طرق التغلب على مشكلة الغيرة بين الأبناء
تتغير حياة الطفل الأول بعد مجئ الطفل الثاني ،فتقع الأم في مأزق كبير، فبدلا من أن تكون سعيدة بالمسار الجديد الذي تتخذه حياتها في الطريق نحو تكوين أسرة متكاملة ومترابطة تجد الأم نفسها في حالة مزمنة لا تنتهي من الصراع بين أبنائها ،حالة من الغيرة اللامتناهية بين أبنائها الصغار و لا تجد الأم سبيلاً لإنهاء هذا الصراع ، أحياناً ما تغفو الأم قليلاً لتفيق على صراع بين أبنائها هذا أخذ لعبتي ،وهي كسرت قلمي ، وأريد هذا وهي تريد ذاك وإلى مالا نهاية من الحجج التي غالباً ما تكون واهية ونادراً ما تكون صادقة .
الأسباب الحقيقة وراء غيرة الأشقاء
لا يهم السبب المعلن الذي يقوله الأطفال حينما يعلنون صراحة أنهم لا يحبون أشقائهم ،فهناك دائماً شيء أعمق من تلك الأسباب البسيطة المعلنة ،فعادة مايشعر
الطفل الكبر
بالضيق لأن عليه أن يشارك حياته وأغراضه و كل شيء كان يوماً ما ملكاً له بمفرده مع طفل آخر ، أيضاً فالطفل الجديد يحصل على جزء من إهتمام الوالدين لذلك يشعر الطفل الأكبر بالغيرة تجاه هذا المخلوق الجديد الذي حاز على بعض من الإهتمام الخاص به .
أسوء شيء يمكن أن تمر به الأم هو أن تحاول إقناع إبنها أنه من غير اللائق أن يكره الأشقاء بعضهم ،وأنها تحب أشقائها و ما إلى ذلك من العبارات الإيجابية التي من شأنها المساعدة في تصحيح مسار العلاقة بين الأشقاء ، وفي هذا الوقت تتفاجئ بإنقطاع الإتصال بينها وبين صغيرها ،فهو لن يستمع إلى حديثها بعد الآن ،بل أنه سيحاول بشتى الطرق أن يثبت لها أنها تحب شقيقه أكثر منه أو يقنعها بأنه لم يكن يريد أشقاء منذ البداية .
كيف تساعد الأم أبنائها على تجاوز مرحلة الغيرة
تستطيع الأم أن تساعد أبنائها على تجاوز هذه المرحلة ، وهذه الحالة من الحزن التي تجتاح الصغار ،لكن عليها أن تكون حريصة في التعامل مع معهم وتحسن إختيار الأسلوب والألفاظ وكذلك الوقت المناسب لبدء هذه المهمة الصعبة ، فن الإصغاء و الحوار سيساعد في حل
مشكلة الغيرة
وذلك بإتباع خطوات بسيطة :
1- تطلب الأم من الطفل أن يقول مايراه :
هذه الطريقة ستساعد الطفل في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه ورؤيته لشقيقه أو أشقائه ،و ستساعد الأم على معرفة مايدور في ذهن الصغير من أفكار ،ربما لاتتفق معها الأم لكنها هى الحقيقة من وجهة نظر الإبن ، في هذه الحالة سيعبر الطفل عن المواقف المتراكمة التي أدت إلى هذه الحالة من النزاع بينه وبين شقيقه .
2- إقتراح حلول :
تبادل الآراء و إقتراح الحلول من قبل الأم والطفل سيساعد في حل هذه الأزمة ،في البداية يجب أن تترك الأم طفلها يقترح هو الحلول ،وسيستطيع هذا الطفل إيجاد الكثير والكثير من الحلول المرضيه من وجهة نظره ،مثال لهذه الحلول :
– يستطيع الطفل أن يشارك أشقائه في معظم الألعاب مع الإحتفاظ بشيء مميز وخاص يمكنه اللعب به بمفرده .
– يمكن أن يلعب الطفل بمفرده لمدة معينة ومتفق عليها ،وبعدها عليه مشاركة أشقائه فى اللعب .
– يمكن للأم أن تخصص لكل طفل مدة قصيرة يتشاركا اللعب سوياً أو يتبادلا أطراف الحديث وذلك حتى لا يشعر أحد بالغيرة من الآخر .
3- التركيز على الإيجابيات :
على الأم أن تركز على الأشياء الإيجابية وتمدحها ،فكلما قامت الأم بمدح رابطة الأخوة القوية والعلاقة العائلية الجميلة بين أبنائها ،كلما إزدادت هذه العلاقة صلابة ومتانة مع مرور الوقت .
4- إعادة الإتصال بين الأم و طفلها :
أحياناً قد يكون كل ما يحتاج إليه الطفل هو أن يحظى ببعض الوقت مع الأم ،فهى عامل الأمان في حياته وقد بدأ هذا العامل في الإنسحاب تدريجياً ، إذا قامت الأم بمنح طفلها بعض الوقت للإستماع إليه و معرفة شعوره وأبدت بعض التفهم والتعاطف معه ،في هذه الحالة يعود الإتصال بين الأم والإبن ،و يمكن أن يتم حل المشكلة من جذورها .
الشجار بين الأبناء وغيرتهم ،والمنافسة بينهم يمكن أن تكون في الأصل مجرد سوء تفاهم ،سوء تفاهم ناجم عن أحد الأسباب السابق عرضها ولكن السبب الأهم هو عدم الحديث بين أفراد الأسرة الواحدة ،ويمكن حله عن طريق الإصغاء و التقدير والمشاركة والتعاطف ، إذ تعد كلمات سحرية في في سبيل نجاح أي علاقة .