قصة بيعة الرضوان أو بيعة الشجرة
بيعة الرضوان أو
بيعة الشجرة
سميت كذلك لأن الله رضى عنهم جميعاً وبشرهم بفتح مكة في عام ستة هجرياً ، وهي أحدى البيعات الإسلامية التي أظهرت قوة المسلمين وتكاتفهم على قلب رجل واحد، الذين بايعوا رسول الله صل الله عليه وسلم على الموت في سبيل الله ومقاتلة المشركين في مكة، حينما انتشر خبر كاذب عن مقتل
عثمان رضي الله عنه
، من قبل المشركين، إلا أن عودة عثمان كانت قبل التجهيز للحرب، كما أنها كان لها الأثر الأكبر في صلح الحديبية.
خروج الرسول معتمراً :
رأى رسول الله صل الله عليه وسلم رؤيا انه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، فأخذه الشوق والحنين إلى مكة وقرر الرسول صلوات الله وسلامه عليه في العام السادس من الهجرة الخروج لأداء مناسك العمرة هو وزوجه
أم سلمة
رضي الله عنها، ومعه ألف وخمسمائة معتمر من المسلمين أداء المناسك في مكة المكرمة، إلا أن التحذيرات جاءت للنبي من استعداد المشركين لملاقاته وكانت إجابة النبي لهم ” إنا لم نجيء لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين”، لم يستمع لهم الرسول وظل على رأيه للخروج إلى مكة رغم كل التحذيرات
.
الوصول إلى مكة :
وصل الرسول ومن معه من المسلمين على بعد مسيرة يوم واحد من مكة، فدعا عمر بن الخطاب لإرساله للتفاوض مع المشركين فقال عمر : ” إني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من بني عدي أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أعز بها مني عثمان بن عفان” فأرسل رسول الله عثمان بن عفان للمشركين لإبلاغهم بأن الرسول ومن معه قادمين لإداء مناسك العمرة، فكان رد المشركين عليه “إن شئت ان تطوف بالبيت فطف” فرفض عثمان قائلاً : “ماكنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله”، فحبسته قريش عندها ثلاثة أيام.
بيعة الرضوان :
انتشر خبر مقتل عثمان بين المسلمين حتى وصل إلى رسول الله، الذي قال “لا نبرح حتى ننازح القوم” وأمر
عمر بن الخطاب
بجمع المسلمين وطلب منهم مبايعته على القتال معه وعدم التفلت أو الخروج عنه، فبايعوه تحت الشجرة، التي سميت فيما بعد شجرة الرضوان نسبة للصحابة الذين بشرهم الرسول بأن الله رضى عنهم ونزلت فيهم الآية “لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ” حيث بشرهم ربهم بالفتح القريب والمقصود به فتح مكة.
موقف المشركون من بيعة الرضوان :
كان لهذه البيعة الأثر الكبير على المشركين حيث ظهرت قوة المسلمين في تكاتفهم ووقوفهم وراء الرسول مبايعته على الموت في سبيل الله، مما جعل أهل الراي والمشورة لديهم يقترحون الصلح مع المسلمين، حتى تصبح بيعة الرضوان السبب الرئيسي في
صلح الحديبية
بين كفار قريش والمسلمين.
نتائج بيعة الرضوان :
أظهرت بيعة الرضوان موقف المسلمين من دينهم وإصرارهم على نصرته والثبات الذي تحلى به المسلمون كان له الدافع الأكبر في انتصاراتهم عبر الغزوات، كذلك شعور المسلمين بقوتهم وتمسكهم بكلمة واحدة هي كلمة التوحيد، غير عابئين بأي نتيجة حتى الموت لا يرهبونه مما كان يرهب أعدائهم، وهو بالفعل ما حدث للمشركين عند وصول أخبار بيعة الرضوان إليهم ووقوف المسلمين وتأهبهم للقتال مما جعل الخوف يدب في قلوبهم، وينصتون لأهل المشورة فيهم، ويقترحون الصلح مع المسلمين.