قصة الملك عبدالعزيز مع ابن عجلان
كان الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن ال سعود،ينتظر أن تسنح له الفرصة لفتح
الرياض
و قد كان لديه من الصدق والشغف و الحماس ،أن قال لوالده “إما أن تأمر أحد رجالك بإقتلاع رأسي من بين كتفي فأستريح من هذه الحياة ،وإما أن تقوم من توك فلا تخرج من بيت شيخ الكويت إلا بوعد في تسهيل خروجي للقتال في بطن نجد ” يقصد الرياض ،و أمام هذه الرغبة الصادقة كان له ما أراد ،حيث دخل نخلاً من شرقيها فيما يلي نخل (العود) وذلك في الرابع من شوال عام 1319 هـ عند الساعة التاسعة مساءًا .
الطريق نحو فتح الرياض
خرج الملك عبدالعزيز و معه 39 رجلاً من رجاله الصادقين و كان هو المتمم لهم بأن كانوا أربعين رجلاً ،قاصدين فتح الرياض و تخليصها من ابن عجلان ،و حينما وصل الملك عبدالعزيز و من معه إلى العود ،أبقى 33 رجلاً بها تحت قيادة أخيه محمد ،و خرج هو و معه ستة من الرجال نحو الرياض ،و كما روى في كتاب “شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز” أنه قال لأخيه و من معه “لا حول و لا قوة إلا بالله إذا لم يأتكم رسول منا غداً فأسرعوا بالنجاة و اعلموا بأننا قد إستشهدنا في سبيل الله ” ،كانت هناك رغبة صادقة إما في النصر و إما في الشهادة في سبيل الله ،تلك الرغبة الصادقة هى التي مكنتهم من فتح الرياض في اليوم التالي و هو الخامس من شهر شوال لعام 1319 هـ .
خطة فتح الرياض وانتصار الملك عبدالعزيز رحمه الله
تركالملك عبدالعزيز رجاله ال 33 و تقدم و معه 6 من رجاله و هم (عبد العزيز بن جلوي وفهد وعبد الله بن جلوي وناصر بن سعود والمعشوق وسبعان) نحو قصر المصمك محل إقامة ابن عجلان ، وبدؤا في تنفيذ خطتهم بدخول بيت جويسر الذي مكنهم من عبور الأسوار المجاورة للقصر ، و بعد ذلك دخلوا في بيت مجاور لبيت ابن عجلان و لم يتبقى أمامهم سوى الإجهاز عليه ،فبعث عبدالعزيز لأخيه محمد و من معه من الرجال ليكونوا عوناً لهم و مدداً في مهمتهم ،و دخلوا بيت لولوة زوجة ابن عجلان و التي ساعدتهم بدورها فأخذ الملك عبدالعزيز منها كل المعلومات التي ساعدته في مهمة القضاء على ابن عجلان و انتظروا أن تسنح لهم الفرصة لتنفيذ خطتهم .
تولي عبدالعزيز ابن عبدالرحمن إمارة الرياض
جاءت تلك اللحظة الحاسمة التي خطط لها كثيراً و انتظرها الملك عبدالعزيز رحمه الله من قبل ،ففي فجر يوم الخامس من شوال صعد إلى غرفة في الدور الأول لها شرفة تطل على
قصر المصمك
، ومع بزوغ الشمس خرج ابن عجلان و معه عشرة من رجاله و بعض من الخدم ،بينما خرج عبدالعزيز و معه 15 رجلاً من رجاله ، وأغلقت بوابة قصرالمصمك بعد خروجه كما هى العادة ،ليتفاجأ ابن عجلان بتلك الهامة التي يعرفها جيداً و لا يمكن أن يخطئها إنه عبدالعزيز بن عبدالرحمن ، أشهر ابن عجلان سيفه في وجه عبدالعزيز الذي باغته برصاصة لم ترده قتيلاً لكنها كانت كفيله بالإخلال بتوازنه و إفلاته للسيف .
فلما رأى هزيمته قادمة لا محالة حاول أن يعود أدراجه إلى القصر ،لكن الملك عبدالعزيز أمسك برجلي ابن عجلان يجرهما ورماه فهد بن جلوي بحربة لم تصيبه لكنها استقرت في الباب ،كل ذلك و رجال ابن عجلان يطلقون الرصاص ويلقون الحجارة من أبراج القصر ، فقتل اثنين من رجال عبد العزيز ،وجرح أربعة ،وفي تلك الأثناء حاول ابن عجلان الهرب وأراد عبد العزيز اللحاق به ،لكن رفاقه أوقفوه عطفاً و خوفاً عليه فسبقه عبد الله بن جلوي فدخل ،و أطلق على ابن عجلان الرصاصة التي ألقته صريعاً و عندها دخل الملك عبد العزيز ورجاله القصر وفتكوا بنيف وثلاثين رجلاً ممن فيه واستسلم عشرون آخرون أمنهم الملك على أرواحهم، و كانت العبارة الخالدة التي أعلنت النصر لآل سعود في هذه المعركة ” الملك لله ثم لعبد العزيز بن عبد الرحمن “
النتائج المترتبة على انتصار الملك عبدالعزيز رحمه الله
1- تحقق للملك عبدالعزيز ما كان يصبو إليه من فتح الرياض ،وبعد أن إستقر فيها عمل على توسيع المساحة الجغرافية التي تقع تحت إمرته فعمل على ضم الخرج والحوطة والحريق والأفلاج و
وادي الدواسر
.
2- في عام 1320 هـ جاء والد عبدالعزيز من الكويت و بايعه هو و كبار العلماء و رجال البلاد بالإمارة على الرياض .
3- ظل الملك عبدالعزيز رحمه الله في معارك عسكرية لمدة 32 عاماً من أجل جمع الشتات و توحيد راية البلاد.