قصة فاسيلي كوماروف الذئب الروسي
هو بيتروف فاسيلي [1887 – 1923] الذي أصبح بعد ذلك فاسيلي كوماروف، الذئب الروسي الذي استطاع تضليل الشرطة لفترة طويلة من خلال ارتكابه لعدة جرائم قتل بشعة بدون ترك أي دليل فقد كان يقوم بتقطيع ضحاياه باستخدام منشار ويضعهم داخل حقيبة جلدية يرميها في النهر، وبعد فترة اتجه لدفنهم حتى لا ينكشف أمره، حتى حاصرته الشكوك لاختفاء أكثر من ضحية في منزله وبعد تفتيش منزله عثر على جثث مدفونة داخل الباحة الخلفية، وتم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة ووضع أولاده دور رعاية الأيتام، وحصل على عقوبة الإعدام رميًا بالرصاص.
نشأة وحياة فاسيلي كوماروف البائسة :
ولد بيتروف فاسيلي في مقاطعة فيتيبسك ب
روسيا
في عام 1878م، عاش حياة بائسة مع والده الذي كان مدنًا للخمر مما يجعله يقوم بتوجيه الضرب والسباب لفاسيلي على الدوام، الأمر الذي جعل حياة فاسيلي بائسة خالية من المتع ونتيجة هذه النشأة الغير سوية أصبح فاسيلي في سن السابعة عشر مدمنًا على الخمر مثل والده، وكان هذا هو السبب الرئيسي لارتكابه جميع جرائمه في المستقبل المال والخمر.
مجرم منذ نعومة أظافره :
فقد كانت أول جرائم فاسيلي وهو في سن السابعة عشر حين قام أحدهم مما تسبب في حصوله على حكم بالنفي لمدة ثلاث سنوات في أحد المعسكرات لتأدية الخدمة الشاقة بتهمة القتل الغير متعمد وذلك لإثبات فاسيلي أنه كان في حالة سكر أثناء ارتكاب الجريمة، وبعد أن تم الإفراج عنه تزوج فاسيلي وبعدة فترة اندلعت الحرب بين روسيا واليابان فقام فاسيلي بالالتحاق بالجيش ولكن ليس لتأدية واجبه الوطني تجاه بلده روسيا ولكن من أجل سرقة مستودعات الجيش، وبعد القبض تم الحكم عليه لمدة عام لمحاولته ارتكاب جريمة سرقة لإحدى مستودعات الجيش، وأثناء قضاءه فترة العقوبة توفيت زوجته بداء
الكوليرا
.
زوجة وشريكة في الجريمة :
تزوج بعدها فاسيلي من امرأة تدعى صوفيا كانت أرملة وأم لولدين، وكانت تعاني من قسوة فاسيلي وضربه لها ولأولادها، الذي كان وقتها أحد جنود الجيش الأحمر وبعد فترة قصيرة تم أسره من قبل الجيش الأبيض وبعد إطلاق سراحه لجأ إلى تغيير اسمه الذي أصبح فاسيلي كوماروف، انتقل بعدها للإقامة في العاصمة
موسكو
التي بدأ فيه سلسلة متتالية من الجرائم بصورة وحشية وكان المساعد الأول والأخير له فيه هو زوجته صوفيا على الرغم من كرهها الشديد له بسبب ضربه وإهانتها المتواصلة، حتى أنها صارت أحد ضحاياه وذاقت من نفس الكأس الذي تجرعه الضحايا.
فاسيلي كوماروف وحش في صورة إنسان :
عند انتقال كوماروف إلى موسكو أدعى أنه تاجر أحصنة وبالفعل كان يقوم بسرقة الأحصنة وبيعها بأسعار مرتفعة إلا انه بعد فترة مل من هذه التجارة والتي كان يراها غير مربحة فقرر قتل الأشخاص من أجل الحصول على أموالهم وكان أول ضحاياه جار له يدعى ديمتري الذي توجه في احد ليالي عام 1921 ليشتري حصان من كوماروف وما أن دق بابه حتى استقبله كوماروف بترحيب شديد ودعاه إلى شرب الخمر وبعد ان تأكد من سكر العجوز قام بتهشيم رأسه بمطرقة من حديد، ثم قام بتقطيع أوصاله بمنشار وأخيرًا قام بتقسيمه إلى أجزاء ثم وضعه داخل حقيبة مصنوعة من الجلد ورماه في نهر موسكو.
ويبدوا أن القتل صار أحد المتع التي يحصل عليها هذا الوحش فقد صارت طريقة سهلة للحصول على المال فقد قام بقتل 15 شخص في عام 1921، و12 شخص في عام 1922 وهو الأمر الذي أثار رجال الشرطة فعدد البلاغات المقدمة عند مشاهدة هذه الحقائب الجلدية صار في تزايد مستمر مع عدم وجود أي دليل يقود رجال الشرطة إلى القاتل الحقيقي.
تزايد الشكوك حول فاسيلي كوماروف :
وكانت بداية نهاية هذا السفاح حين شاهدت إحدى النساء قريب لها يدخل بيت كوماروف وانتظرته حتى يخرج ولكنه لم يفعل، وعند سؤاله أنكر أنه رآه مما جعل المرأة تلقي بالاتهام على فاسيلي وقررت إبلاغ الشرطة وعندما علم فاسيلي بنيتها دعاها لمنزله وأقنعها أنه علم مكان قريبها وأنه سوف يخبرها عن هذا المكان وبالفعل استجابت المرأة التي لم تكن تعلم أنها إحدى خدع كوماروف، وعندما دخلت منزله دعاها لشرب الخمر ولكنها رفضت ومع إصراره قررت ترك المنزل ولكنها قبل ان تصل للباب كان فاسيلي قد هشم رأسها ثم قام باغتصابها قبل أن يقوم بتقطيعها مثل جميع ضحاياه.
مع كثرة البلاغات قرر فاسيلي أن يدفن ضحاياه بدلًا من أن يرميهم في النهر وكانت زوجته تساعد على ذلك وتم تخصيص الباحة الخلفية لهذا الغرض وبعد فترة نشبت مشاجرة بينه وبين زوجته قام على أثرها بتهشيم راسها وتقطيعها ودفنها ليتخلص منها إلى الأبد وقد هدد أولادها بالقتل في حالة التفوه بكلمة عن أمهم.
تفتيش بيت كوماروف :
حامت الشبهات حول فاسيلي بسبب رؤية الكثير من الضحايا عند دخول منزله مع إعلان اختفائهم بعدها مما جعل رجال الشرطة تقرر تفتيش منزله ولكن كوماروف كان اذكى فقد كان حريصًا على إخفاء أي دليل قد يدينه، وبعد ان يأس رجال الشرطة من وجود أي دليل داخل منزله قرروا الانصراف وكان كوماروف يتمتع بالهدوء الكامل أثناء التفتيش، ولكن فجأة قرر الضابط تفتيش الباحة الخلفية وهنا اصفر وجه كوماروف فعلم الضابط أنه ثمة شيء هناك وقبل ان يبدأ الجنود بالحفر طلب كوماروف من الضابط أن يحضر جاكيت من الداخل لأن الجو بارد وبالفعل دخل إلى المنزل وعند ظهور أو جثة بعد الحفر انطلق رجال الشرطة يبحثون عن كوماروف الذي كان قد هرب من إحدى النوافذ وعلى الرغم من ذلك استطاعت الشرطة القبض عليه وتوجيهه للمحاكمة وداخل قسم الشرطة اعترف كوماروف بقتله لـ 33 ضحية، وعند تقديمه للمحاكمة حصل على عقوبة الإعدام رميًا بالرصاص.