حكم قراءة الفاتحة لروح النبي وروح الميت
توضيح وبيان بعض الأحكام الشرعية التي يجب على كل مسلم ومسلمة العلم بها لما فيه من ضرورة وهذه الأحكام عن كل من الآتي : حكم إذا أوصي احدهم بقراءة
الفاتحة
لروح النبي، حكم إذا أوصى احدهم بقراءة الفاتحة له عند قبر النبي، حكم إحضار قارئ للتلاوة للميت مقابل مبلغ من المال.
حكم إذا أوصي احدهم بقراءة الفاتحة لروح النبي
ومعناها أن يوصي أحدهم، حاجًا أو معتمرًا أن يقرأ الفاتحة عند قبر النبي ويجيب عن هذه المسألة فضيلة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
: هذه وصية لا يلزم تنفيذها لأنها وصية بأمر غير مشروع، فالنبي صل الله عليه وسلم لا يشرع لأحد أن يعبد الله، ثم يجعل ثواب العبادة للرسول صل الله عليه وسلم، لان هذا لوكان مشروعًا لكان أسبق الناس إليه الصحابة رضي الله عنهم، ولأن النبي لا يحتاج لمثل هذا، فإنه ما من إنسان يعمل عملًا صالحًا إلا كان للنبي صل الله عليه وسلم مثل أجره، لأنه هو الذي دل عليه والدليل قوله صل الله عليه وسلم : « الدال على الخير كفاعله »، فهذا يكون من العبث ومن البدعة التي لم ترد عن السلف الصالح رضي الله عنهم.
حكم إذا أوصى احدهم بقراءة الفاتحة له عند قبر النبي
ومعناها أن يوصي أحدهم، حاجًا أو معتمرًا أن يقرأ له الفاتحة عند قبر النبي ويجيب عن هذه المسألة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: أنه لا يلزم الوفاء بهذه الوصية، لأن تخصيص مكان بعبادة معينة لم يرد بها الشرع من البدع، كما هو معلوم في البحث عند ذكر المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام، وأنه لا تتحقق المتابعة حتى توافق العبادة الشريعة في أمور ستة : سببها، وجنسها، وقدرها، وكيفيتها، وزمانها، ومكانها.
حكم تلاوة القرآن لروح الميت
التلاوة لروح الميت تعني أن يقرأ القارئ القرآن وهو يريد أن يكون ثوابه لميت من المسلمين، ويجيب عن هذه المسألة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة، فمنهم من يرى أن ذلك غير وان الميت لا ينتفع به، أي لا ينتفع بالقرآن في هذه الحالة، ومنهم من يرى أنه ينتفع بذلك، وأنه يجوز للإنسان أن يقرأ القرآن بنية أنه لفلان أو لفلانة من المسلمين، سواء كان قريبًا له أم غير قريب له، وهذا هو الأرجح، لأنه ورد في جنس العبادات جواز صرفها للميت، كما في حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه، حين تصدق بمخرافه – أي بستانه – لأمه، وكما جاء في قصة الرجل الذي قال للنبي عليه الصلاة والسلام : إن أمي إفتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها ؟ قال : نعم.
وهذه قضايا أعيان، تل على أن صرف جنس العبادات لأحد من المسلمين جائز، وهو كذلك ولكن أفضل من هذا أن يدعوا للميت وأن يجعل الأعمال الصالحة لنفسه، لان النبي صل الله عليه وسلم قال : « إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له »، ولم يقل : أو ولد صالح يتلو له، أو يصلي له، أو يصوم له، أو يتصدق عنه، بل قال : أو ولد صالح يدعو له، فدل ذلك على أن الأفضل أن يدعو الإنسان للميت، لا أن يجعل له شيئًا من الأعمال الصالحة، والإنسان محتاج إلى العمل الصالح، أن يجد ثوابه مدخرًا له عند الله عز وجل.
حكم إحضار قارئ للتلاوة للميت مقابل مبلغ من المال
ويضيف الشيخ : أما ما يفعل بعض الناس من التلاوة للميت بعد موته بأجرة، مثل أن يحضر قارئًا يقرأ القرآن بأجرة، ليكون ثوابه للميت، فإن هذا بدعة، ولا يصل إلى الميت ثوابه، لأن هذا القارئ إنما قرأ من أجل الدنيا، ومن أتى بعبادة من أجل الدنيا، فإنه لا حظ له منها في الأخرة، كما قال : الله تبارك وتعالى : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[هود: 15 – 16].