لمحة تاريخية من حياة أبو العلاء المعري


مولدة ونشأته :


هو الفيلسوف و الشاعر الإسلامي أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري ، و شهرته أبو العلاء المعري ، أحد أفصح الشعراء العرب و قد عُرف أنه لا ينشد الشعر من أجل المال و لا لمنافقة أحد ، ولد أبو العلاء المعري في سوريا و قد أصابه

الجدري

و هو في سن صغيرة مما أدى إلى إضعاف بصره ، و بعض العلماء قد قالوا أنه فقد بصره تمامًا و هو في السابعة من عمره .

كان أبو العلاء المعري موهوب بإلقاء الشعر من صغره ، و بدأ ينشد الشعر و هو في سن الحادية عشر ، و عن تحصيله للعلم فقد إنتقل أبو العلاء إلى بغداد لتلقي بعضًا من العلم ، ثم إنتقل إلى طرابلس و أخذ قسطًا كبيرًا من العلم منها ،  و كان أبو العلاء شديد التعلق بوالدته و عندما توفت قام برثاءها بقصيدتين من أروع ما كُتب عن

الرثاء

، و مكث وقتًا طويلًا في بيته منعزلًا عن الناس ،


بعض من قصيدة أبي العلاء المعري لرثاء والدته :


سمعت نعيها صمي صمام ** و إن قال العواذل لا همام

و أمتني إلى الأجداث أم ** يعز علي أن سارت أمامي

و أكبر أن يرثيها لساني ** بلفظ سالك طرق الطعام

يقال فيهتم الأنياب قول ** يباشرها بأنباء عظام

كأن نواجذي رديت بصخر ** و لم يمرر بهن سوى كلام

ومن لي أن أصوغ الشهب شعراً ** فألبس قبرها سمطي نظام

مضت و قد اكتهلت ، فخلت أني ** رضيع ما بلغت مدى الفطام


صفات أبو العلاء المعري :


كان زاهدًا في حياته و لم يكن يميل إلى حياة الترف أو القصور ، كان يفضل الطعام النباتي فلم يحب أكل اللحوم أو الألبان أو البيض فقد كان يرى أن هذا إنتهاكًا ل

حقوق الحيوان

، و قد كان يصوم طول العام و يفطر في عيد الفطر و عيد الأضحى ، و كان يرى أن الدنيا زائلة و أن الآخرة هي دار البقاء .


إتهامه بالزندقة و الإلحاد :


تم إتهامه بالزندقة و ذلك لأنه كان يناقش العديد من القضايا الإسلامية مع طلابه ، كما أن أعداءه إستندوا لهذا الإتهام على إمتناعه عن الزواج و أكل اللحوم و هي من سنن الإسلام ، كما أنه ذكر أشعار الزنادقة في كتابه رسالة الغفران ، و قد قام أبو العلاء بالرد على أعداءه لكن الناس لم يدعوه و شأنه لذلك قام بإعتزال الناس جميعًا في بيته .


أبيات من شعر أبو العلاء ردًا على اعداءه :


لسانك عقرب فإذا أصابت ** سواك فأنت أول من تصيب

أثمت بما جنته و من شكاها ** و فى لك من شكيته نصيب


وفاة أبو العلاء المعري :


توفي أبو العلاء المعري و هو في سن السادسة و الثمانين ، بعد صراع مع المرض ، و قد إجتمع في جنازته عدد كبير من العلماء و

الشعراء

الذين تتلمذوا على يده ، و قامو بنظم ثمانين مرثية له ، و قد أوصى أبو العلاء بكتابة عبارة هذا ما جناه أبي علي ، و ما جنيت على أحد ، و قد توفى تاركًا خلفه العديد من المؤلفات التي نالت إعجاب الجميع في مختلف الأزمان .


أعمال أبو العلاء المعري :


1- رسالة الغفران .

2- ديوان سقط الزند .

3- رسالة الملائكة .

4- رسالة الفصول و الغايات .

5- فقرات و فترات .

6- رسالة الصاهل و الشاحج .

7- معجزة أحمد .

8- عبث الوليد .

9- شرح اللزوميات .

10- شرح ديوان الحماسة .

11- ضوء السقط .

12- تاج الحرة في النساء و أخلاقهن و عظاتهن .