قصة مقولة بيدي لا بيد عمرو

قصة الزباء بنت عمرو بن الأظرب ملكة تدمر التي قامت بالثأر لوالدها من ملك الحيرة جذيمة الأبرش فقتلته عن طريق الحيلة والخديعة وهو ما جعل عمرو بن عدي ابن أخته وخليفته، وقصير ابن سعد مستشاره يلجئون للحيلة للثأر منها، وبالفعل استطاع عمر مداهمة قصر الزباء والوصول إلى مدخل القصر السري أثناء محاولة هروب الملكة التي وجدت نفسها محاصرة من عمرو بن عدي يريد قتلها فقررت أن تنتحر وتموت قبل أن ينال شرف قتلها وقامت بابتلاع السم الموجود بخاتمها و قالت هذه المقولة بيدي لا بيد عمرو.


قصة مقولة بيدي لا بيد عمرو


قصة الزباء ملكة تدمر :


الزباء بنت عمرو بن الأظرب ملكة تدمر في أواخر القرن الثالث الميلادي، عرف عنها الذكاء الشديد والمكر، كانت الزباء على دراية كبيرة بفنون الحرب والقتال على الرغم من جمالها الشديد إلا أنها كانت قوية وصلبة كالرجال تجيد استخدام الأسلحة الحربية، فقد حرص والدها منذ نعومة أظافرها على تربيتها تربية صارمة وتعليمها فنون القتال.

قتل والدها عمرو بن الأظرب على يد جذيمة الأبرش ملك الحيرة وذلك على أثر خلاف بين المملكتين تدمر والحيرة كان نتيجته قتل أبيها، حصلت الزباء على الحكم واستطاعت إحكام السيطرة على البلاد وانتظرت فترة حتى شاع الاستقرار بمملكة تدمر.


العروس المخادع :


بعد شعور الزباء بشيوع الأمن والاستقرار في جميع أرجاء مملكة تدمر قررت الانتقام لوالدها من قاتله على أن يتم ذلك عن طريق خطة محكمة لا يستطيع جذيمة الأبرش الإفلات منها، وبعد تفكير طويل حصلت على فكرة مذهلة وغاية في الدهاء.

أرسلت الزباء في دعوة إلى جذيمة تطلب منه الحضور فورًا إلى تدمر وإعلانه الزواج منها وذلك من أجل مساعدتها في إدارة شؤون تدمر وإحكام السيطرة عليها، جاءت رسالة الزباء في هذه الكلمات القصيرة والتي كان لها وقع السحر على جذيمة فقد كان يأمل في بسط نفوذه على كلتا المملكتين وها هي الفرصة أمامه، طلب جذيمة على الفور الاجتماع بكافة مستشاريه ومعاونيه وعرض عليهم محتوى الرسالة، التي لاقت الترحيب من جميع الموجودين ما عدا مستشاره الخاص قصير ابن سعد الذي اشتم رائحة الخديعة في الرسالة وحاول تنبيه جذيمة لكن الأخير لم يقتنع بكلامه وقرر السفر إلى تدمر وإقامة الزواج.


عمرو بن عدي خليفة جذيمة الأبرش :


قرر جذيمة السفر إلى تدمر والزواج من الزباء وتم تعيين عمرو بن عدي “ابن أخته” خليفة له لحين عودته مرة أخرى، وذهب إلى تدمر للقاء العروس وما أن وصل إلى تدمر أخبروه أن العروس تنتظره في غرفتها فأسرع على الفور للقائها وما أن دخل الغرفة حتى وجدها بلباس الحرب، قائلة له جئت تطلب موتك لا عرسك ووجهت له طعنة مباغتة مات على اثرها في الحال، بعد وصول خبر مقتل جذيمة إلى الحيرة، أسرع قصير بن سعد إلى عمرو بن عدي يخبره بمقتل جذيمة ويحثه على الثأر لخاله، وأخبره بأنه يعد خطة محكمة لأخذ الثأر.


مقابلة الدهاء بالدهاء :


أخبر قصير مولاه عمرو بن عدي أن عليه أن يقطع أنفه وأن يأمر الحرس بضربه وتقطيع ملابسه وذلك لتسهيل مهمته في القضاء على الزباء وتم تنفيذ جميع رغبات قصير، الذي اتجه مسرعًا إلى ملكة تدمر يبلغها أن عمرو بن عدي فعل به ما فعل لأنه كان صاحب المشورة على الملك ودفعه للزواج منها، فرحبت به الزباء التي انطلت عليها الخدعة وأسكنته قصرها، استطاع بعدها قصير دراسة مداخل ومخارج القصر ومعرفة المخرج السري الخاص بالملكة والذي تلجأ إليه في حالة وقوع هجوم على القصر، ادعى بعدها قصير أن له تجارة عظيمة بالحيرة ويريد الذهاب لتصفية أعماله والرجوع بأمواله للاستقرار داخل تدمر ووافقت الزباء على ذهابه.

رجع قصير إلى مولاه عمرو بن عدي وأخبره بكافة التفاصيل والمعلومات التي حصل عليها وقرروا عودة القصير إلى تدمر براحلة محملة بالبضائع كما وعد الزباء، وتم تجهيز الراحلة التي انطلقت في طريقها إلى تدمر.


بيدي لا بيد عمرو :


وصلت قافلة قصير والتي كانت محملة بالبضائع وتم السماح له بدخول القصر بأمر من الملكة وما أن حطت الراحلة حتى امتلأت ساحة القصر بأفراد الجيش الخاص بعمرو بن عدي فقد كان كل شوال يحمل رجلًا مخبأ بسلاحه، وبعد معركة مع رجال القصر وصل الخبر إلى الزباء التي استطاعت الفرار عن طريق المدخل السري إلا أنها وجدت عمرو يعترض طريقها شاهرًا سيفه بوجهها فقامت على الفور بابتلاع السم الموجود بخاتمها وقالت بيدي لا بيد عمرو، أي أن وفاتي تكون بيدي وليست بيد عدوي حتى لا يصبح منتصرًا.