جرير أحد شعراء الهجاء في العصر الأموي
هو أبو حزرة، جرير بن عطيّة بن الخطفى، من بني كليب بن يربوع، من قبيلة تميم ، وهو أحد أهم شعراء
العصر الأموي
، و ينحدر جرير من عائلة شعرية فقد كان أبوه وأخوه وجده ممن ينظمون الشعر في ذلك الوقت وقد استمرعدد من أبنائه وأحفاده في كتابة الشعر .
نشأته
نشأ جرير في الصحراء وعمل برعاية الأغنام لصالح والده وجده وبعد ذلك بدأ في نظم الشعر واشتهر شعره بعد أن انتقل من البادية إلى البصرة بالعراق ، وخاصة بعد أن مدح
الحجاج بن يوسف الثقفي
.
أسلوبه
اتسم اسلوبه بالبساطة والسلاسة والبعد عن التكلف وجمال المعاني واستخدامه للألفاظ المألوفة على عكس الكثيرين من شعراء ذلك الوقت .
شهرته
اشتهر جرير بشعر المدح والهجاء وله منازلات مع شاعر الهجاء الشهير في ذلك الوقت الفرزدق ، كانت قصائد جرير تهجو الفرزدق والفرزدق يهجو جرير ولم يثبت أمام هجاء جرير سوى الفرزدق والأخطل ، اذ عررف عنه سلاطة اللسان وفحش المعاني .
كما اشتهر بشعر المديح خاصة مديح بني أمية واتصاله بالحاكم في ذلك الوقت وهو
عبدالملك بن مروان
، كذلك برع في الغزل اذ كان من أمهر شعراء الغزل في ذلك الوقت لما تميز به أسلوبه من جمال العبارات وعذوبتها وسهولة معانيها ، اشتهر جرير بالتفاخر بنسبه وأهله فكان ينظم العديد من القصائد في هذا الشأن، وتميز شعر الرثاء لدى جرير ، فرثاء زوجته خير دليل على ذلك ، وكذلك رثاء ابنه والفرزدق بعد ذلك .
مؤلفاته
من مؤلفاته ديوان جرير الذي يضم عدد كبير من القصائد الشعرية ، وتعد قصائد جرير هي الأكثر عذوبة والأسهل في معانيها والأقل تكلفاً من بين قصائد شعراء هذا العصر الذين اتسمت الفاظهم وتعبيراتهم بالخشونة والغرابة .
خصومة جرير والفرزدق
ظل جليل والفرزدق في نزال شعري لمدة أربعين عاماً ، وكان الهجاء هو أسلوبهما المفضل ، بالرغم من انتمائهما لنفس القبيلة ، ولكن حقيقة العلاقة أن جرير والفرزدق كانا أهم وأكبر الشعراء في ذلك الوقت ، وماكان بينهما لم يكن أكثر من منافسة شعريه ، لأنه لم يكن هناك شعراء لهم نفس المكانة الشعرية التي كان يحظى بها جرير والفرزدق .
كان هناك نوع من انواع توارد الخواطر بين الشاعرين ، فكان الفرزدق يستطيع أن يكمل قصائد جرير دون أن يسمعها من قبل ، يكفيه أن يعرف صدر البيت ليكمل هو العجز .
ومما يدل على أنه لم تكن هناك خصومة أخرى خارج حدود الشعر بينهما ، أن جرير رثى الفرزدق بعد وفاته فقال:
لعمري لقد أشجى تميماً وهدها على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشية راحوا للفراق بنعشه إلى جدثٍ في هوة الأرض معمقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي إلى كل نجم في السماء محلقِ
ومن أهم أشعاره شعر الرثاء اذ رثى ابنه وقال
قالوا: نصيبك من أجرٍ فقلتُ لهم من للعرين ِ إذا فارقت أشبــــالي
لكن سوادةُ يجلو مقلتي لَحِمٍ بازٍ يُصرصرُ فوق المرقب العالي
علاقته بالحكام
اشتهر جرير بمدحه للخليفة عبدالملك بن مروان ، وقد كان من المعروف في ذلك الوقت أن الشعراء يتنافسون في قول الشعراء ، وذلك من أجل الحصول على الهبات والعطايا أو الذهب كما كان رائجا في هذا العصر .
مآخذ على شعر جرير
1- احيانا ما كان يلاحظ وجود اختلاف في اعراب القوافي بشعره .
2- بعض الأخطاء النحوية الخاصة بقواعد الاعراب من رفع ونصب وضم .
وفاته
من المرجح أنه توفي بعد عام 114 هـ بمدينة اليمامة وذلك بعد وفاة الفرزدق .