الطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل الجريء
كثيراً ما يسمع الأطفال من والديهم نصائح كثيرة بشأن عدم تدخلهم في الكلام الذي يدور بين الأشخاص الذين يكبرونهم سناً ، و ضرورة التزامهم الأدب و عدم التدخل في الأحاديث التي لا شأن لهم بها ، و لكن ما مدى صحة هذه النصائح ؟ فهناك بعض الأطفال الذين يتميزون بالجرأة الشديدة التي تجعلهم يفاجئون الكبار بأسئلتهم المختلفة و تعليقاتهم على الأحاديث ، و يقومون بالعديد من الأفعال الغير متوقعة ، فإذا كان الطفل من هذا النوع فإنه من الضروري أن يدرك الأبوان كيفية التعامل معه .
– طريقة الحكم على سلوك الطفل :
قبل محاولة إيقاف الطفل عن القيام ببعض التصرفات يجب اولاً معرفة كيفية الحكم على
سلوك الطفل
ما إذا كان جيداً أم سيئاً و يحتاج التعديل ، و يكون ذلك من خلال النظر إلى أفعال و أقوال الطفل و تحديد محتواها من حيث كونها مقبولةً أم لا ، كما يجب أيضاً أن يتم تحديد طريقة أسلوبه في هذه الأفعال و الأقوال إذا كان مهذباً أم لا .
إذا وجد الأبوان أن أفعال و سلوكيات طفلهما مقبولة و مهذبة فهذا يعني أنهم لا يواجهون أي مشكلة ، فمهما كانت أسئلة الطفل غير مألوفة و غريبة فالمهم أنها لا تتعارض مع كونها مقبولة و مهذبة ، أما إذا كان الأمر عكس ذلك و لاحظ الأباء أن سلوكيات الطفل غير مقبولة و خارجة عن الأدب ، فهذا لا يعني أن هذا الطفل جرئ بل يعني أنه مندفع و يجب حل هذه المشكلة .
إن الجرأة ليست بالشئ السئ فهي التي تساعد الإنسان على اتخاذ القرارات الهامة في حياته ، و تمكنه من الوصول إلى أهدافه التي من الصعب أن ينجزها إذا كان شخصاً خجولاً ، و لكن يجب مراعاة الفرق بين الجرأة و الاندفاع ، فالاندفاع هو الجرأة الغير مدروسة في تنفيذ القرارات و التي ينجم عنها الكثير من الأخطاء ، و هنا يأتي دور الأبوين في تعليم أطفالهم الفرق بينهما .
خطوات تنمية الجرأة و معالجة الاندفاع عند الأطفال :
–
الاختلاف مع الغير و لكن بأدب :
عندما يختلف الطفل مع أحد الأشخاص الذين يكبرونه سناً ، يجب أن يقوم الأبوين بتشجيعه على ذلك فلا يجعلون تابعاً لآراء أحد إلا إذا كانت متفقة مع مبادئه ، فهذه هي التربية الصحيحة ، و لكن كل ما في الأمر أنه يجب تعليمه أن يقول رأيه بأسلوب مهذب و أن يتقبل أدب الاختلاف .
– تجنب الاحاديث الغير ملائمة لسنهم :
يجب الحرص أن لا يستمع الأطفال إلى بعض المناقشات التي قد لا تتناسب مع سنهم الصغير مثل
المشاكل الزوجية
و المسائل الجنسية و غيرها من هذا القبيل ، فهذه الأمور تؤثر على الطفل و طريقة تفكيره بشكل كبير .
– عدم إحراج الطفل أمام الآخرين :
إذا قام الطفل بإفشاء سر أمام الناس أو تلفظ بأشياء كان من غير المفترض أن يتلفظ بها ، فيجب تجنب إحراجه أمام الناس بأي شكل من الأشكال ، و لكن الأفضل أن تتم مناقشة هذا الأمر معه بهدوء و على انفراد حتى يفهم معنى كلمة سر .
– بناء علاقة حب و تفاهم معهم :
يجب بناء العلاقة بين الابوين و الابناء على أساس
الحب
و التفاهم و الاحترام ، و سيساعد هذا الأمر على تقبل الأبناء لجميع النصائح التي توجه إليهم ، و الحرص على القيام بالصواب و إطاعة كلام أبويهم ، و عدم تعمد فعل السلوكيات التي تغضبهم .
– توظيف مهاراتهم بطريقة صحيحة :
يجب أن يقوم الابوين بتوظيف مهارات أبناءهم بشكل سليم ، فإذا كان الابن يتمتع بالجرأة الشديدة فقد يكون ذلك علامة على كونه شخصية قيادية و له قدرات قوية في الحوار ، لذلك على الأبوين أن يشجعوا ابنهما على تحمل المسؤولية و أن يجعلوه يمارس النشاطات الملائمة له .
– فعل تصرفات جيدة أمامهم لكي يقتدوا بها :
إن النصائح لا تكون كافية إذا لم يكن الأبوين قدوة جيدة لابنائهما ، فالأبناء يتأثرون بشدة بتصرفات والديهما لذلك يجب أن يحرص الأبوين على القيام بالتصرفات الصحيحة و السلوكيات الجيدة لكي يقتدي بهم الأبناء تلقائياً و يتعلمون بسرعة .