التسويق السياسي والفرق بينه وبين التسويق الانتخابي
التسويق السياسي هو نشاط ترويجي ظهر حديثا، خاصة مع التقدم التكنولوجي، واستخدام المونتاج والسينما والدعاية والإعلان من أجل جذب الجماهير وتوجيه فكرهم وميولهم السياسية حول تأييد شخص ما أو برنامج انتخابي معين. من خلال عرض مميزات وانجازات هذا الشخص أو الكيان، ووعوده والقرارات التي ينتوي اتخاذها لصالح الجماعة المنتخِبة له.
ملحوظات هامة حول التسويق السياسي وأسالبيه وقطاعاته
هناك العديد من الملاحظات التي تساهم بشكل أكبر في تعريف القارئ بمفاهيم التسويق السياسي، ومنها :
1- للتسويق السياسي تأثير في غاية الروعة على سير العملية الانتخابية وإقناع الناخبين بأحد المرشحين.
2- التسويق السياسي سهل ولا يحتاج لإبداع نظم تسويق حديثة؛ فيمكن الاستعانة بوسائل
تسويق السلع
والمنتجات لتسويق الفكر والميول كذلك .
3- التسويق السياسي ليس هدفا في حد ذاته قدر كونه مبررا أو خطوة تجاه تحقيق الهدف الأسمى وهو كما ذكرنا الترويج لفكرة أو لشخص أو كيان معين.
4- التسويق السياسي يُبنى على أسس ومعايير وخطط واستراتيجيات واستبيانات لقياس الرأي والرأي الآخر، ومعرفة مدى تأثير الخطة التسويقية معنويا ونفسيا على الجمهور وانتماءاتهم.
5- ليس الهدف من التسويق السياسي هو قمع الحريات وإجبار الآخرين على تبني فكر معين قدر رغبته في اقناع المواطنين وطمأنتهم وجذب تأييدهم بأسلوب سياسي دبلوماسي حكيم.
الأساليب الشائعة لعملية التسويق السياسي
توجد الكثير من الأساليب التي يلجا إليها متخصصو التسويق السياسي من أجل تنسيق وتنظيم حملاتهم وخططهم لإقناع الجماهير وجذبهم في صفوف المرشح، ومن تلك الأساليب ما يلي :
1- التعرف بداية على الرأي العام الشائع حول القضية محل التسوق ومحاولة توقع تفكير وميول الأفراد والجماعات المؤثرة في المجتمع.
2- يهتم التسويق السياسي بتحديد مختلف
أساليب الدعاية
والإقناع ووسائل الإعلام التي يمكن أن تساهم في إقناع الجمهور والتأثير على المواطنين لصالح توطيد الفكر المطلوب ترسيخه بأذهانهم.
3- يجب على منسقي الحملة التسويقية أن يتبعوا كافة المعايير القانونية لفحص وتحليل النتائج الأولية للحملة .
4- يعتبر تمويل الحملة الانتخابية أحد أبرز اهتمامات التسويق السياسي الذي يسعى دوما لجذب المستثمرين والأرستقراطيين لدعم الحملة ومساندتها حتى تحقق أهدافها.
5. يهتم التسويق السياسي فى البداية بعمل خلفية أو أرضية للمرشح أو الحزب أو الكيان الذي يسعي لترويج فكره وخلفياته بين الجماهير؛ حتى يمكنه البناء على تلك الأرضية. لأن التسويق السياسي وإن كانت له قدرات خارقة في جذب ميول الجمهور والتلاعب بأذهانهم إلا أنه مجرد علم وليس سحر ولذلك يحتاج لمقومات معينه تساعده على القيام بدوره على الوجه الأكمل.
جمهور وعملاء التسويق الانتخابي
ومن أجل تحقيق كل تلك الأساليب السابق ذكرها والقيام بها على أكمل وجه، يجب تقسيم الجمهور الذي يتم التعامل معه إلى ثلاثة أقسام هي :
1- جمهور الناخبين، وهم الجمهور الأكثر تأثيرًا في تلك العملية والذين بهم لا تتحقق أهداف حملة التسويق السياسي المطلوبة.
2- جمهور المُموِلين، وهم الجهات الثقات الذين يقفوا بجوار الشخص أو المؤسسة من أجل دعمه ماليا وتقنيا وجماهيريا بشتى الطرق، وفي الغالب تكون لهم مصالح شخصية.
3- جمهور القادة، وجمهور القادة أولئك ينحصرون في قادة الرأي والكتاب والمحررين الصحفيين والمذيعين ورجال الإعلام.
الفرق بين التسويق السياسي والتسويق الانتخابي
من يقرأ في التسويق السياسي سيختلط عليه الأمر غالبًا ويعتقد بأن التسويق السياسي هو نفسه التسويق الانتخابي، ولكن هنالك العديد من الاختلافات التي قد تميز كل منهما عن الآخر، ومن تلك الاختلافات :
_أن التسويق السياسي أكثر شمولا واستمرارية عن التسويق الانتخابي.
_أكثر شمولًا أي أنه لا يهتم فقط بالعملية الانتخابية بينما له اهتمامات عديدة للغاية داخل الساحة السياسية.
_أكثر استمرارية تعني أنه في التسويق الانتخابي لا يتطلب الأمر استمرار التواصل مع الجمهور بشكل دائم وإنما فقط فترة الإنتخابات.
بينما التسويق السياسي يحتاج لتواصل دائم مع الجمهور والعملاء والمؤيدين حتى بعد النجاح في الانتخابات.