تأثير العقلية الثابتة و العقلية المتنامية على التحصيل الدراسي للطلاب

أثبتت الأبحاث العلمية أن الواجبات المدرسية  في مراحل التعليم الأولى لا تساعد الطلاب في التعلم بشكل أسرع أو بصورة أفضل ،و لا تعلمهم مهارات الإستذكار الصحيحة ،و حتى إنها لايمكنها مساعدتهم في تخطي الإمتحانات النموذجية ،و على الرغم من معرفة الكثيرين بهذه الحقيقة العلمية المؤكدة إلا أنهم يحثون أبنائهم على آداء الواجبات المدرسية ،فالأم تذكر أبنائها بالروتين اليومي المقرر عليهم آدائه ،فعند العودة من المدرسة تذكرهم بضرورة إنهاء واجباتهم و السبب في ذلك يعود لمنظومة التعليم في الأساس ،فالبرغم من عدم إيمان الأم بأهمية الواجبات المدرسية إلا أنها فرض يجب على الأبناء آداؤه ،فالواجبات المدرسية ضرورة فرضتها المنظمومة التعليمية بدئاً من وزارات التعليم و حتى المدرسين في المدارس .


مساوئ و عيوب الواجبات المدرسية


عادة ما يكون الأطفال في هذه السن الصغيرة متطلعين نحو العلم و التعلم و مملؤين بالشغف تجاه هذه المعلومات و المهارات الجديدة التي يكتسبونها يوماً بعد يوم و لكن الواجبات المدرسية تدفع الكثيرين لأن يفقدوا الرغبة و الشغف الذي كان يملأهم يوماً ما  و يظهر ذلك واضحا من خلال أنواع الطلاب .

و كما ذكرنا سابقاً فإن هناك نوعين من الأشخاص الشخص ذو

العقلية الثابتة

و الشخص ذو العقلية المتنامية ،و كذلك فهناك الطالب ذو العقلية الثابتة و الطالب ذو العقلية المتنامية ،هاتان العقليتان تنعكس على مفهوم الطلاب للذكاء و آدائهم الدراسي فنجد أن :


الطالب ذو العقلية الثابتة


يظن أن ذكائه ثابت و سيظل كما هو فلا يمكن لأي شخص أن يغير مدى ذكائه ،مهما عمل بجد و اجتهد من أجل ذلك ، يري الطلاب أصحاب العقلية الثابتة أن الفشل دليل على عدم الذكاء .

كذلك فإن الطلاب أصحاب العقلية الثابتة تواجههم صعوبات في التعلم ،و لا يستمتعون بالعملية التعليمية من أساسها ،و الأكثر من ذلك أن عقليتهم الثابتة تجعلهم يكذبون بشأن آدائهم الدراسي و قدرتهم على التحصيل ، فقط من أجل الحصول على لقب ذكي ، فهم ببساطة لا يمكنهم مواجهة أخطائهم و تطوير أنفسهم من أجل

تنمية المهارات

، و يرجع ذلك إلى إيمانهم الراسخ بأن الذكاء و القدرات لا يمكن تنميتها أو تطويرها .

فإذا وجد الطالب أن هناك مادة يصعب فهمها فإنه لا يحاول الحصول على مساعدة أو المحاولة بطريقة أخرى لإستيعابها ،هذا النوع من الطلاب يقرر أنه طالما لم يستطيع فهمها منذ البداية فلن يستطيع فهمها بأي طريقة أخرى .


الطالب ذو العقلية المتنامية و التحصيل الدراسي


في الوقت نفسه يرى الطلاب ذوي العقلية المتنامية أن الشخص الذي يعمل بجد يمكنه أن يطور من ذكائه الحالي ،هؤلاء الطلاب يدمنون على التحدي ،كما يرون  أن الإخفاق هو فرصة للنمو و التطور والتعلم .

يؤمن الطلاب ذوي العقلية المتنامية أنهم يستطيعون تطوير مهاراتهم وذكائهم بأكثر من طريقة فهناك من يطلب المساعدة من أحد الوالدين و هناك من يطلب مساعدة أحد المدرسين و هناك الطفل الذي يقرر مساعدة نفسه بنفسه فيركز على نقاط الضعف لديه و يحاول تقويتها .

لذلك يمكن القول أنه إذا كان الشخص يؤمن أنه يستطيع أن يعمل جاهداً لينمي ذكاؤه  فسيستطيع عمل ذلك ،و إذا آمن الشخص أنه لن يستطيع تطوير أو تنمية مهاراته فستحقق نبوئته الشخصية عن ذاته .


العقلية المتنامية و النجاح العلمي


من خلال الأبحاث التي أجريت على مدار عشرين عاماً على الطلاب من النوعين فقد أثبتت الدراسات أن كلمة السر في تحقيق النجاح في التعليم و الحياة بشكل عام هو إمتلاك عقلية متنامية  فالعقلية المتنامية تفتح آفاق و أبواب جديدة أمام أصحابها و تقودهم إلى طريق النجاح .

على الآباء إدراك الفرق بين العقليتين و تحديد الفارق بينهما ،و معرفة تحت أي نوع يندرج أبنائهم و كذلك يجب عليهم أن يساعدوهم على تنمية و تطوير قدراتهم و التمتع ببعض المرونة من أجل تحقيق النجاح و التفوق الذي يسعون إليه .