أهل الذمة في الدين الإسلامي
أهل الذمة هو أحد المصطلحات التي عرفت في الفقه الإسلامي ، و قد أطلق هذا المسمى على اليهود و النصارى من أهل الكتاب ، الذين يعيشون تحت راية الإسلام ، و قد حدد الدين الإسلامي الحنيف ، بعض القواعد للتعامل معهم .
من هم اهل الذمة
– أهل الذمة ، هم غير المسلمين ، المؤمنين بالكتب السماوية من اليهود و النصارى ، و الذين يعيشون تحت راية الإسلام و في بلاد المسلمين ، و الأصل في الشريعة الإسلامية التعامل معهم بالحسنى ، فلا يجوز الاعتداء عليهم أو الإساءة لهم ، و ذلك لأن الله وحده هو القادر على حساب كلا من المسلمين و أهل الذمة يوم القيامة .
– من أهم الأحاديث النبوية التي نصت على ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاما) .
ماهي الجزية
الجذية في أصل اللغة ، هي شئ يجزى به شخص ، عن فعلة أو لسبب متفق عليه ، و هنا في هذه المسألة ، و الجزية هي مبلغ من المال ، يدفعه أهل الزمة من غير المسلمين ، الذين يدينون بغير الإسلام ، للمسلمين ، على أن يقوم المسلمين بحمايتهم و الدفاع عنهم ، و عن أعراضهم و أموالهم و بيوتهم ، و ذلك لأن الوقت الذي فرضت فيه الجزية ، لم يكن من المسموح لغير المسلمين الانتظام فيه في خطوط الجيش .
من هم المعفيين من دفع الجزية
عرف الإسلام برحمته الواسعة ، و تقديره للمستضعفين ، و ذلك يتضح من فكرة دفع الجزية ، فقد قام الإسلام بإعفاء عدد من الأشخاص من ذلك الأمر ، و من هؤلاء الأشخاص النساء و الأطفال ، و الفقراء و المساكين ، و كبار السن ، و ذوي الاحتياجات الخاصة من العميان و الذين يعانون من الشلل و المختلين ، كما أن الرهبان و رجال الدين ايضا يتم إعفائهم من دفع الجزية ، و قد زاد على ذلك خامس الخلفاء الراشدين ، عمر بن عبد العزيز ، حين أمر بالإنفاق على كبار السن و العجزة من أهل الزمة ، و هذه الجزية تسقط بإسلام الذمي ، و يفرض عليه بدلا منها الذكاه ، مثله كسائر المسلمين .
تطور فكرة الجزية عبر العصور التاريخية
– لم يكن المسلمين أول من استخدموا فكرة الجزية ، بل سبقهم إليها اليونانيين ، حيث قاموا بفرضها على الساكنين في سواحل أسيا الصغرى ، و قد كان ذلك إبان القرن الخامس قبل الميلاد ، و قد كان السبب في دفع هذه الجزية في مقابل أن يؤمن اليونانيين لهم الحماية ، ضد الهجمات الفينيقية .
– كذلك من أشهر الأمثل في التاريخ ، ما قام به الرومان ، حيث قاموا بفرضها على كافة الدول التي خضعت لهم ، و عاشت تحت رايتهم ، و قد قاموا بتحديد مبلغ معين لدفع الجزية ، و كان الأشراف يقوموا بدفع الجزية ، عنهم و عن أولادهم و خدمهم ، في مقابل أن تقوم روما بحمايتهم و صد أي عدوان عليهم .
– و ذكر عن نبي الله سليمان ، عليه السلام ، كان يجبي الجزية من الأشخاص ، الذين قد خضعوا لحكمه ، و بذلك فأمر الجزية ليس أمر جديدا على العالم ، أو من مستحدثات الإسلام .
نصوص وردت عن عهد الذمة
– ذكر أن أول العهود التي تم تقديمها لأهل الذمة ، كان في نجران ، و قد كان بين رسول الله و النصارى ، و كان هذا على النحو التالي : «ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله، على أموالهم وأنفسهم وأرضهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير، لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته، ولا يطأ أرضهم جيش، ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين.»
– و كذلك قد وردت بعض النصوص ، عن خالد بن الوليد في عهد عمر بن الخطاب .