الفرق بين القرآن الكريم والأحاديث القدسية

الأحاديث القدسية هي أحاديث رواها لنا النبي صل الله عليه وسلم عن رب العزة تبارك وتعالى، وسميت بالقدسية نسبةً إلى أسم من أسمائه الحسنى وهو ” القدوس” والذي جاء معناه الطاهر والمنزه عن العيوب والنقائص، والمقصود بالتسمية هي أن كلام الله تعالى طاهر ومنزه عن العيوب والنقائص، وقد وجد علماء الحديث أن الكثير من العوام يجهلون معنى وصف الأحاديث القدسية ويجدون صعوبة في التفريق بينها وبين الأحاديث النبوية، وكذلك بينها وبين القرآن الكريم، لذلك لزم التوضيح والشرح وبيان الفروق بين الأحاديث القدسية والقرآن الكريم وكذلك الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية.


الفرق بين القران والحديث القدسي




بين علماء الحديث عشرة فروق بين كتاب الله وهو القرآن الكريم وبين الأحاديث القدسية وكلاهما كلام الله وهذه الفروق هي :

1. أن القرآن الكريم هو وحي من عند الله نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صل الله عليه وسلم والدليل {نـزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ} {الشعراء: 193}، أما الأحاديث القدسية فبعضها جاء عن طريق الوحي جبريل وبعضها عن طريق الإلهام أو غير ذلك.

2. القرآن الكريم جاء متواتر على عكس الحديث القدسي.

3. القرآن الكريم لا يتطرق إليه بشر، بينما الحديث القدسي قد يتطرق إليه الخطأ من بعض رواته، بل قد يكون الحديث القدسي ضعيفًا لضعف رواته.

4. القرآن الكريم يتلى في الصلاة ولا يجوز قراءة الأحاديث القدسية.

5. القرآن الكريم مقسم إلى سور وأحزاب وأجزاء ولا يفعل ذلك في الحديث القدسي.

6. ثواب قراءة القرآن الكريم وتلاوته ثابت بالكتاب والسنة بخلاف الحديث القدسي، ولا يمنع ذلك من حصول حامل القدسي على الثواب.

7. القرآن الكريم معجزة باقية على مر الدهور والعصور.

8. لا يحرم مس الحديث القدسي للجنب بخلاف القرآن الكريم (عند من يرى حرمة مسه).

9. جاحد القرآن الكريم كافر بخلاف من جحد حديثًا قدسيًا لخلاف في بعض رواته أو إنكارًا لبعض ألفاظه أو غير ذلك.

10. تجوز رواية الحديث القدسي بالمعنى (عند من قال بالرواية بالمعنى)، ولا تجوز تلاوة القرآن الكريم بالمعنى.


الفرق بين الأحاديث القدسية والأحاديث النبوية

بين علماء الحديث أن الأحاديث القدسية تختلف كلية عن الأحاديث النبوية حيث أن الحديث القدسي هو كلام منسوب لرب العزة تبارك وتعالى وأغلبها يتعلق بالخوف والرجاء وكلام الرب جل وعلا عن مخلوقاته، بخلاف الحديث النبوي الذي هو منسوب لرسول الله صل الله عليه وسلم وأغلبه يتعلق بالأحكام الشرعية مثل الصوم والجهاد والصلاة وغيرهم.

وكمثال في هذا الحديث القدسي وهو حديث عن كيفية كتابة الحسنات والسيئات يتضح لنا المعنى الحقيقي وراء الأحاديث القدسية والفرق بينها وبين الأحاديث النبوية في الرواية عن رب العزة وليس عن النبي صل الله عليه وسلم.


حديث قدسي، كيفية كتابة الحسنات والسيئات :


قال الإمام البخاري رحمه الله، حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : “يقول الله : إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة”