العمل التطوعي بسلطنة عمان
يعد
العمل التطوعي
واحداً من أهم القيم الإنسانية الجميلة ، و النبيلة التي يجب أن يقوم بها كل الأفراد في داخل أي مجتمع ، و ذلك سواء عن طريق تقديم معونة طردية أو مالية أو قيمة معنوية أو جهداً لمساعدة الآخرين إذ تشير تلك الأعمال التطوعية بأنواعها ، و أشكالها المختلفة إلى مدى انتماء الفرد للمجموعة الواحدة ، و قد برزت ، و زادت وتيرة تلك الأعمال في خلال الفترة الأخيرة .
و ذلك يرجع في الأساس لما يشهده العالم حالياً من كوارث طبيعية ، و عدة حروب تدميرية كنتيجة لتنامي الخلافات ، و الاضطرابات فيما بين الشعوب ، و بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط ، و التي للأسف قد زادت وتيرة الأعمال التدميرية بها بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة مما أستدعى ضرورة سعي العديد من المنظمات الدولية ، و العالمية إلى القيام بمساعدة المدنيين بكافة الطرق أو الوسائل المتاحة .
أشكال ، و مجالات العمل التطوعي بشكل عام :-
يتخذ العمل التطوعي العديد من الأشكال المختلفة إذ يمكن أن يكون من خلال القيام بالتبرع بالأموال (الصدقة) أو بذل الجهد مثال الحراسة أو القيام بالمشاركة في نقل الأشياء أو تقديم الأفكار مثال تقديم الأراء أو البحث أو اقتراح استبيانات ، و لا يقتصر العمل التطوعي على نوعاً واحداً من الأعمال مثال اشتماله أيضاً على المجالات العلمية كالمشاركة في تشييد المكتبات أو الجامعات ، و المدارس أو الصروح العلمية بأنواعها هذا بالعلاوة إلى المؤسسات الخيرية هذا إلى جانب اشتمال العمل التطوعي أيضاً على تقديم الأعمال الحرفية المختلفة ، و التي يكون الآخرين في حاجة إليها ، و غير ذلك الكثير .
إذ تكمن أهمية العمل التطوعي في الشعور القوي بالآخرين ، و لتلك الأعمال بأنواعها مجموعة كبيرة من الفوائد ، و الآثار الإيجابية سواء على مستوى الفرد أو الجماعة ككل فبالنسبة للفرد فإنها تمكنه من الاستعداد الدائم لحل المشكلات أو العوائق التي قد تواجهه في حياته كما تعزز داخله بشكل قوي العديد من المعاني الإنسانية .
هذا إلى جانب اكتساب الفرد بها للأجر ، و الخير في الحياتين الدنيا ، و الأخرة كما تجعل المجتمع متماسكاً ، و قوياً ، و قادراً على مواجهة أياً من العقبات أو المشاكل أو التحديات التي تقف في طريق تقدمه ، و رقيه ، و لقد أكد الدين الإسلامي على أهمية التكاتف ، و التماسك بين أفراد المجتمع الواحد في العديد من الآيات القرآنية ، و الأحاديث النبوية الشريفة بل ، و حرص على إبراز
قيمة التعاون
، و فوائده للمجتمع الإسلامي ككل .
العمل التطوعي بسلطنة عمان :-
تحتوي السلطنة على مجموعة كبيرة من الجمعيات المهتمة في الأساس بما يخص شئون العمل التطوعي ، و يعود الفضل الأول مثل هذه الجمعيات إلى أبناء الشعب العماني ، و الذين في الأصل يتسمون بالعديد من الصفات السامية ، و النبيلة ، و التي ساعدت بوتيرة قوية هذه الجمعيات على النهوض ، و استطاعة القيام بتقديمه كل أوجه المساعدة إلى الآخرين بكافة الأشكال ، و الطرق .
و من أهم ما تتميز به تلك الجمعيات في السلطنة هو احتوائها على العنصر النسائي ، و الذي قد أصبح له تأثيراً كبير الدرجة في هذا الجانب الإنساني إذ قد لعبت المرأة العمانية دوراً شديد الأهمية ، و الحيوية في إنشاء أول جمعية نسائية للعمل التطوعي في العاصمة العمانية
مسقط
.
و كان ذلك في خلال عام 1972 م ، و قد سعت نساء الجمعية إلى تنمية ، و تنشيط العمل التطوعي بأشكاله ، و إرسال رسالة شاملة ، و محتوية على آثاره ، و فوائده الإيجابية سواء للأفراد المقدمين له أو المستفيدين من أنشطته بالإضافة إلى أهميته ، و دوره الكبير ، و الهام للمجتمع العماني ككل .
و جدير بالذكر أنه قد بدأت الجمعيات الخاصة بتقديم الأعمال التطوعية بالظهور على الساحة العمانية بقوة ، و الدليل هو زيادة عددها عن ما عدده 43 جمعية ما وجوده ما هو أكثر من ثلاثة الأف برنامج تطوعي من قبل
منظمة اليونسيف
، و التي تتولى مهمة توجيه ، و إرشاد الجمعيات التطوعية في السلطنة إلى طريق العمل السليمة ، و الصحيحة .
هذا بالعلاوة إلى ما يقوم به عادةً مجموعة من طلاب
الجامعات العمانية
من عمل العديد من البرامج الخيرية ، و التي يقومون من خلالها بتقديم مجموعة من طرود المعونة إلى المحتاجين في داخل السلطنة أو خارجها إذ تهدف معظم الجمعيات الخيرية ، و البرامج الموضوعة ، و بشكل عام إلى الاهتمام القوي الدرجة بشئون المرأة ، و الأسر في السلطنة مع تقديمه كل أشكال المساعدة إلى الأسر العفيفة ، و المحتاجة لهذا .