حقيقة إيميليا داير السفاحة التي قتلت 400 طفل
هي إيميليا اليزابيث داير الشهيرة بالسفاحة إيميليا دير [1837 – 1896]،ولدت لأم وأب ميسورين الحال تزوجت بعد وفاتهم مباشرة لرجل يكبرها بثلاثين عام، عملت كممرضة لفترة حتى تعرفت على السيدة “إيلين دان” التي أوكلت إليها إدارة الملجأ وعلمتها كيفية التخلص من الأطفال، وعند القبض عليها وجد أنها قتلت 400 طفل وقد حكم عليها بالإعدام شنقًا.
نشأتها وحياتها :
هي إيميليا اليزابيث داير ولدت في عام 1838م في إحدى القرى الإنجليزية بالقرب من مدينة بريستول، ولدت لأسرة ميسورة الحال وعاشت حياة كريمة مع والديها وكانت أخت لأربعة أشقاء، اضطرت لمغادرة المنزل مبكرًا فقد توفت أمها وهي في عمر عشر سنوات بسبب إصابتها ب
مرض التيفويد
ولحقها أباها وهي في عمر ثلاثة وعشرون عامًا، وبعد وفاتهم حدثت مشادات عنيفة بين الأخوة الخمسة على تقسيم الإرث مما جعل إيميليا تغادر منزلها مع أول عريس يدق الباب على الرغم من انه يكبرها بثلاثين عامًا، إلا أن إيميليا كانت تراه طوق النجاة من هذا المنزل وهذه الحياة الكئيبة.
إيميليا الممرضة :
بعد فترة من زواجها اضطرت إيميليا للخروج للعمل لكسب الرزق، ووجدت الفرصة سانحة للعمل في مجال التمريض إلا ان هذا العمل لم يكن يدر عليها المال الكافي وبعد فترة تعرفت إيميليا على سيدة تدعى “إيلين دان” هذه السيدة هي صاحبة ملجأ للأطفال الغير شرعيين، حيث تترك عندها المرأة الحامل بطريقة غير شرعية مولودها لترعاه مقابل مبلغ من المال يتم إرساله شهريًا، مما جعل إيميليا تعمل معها في إدارة الملجأ ورعاية هؤلاء الأطفال.
ملجأ الأيتام :
بعد عمل إيميليا لفترة مع هذه السيدة وجدت أنها تتخلص من هذه الأطفال ولا ترعاهم كما هو متفق، وذلك حتى تحصل على المال، وغالبًا ما كانت تلجأ للطبيب لاستخراج شهادة الوفاة ولأنهم أبناء غير شرعيين كانوا لا ينالون الرعاية حتى بعد الوفاة فقد كان الطبيب يستخرج الشهادة دون الكشف على الطفل وتحديد سبب الوفاة الحقيقي.
بعد فترة من الوقت ومع استمرار حالات الوفاة المتكررة للأطفال مما جعله يلجأ للشرطة للإبلاغ عن حالة إهمال شديد بهذا الملجأ وعدم تقديم الرعاية اللازمة مما يؤدي إلى وفاة الأطفال، وبالفعل تم توجيه التهمة لإيميليا وتقديمها للمحكمة وفي عام 1878م حصلت على حكم بالسجن لمدة ستة أشهر.
إيميليا مريضة عقليًا :
خرجت إيميليا بعد فترة السجن شخصية مهزوزة على الرغم من قصر المدة إلا أنها جعلتها متوترة وعصبية على الدوام مما جعلها تدخل مستشفى الأمراض العقلية لفترة وتخرج منه بعد استقرار حالتها إلا أنها تعتزم داخلها الانتقام من الأطفال.
بدأت إيميليا في ممارسة الجريمة بشكل مدبر كانت تجيد التخفي في كل مرة حيث كانت تنتقل من منطقة لأخرى مع التغيير في اسمها حتى لا ينكشف أمرها ولا يستطيع أحد تتبعها، وكانت في كل مرة تقتل فيها طفل تقوم بخنقه أو وضع شريط لاصق على فمه حتى يموت ثم تقوم بوضعه داخل حقيبة من الجلد وتتخلص منهم في نهر التايمز .
تعرف الشرطة على الفاعل الحقيقي :
بعد فترة طويلة من البحث المتواصل من الشرطة، تم العثور على أحد الحقائب الجلدية من خلال احد القوارب الموجودة بالنهر وعند فتحها وجد بداخلها جثة متحللة للطفل ملفوفة داخل مجموعة من الأوراق، تم إبلاغ الشرطة بعدها ومن خلال التحقيقات وجد أسم وعنوان على هذه الأوراق مكتوب بخط دقيق جدًا، قامت الشرطة بمراقبة العنوان وتم العثور على إيميليا وعن طريق مراقبتها تم عمل كمين لها من خلال مراسلتها على العنوان من أم تريد إيداع ابنها الغير شرعي بالدار عندها، فبادلتها إيميليا الرسائل مرحبة بوجود الطفل مع الإمضاء بنفس الاسم الموجود على الورق، وكان هذا أول دليل لإدانتها مما جعل الشرطة تلقي القبض عليها.
الحكم بالإعدام شنقًا لقاتلة الأطفال :
بعد القبض على إيميليا في عام 1896م، اتضح أنها قاتلة محترفة للأطفال فقد استطاعت قتل زيادة عن عشرون طفلًا في أسبوعين، وبعد التفتيش والحصول على جميع الأوراق والوثائق الخاصة بالأطفال وجد أنها قتلت ما لا يقل عن 400 طفل، مما جعل المحلفون أثناء تقديمها للمحاكمة مقتنعين بضرورة الحكم عليها بالإعدام ولم تستغرق محاكمة إيميليا عشر دقائق لتخرج بعدها محكوم عليها بالإعدام شنقًا.