حول رواية فيرونكا تقرر ان تموت لـ باولو كويليو
ما المميز في حياتي ؟ ولماذا مازالت على قد الحياة ؟ وهل هناك فائدة من حياتي؟ ، هناك مجموعة من الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا من حين إلى أخر وبالتحديد في الأوقات التي نشعر فيها بالإحباط أو الملل من حياتنا ، وهكذا ( فيرونيكا ) بطلة رواية باولو كويلو التي طرحت هذه الأسئلة ولم تجد لها إيجابه مما دفعها إلى الانتحار.
ويأخذنا كويلو في هذه الرواية إلى المرايا التي يحول كل شخص منا الهرب من النظر إليها ، وهي حقيقة النفس البشرية وتكوينها النفسي المعقد الذي قد يدفعها إلى قمة السعادة في أوقات ، وأيضاً قد يدفعها إلى الانتحار والهلاك في وقت أخر .
حول رواية فيرونيكا تقرر أن تموت
يتناول الكاتب
باولو كويلو
في هذه الرواية حياة شابة تدعى فيرونيكا تعيش في مدينة لوبلانا في سلوفينيا حياة مرفهة للغاية ، حيث أنها تمتلك كل شيء من الممكن ان تتمنى فتاة في عمرها ، فهي تمتلك جمال المظهر والوظيفة التي توفر لها دخل كبير كما أنها تعيش في عائلة لطيفة ومترابطة لدرجة كبيرة جداً ويمنحوها الحب والأمان الذي يتمناه أي شخص .
ولكن فيرونيكا تشعر دائماً بحالة من الفراغ والملل في داخلها وأن حياتها بلا قيمة مما يدفعها إلى اتخاذ قرار الانتحار تاركة وراءها كل ما سبق ، وبالفعل تتناول فيرونيكا جرعة كبيرة من الحبوب المنومة لكي تموت ، ولكنها بعد تناولها للحبوب تمسك بمجلة وتقوم بقراءة مقال يتحدث عن بلادها سلوفينيا وأن عدد من سكان العالم لا يعلمون شيء عن هذه البلد الجميلة ، مما يجعل فيرونيكا تفكر في كتابة خطاب لهذه المجلة لكي تقول أن سبب انتحارها هو أنها تعيش في دولة لا يعلم عنها أحد شيء ، ولكن الأمر يفشل في الأخير وبالفعل تغيب فيرونيكا عن الوعي تماماً.
ولكنها تستيقظ بعد ساعات لتجد نفسها داخل إحدى مستشفيات المدينة بعد ان تم إنقاذها من الموت ، ولكن تناول هذا الكم من العقاقير ترك لها إصابة بالغة في القلب وأخبرها الأطباء أن المتبقي من حياتها هو أسبوع فقط ، ولكن فيرونيكا تعيش هذه الأيام داخل مستشفى الأمراض العقلية ، وتتحول الفتاة التي كانت تتمنى الموت يتغير حالها تماماً ، وتعيد التفكير في كل شيء دفعها لاتخاذ هذا القرار كما انها تستوعب المعنى الحقيقي لأشياء لم تكن تتوقع أن تحرم منها .
وقد يغير الكاتب وجهة نظر القراء في الجنون ، حيث أنه يصف حالة الجنون بأنها الحالة الأكثر صدقاً والتي تجعل الشخص يرى الحياة بشكل مختلف وأكثر عمقاً .
مقتطفات من رواية فيرونيكا تقرر أن تموت لباولو كويلو
– في صباها كانت تفكر أنه من المبكر لها أن تختار , في الشباب كانت مقتنعة بأن الوقت تأخر على تغيير ما تريد .
– إلى أيّ مدى يمكن للموت أن يكون دافعاً للحياة ؟ هل سيعرّي رغباتنا و جموحنا بل و شغفنا باللامعقول بكل تجاوز و انفلات ؟ حين تضيق الفرص حتى تستحيل إلى فرصةٍ واحدة مبتورة للحياة و تتدّفق من هذه الفرصة جمعٌ غفير من الرغبات ، الأهواء ، الصراخ
– أي شخص يعيش في عوالمه هو مجنون
– لقد اكتشفت ما اكتشفته معظم الناس متأخرًا جدًا أنه كان يجب أن أكون أكثر جنونا
– يحق لنا ان نصنع الكثير من قراراتنا ولا احب ان ادفع الى قرارات ليست من صنعي
– ود أن أبقى على حالي مجنونة، أحيا حياتي كما أتخيلها على طريقتي، لا على طريقة الآخرين. هم يعتقدون بأنهم طبيعيون لأنهم يقومون جميعًا بالأمور ذاتها .
– أن المجتمع يفرض علينا دوما طريقة جماعية في السلوك ، ولا يكف الناس يتساءلون لما عليهم التصرف على هذا النحو هم يتقبلون ذلك بكل بساطة .
– وإن رأيت شخصا تبقى له القليل من الوقت في الحياة ، وقرر أن يقضي ذاك الوقت جالسا إلى جانب سرير أحدهم ، يراقب رجلا يغفو ، فقد أقول أن الحب هو ما يعتريه، وإن أصيب الشخص بنوبة قلبية في هذا الوقت ، ولزم مكانه صامته لمجرد أن يبقى بقرب الرجل ، فقد أقول أن لمثل هذا الحب قدرة كبيرة على النمو .
– حتى إذا سمحوا لها أن تمارس ما يحلو لها من جنون ، فلن تعلم من أين تبدأ . ذلك أنها لم تتصرف يوما بجنون
نبذة عن الكاتب
باولو كويلو ولد في البرازيل عام 1947هو واحد من أشهر الكتاب والروائيين في العالم حيث ترجمة اعماله إلى كل لغات العالم تقريباً ، ونشرت أول رواية له في عام 1982 بعنوان (أرشيف الجحيم) ولكن نجاحه ووصوله إلى العالمية في مجال الأدب كان من كتاب (
الخميائي
) الذي حققت نجاح باهر وكانت الرواية الاكثر مبيعاً في البرازيل وأيضاً في العالم .
ومن أهم أعماله الروائية
–
حاج كومبوستيلا
– بريدا
– الجبل الخامس
– إحدى عشر دقيقة
– الزهير
– الرابح يبقى وحيدا
– كالنهر الذى يجرى
– الشيطان والسيدة بريم
– ألف