرته إلى مدينة “لو هوفر” في نورماندي، عملت والدته كمغنية وعمل والده بالتجارة وأراد لمونيه أن يعمل معه إلا أن مونيه رفض، وفي عام 1851 قرر الالتحاق بالمدرسة الثانوية للفنون، وبدأ مونيه في عمل رسومات كاريكاتورية بالفحم وبيعها بمبالغ زهيدة، وفي احد الأيام وأثناء جلوسه للرسم على الشاطئ التقى بالرسام أوجين بودان والذي قرر أن يعلم مونيه الرسم باستخدام الألوان الزيتية.
السفر إلى الجزائر :
عندما صار عمره عشرون عامًا التحق بالجيش وتم إرساله إلى الجزائر في عام 1860، وهناك لفت انتباهه جمال الألوان الشرقية التي كان لها وقع شديد على نفسه، ولكنه لم يستطيع الاستمرار بالجزائر نظرًا لإصابته بداء التيفويد والذي تم تسريحه على أثره من الجيش ورحل إلى
فرنسا
مرة أخرى.
وفي عام 1874 نشبت الحرب بين فرنسا وروسيا مما اضطر مونيه إلى السفر إلى لندن وعكف على رسم المناظر الطبيعية الخلابة إلا أن أعماله قوبلت بالرفض من قبل أكاديمية الفنون الجميلة مما اضطره إلى إقامة معرض خاص في نفس العام مع مجموعة من فنانين عصره اطلقوا عليه صالون المرفوضات، وقد اتسم الصالون بالرسومات الحديثة التي ساهمت في دخول فن الرسم إلى مرحلة جديدة .
المدرسة الانطباعية :
عرض مونيه من خلال هذا الصالون الثقافي أهم أعماله الفنية “انطباع شروق الشمس” والتي لفتت نظر النقاد إليها حتى ان الناقد الأدبي لوريس لوروا استخدم اسم اللوحة وأطلقه على مجموعة الهواة من الرسامين الذين أقاموا الصالون فأسماهم “الانطباعيون” ليصبح بعدها مجموعة الهواة من أشهر رسامين ونحاتين عصرهم وأصبح لكل منهم اسمه في عالم الفن والتصوير رينوار ومونيه وألفريد سيسلي وبيسارو.
من أهم أعمال كلود مونيه :
– نساء في حديقة في عام 1867م.
– مستنقع الضفادع في عام 1869م.
– الفطور في عام 1873م.
– انطباع شروق الشمس 1874م.
– مجموعة من الصور من محطة سان لازار.
– مناظر طبيعية من أرجونتوي وفيتوي.
وفاته:
اتسمت رسومات مونيه الأخيرة بظهور اللون الأحمر كلون أساسي بها وذلك نتيجة لمرضه وهو إعتام عدسة العين والذي قام على اثره بعمل عمليتين جراحيتين في العين وذلك في عام 1923م، وقد ظهرت هذه الرسومات في صورة سلسلة من الأشجار الحزينة والمحطمة تعبيرًا منه على حزنه على وفاة الجنود الفرنسيين خلال
الحرب العالمية الأولى
، وقد توفى مونيه في عام 1926 متأثرًا بمرض سرطان الرئة، قام بعدها ابنه ووريثه الوحيد ميشيل بالسماح في عام 1980 للزوار في دخول حديقته ومنزله، حيث أصبحا من المعالم الأساسية في جيفرني.