صحيح مسلم و رحلته مع الاحاديث النبوية
هناك عدد من الإصحاحات التي نرجع لها ، لنرى صحة
الأحاديث النبوية
، و نسبتها إلى رسول الله ، و من أهم هذه الإصحاحات صحيح مسلم و صحيح البخاري ، و هو عبارة عن كتاب يجمع العديد من أحدايث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أقسام للتشريع و الأحكام ، فضلا عن بعض التفاسير و غيرها .
نبذة عن مؤلف كتاب صحيح مسلم
– مؤلف الكتاب هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري ، و هو من أهم و أبرز علماء الحديث النبوي .
– ولد في عام 206 من الهجرة ، و قد عرف بيته بالورع الديني ، فقد كان أبيه شيخا ، مما دفعه إلى تعلم الحديث و حفظه ، منذ نعومة أظافره .
– هذا و قد سافر و طاف الحجاز عدة مرات ، من أجل
الحج
و تجميع الأحاديث ، و منها ذهب إلى المدينة ، و الشام و
العراق
و مصر ، حتى استطاع تجميع ما يزيد عن 300 ألف حديث نبوي شريف .
– و قد توفي في عام 261 هجريا ، و قد كان عمره وقتها 55 عام ، و قد ألف العديد من الكتب في علم الحديث ، و لكن للأسف عدد من هذه المؤلفات مفقود حتى وقتنا هذا .
كتاب صحيح مسلم
– ورد للكتاب العديد من المسميات ، و قد كان منها الصحيح ، و صحيح مسلم ، و المسند ، و الجامع و غيرها .
– أما ما ساعد على إثبات نسبة الكتاب لهذا المؤلف ، و اسناد الأحاديث إليه حتى الأن ، هو تناقلها بشكل سماعي من جيل لأخر ، و لم يرد أي تشكيك من المؤرخين ، في صحة نسب الكتاب لمؤلفه هذا .
– و قد كان السبب وراء بحث المؤلف عن كافة هذه الأحاديث ، هو أن أحدهم قد سأله عن أمر ما ، فظل يبحث في الأمر ، و أثناء بحثه وردت أمامه العديد من الأحاديث الضعيفة و الاسرائيليات ، و من ثم بدأ في البحث و التقصي عن أصول الأحاديث ، و أصول من قاموا بروايتها ، حتى يتمكن من جمع كافة الأحاديث الصحيحة ، التي وردت بالفعل عن
رسول الله صلى الله عليه و سلم
.
– هذا و قد استمر الكاتب ، في البحث و التجميع و تأليف الكتاب ، لمدة تصل إلى 15 عام .
وصف صحيح مسلم
– يعد من أمهات و أصول كتب الحديث التي عرفناها و استندنا عليها ، و استند عليها أئمتنا و من أهل الفقه و السنة .
– فقد عرف عنه أنه لم يكن يعتمد على مصدر واحد ليستقي منه حديث ما ، بل أنه كان مستعد ليجول الأرض من شرقها لغربها ليتأكد من صحة حديث واحد ، من أكثر من مصدر حتى يتمكن من كتابته في هذا الإصحاح .
– يبدأ الكتاب بمقدمة يعمل فيها الكاتب على توفير الكيفية التي عمل بها على جمع هذه الأحاديث ، و الشروط التي اتبعها حتى يتمكن من جمعه .
– أما عن ترتيب الكتاب فقد كان منظم للغاية ، حيث أنه كان يعمل على جمع كافة الروايات للحديث الواحد معا ، حرصا على الحصول على أكبر استفادة و فهم لنص الحديث .
– تم تقسيم الكتاب لعدة أجزاء لكل جزء موضوع يتحدث عنه ، فمثلا عند حديثه عن
الطهارة
، قد أورد كافة الأحدايث التي وردت في هذا الصدد و بعدها يتنقل لموضوع أخر و هكذا .
– من أهم ما يميز صحيح مسلم في طريقة سرده للحديث ، أنه كان يعمل على التدقيق في إسناد الحديث عن رواية من ، و من هم من تناقلوه و هكذا .
– و قد تم تقسيم الكتاب على حسب الرواه من هم دقيقون في حفظ و نقل الحديث ، و من هم متوسطون الدقة ، و من هم أقل دقة و هكذا .