تاريخ اختراع الاسطرلاب و أهميته
الاسطرلاب هو أحد أهم الاجهزة التي استخدمها العلماء لغرض حساب ارتفاعات الاجرام السماوية و المسافات الموجودة بين الكواكب ، و قد تم استخدامه أيضاً من أجل معرفة الوقت و الاتجاهات ، و يتم الاستفادة بالاسطرلاب كثيراً في
علم الفلك
و الملاحة .
تاريخ اختراع الاسطرلاب :
اولاً الاسطرلاب عند اليونانيين :
يرجح العلماء ظهور فكرة الاسطرلاب في
العصر اليوناني
حيث يظنون أن أحد المفكرين اليونانيين الذي يدعى أبولونيوس هو من أول من قام بدراسة الإسقاط الخاص بالاسطرلاب ، كما أنهم رأوا أن المفكر هيباركوس كان له دور كبير في نظرية الإسقاط و استطاع استخدامها لايجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالفلك بالرغم من عدم مساهمته في اختراع الاسطرلاب .
يفترض العلماء أن اختراع الاسطرلاب يرجع إلى القرن السابع ، و لكنهم لم يستطيعوا التوصل إلى معلومات دقيقة عن كيفية تغير الاسطرلاب من الإسقاط الكروي ، لكي يصبح بالشكل المتعارف عليه في الوقت الحالي ، و هناك مقالات كتبها المفكر ثيون الإسكندري يتحدث فيها عن آلة الاسطرلاب و تم اعتبارها مراجع أساسية للاسطرلاب خلال
العصور الوسطى
.
ثانياً الاسطرلاب عند العرب :
ظهر الاسطرلاب في العالم الاسلامي منذ منتصف القرن الثامن الميلادي ، و قد حظي بالكثير من الاهتمام و تطور خلال القرون الإسلامية الأولى ، و قد أشارت المقالات العربية التي تم العثور عليها أن العرب قد استخدموا أداة الاسطرلاب منذ القرن العاشر الميلادي ، و خلال القرنين الحادي عشر و الثاني عشر تمكنوا من اختراع أكثر من أربعين نوعاً جديداً منه ، و قد استعانوا به لمعرفة اتجاه القبلة و
أوقات الصلاة
.
ثالثاً الاسطرلاب عند فارس و الاندلس :
وصل الاسطرلاب إلى
بلاد فارس
و أطلق عليه إسم الاسطرلاب الفارسي ، و يعتبر أكثر أنواع الاسطرلاب تعقيداً و تم اعتبار بعض أشكاله بمثابة أعمال فنية ، و هناك بعض الاختلافات التي تظهر بين الاسطرلاب الذي تم تصنيعه في الشرق ، و الاستطرلاب المصنوع في الأندلس ، فلكل منهما تصميمات مختلفة تميز كل واحد منهما عن الآخر .
رابعاً الاسطرلاب عند الأوروبيين :
قام المسلمون بنقل فكرة الاسطرلاب إلى شمال أفريقيا و منها إلى الاندلس ، ثم وصلت الفكرة إلى أوروبا بواسطة الأديرة المسيحية في أسبانيا ، و أقتصر انتشاره خلال القرنين الثالث عشر و الرابع عشر الميلادي ، و قد تم استخدامه لأول مرة في أوروبا من قبل المسلمين الاسبان حيث قاموا باستيرادها ، و كانت تتميز باحتوائها على بعض الكلمات اللاتينية و الكلمات العربية الأصل .
أهمية الاسطرلاب :
– تحديد اتجاه القبلة :
ساعد الاسطرلاب المسلمين قديماً على تحديد الاتجاه الصحيح للقبلة ، فقد كان يصعب عليهم معرفة جهتها بدقة مع المساحة الشاسعة للخلافة الاسلامية ، لذلك كانوا يستعينون بالاسطرلاب الذي كان يُعد في ذلك الوقت أحد أدق الاجهزة للوصول لاتجاه القبلة .
– التعرف على مواعيد المناسبات :
يعتبر من أهم استخدامات الاسطرلاب فقد استعان به المسلمون لتحديد مواعيد الصلوات ، و أوقات الزكاة و وقت الحج ، كما أن من خلاله يتم التعرف على بداية و نهاية الشهور العربية المختلفة بدقة كبيرة و بالتحديد
شهر رمضان
.
– توفير المساعدة للملاحة البحرية :
إن استخدام الاسطرلاب في الملاحة من أكثر الامثلة التي تؤكد أهميته ، فقد تم الاستمرار في استخدام الاسطرلاب في الملاحة البحرية حتى القرن الثامن عشر الميلادي ، و لم يتم الاستغناء عنه لفترة طويلة حتى توصل العلماء لاختراع آلات الرصد و التليسكوب .
أنواع الاسطرلاب :
– الاسطرلاب الكروي :
و هو أولى أنواع الاسطرلاب و يتم استخدامه لتحديد حركة الاجرام السماوية ، و قياس ارتفاعات
الكواكب
و تحديد الوقت .
– الاسطرلاب المسطح :
يختلف في شكله عن الاسطرلاب الكروي و ينقسم هذا النوع إلى العديد من الأجزاء و هم : الصفيحة الأم ، صفائح الأقاليم ، الشبكة ، المحور ، و العضادة .
– الاسطرلاب التام :
يحتوي على عدد من مساقط المقنطرات الكاملة و التي تنقسم إلى عدد من الدرجات ، حيث يتم تسميته طبقاً لعدد هذه الدرجات مثل الاسطرلاب الثلثي أو السدسي .
– الاسطرلاب الشامل :
سُمي بالاسطرلاب الشامل لأنه يحتوي على صفيحة واحدة تصلح للتعامل مع جميع خطوط العرض مما يغني عن تبديل صفيحته كما في الاسطرلاب العادي .