قصة لا تبع رخيصاً ولا توصي حريصاً
تحكي لنا قصة لا تبع رخيصاً ولا توصي حريصاً وهي من أجمل
القصص الشعبية
عن حوار دار بين ملك عظيم وعجوز حكيم في حضور الوزير الذي سمع الحوار جيداً وفي محاولة منه لفهم معنى الكلمات الموجودة بالحوار حصل على المفاجأة التي أدهشته، وعلم أنه ضحية في النهاية لفراسة الملك وذكاء العجوز والتي سنتعرف عليها في قصتنا التالية.
ملك عظيم وعجوز حكيم:
في أحد الأيام كان هناك ملك يجوب في البلاد ليطمئن على أحوال رعايته ويعلم ما يحتاجونه وما يريدونه فقد اشتهر هذا الملك بكرمه الواسع وسخاؤه على رعيته، وبينما يمشي في هذا اليوم مصطحباً وزيره كعادته وجد رجل عجوز ودار بينهم الحوار التالي :
الملك : السلام عليك يا أبي العجوز.
العجوز : وعليكم كما ذكرتم ورحمة الله وبركاته.
الملك : كيف حال الإثنين ؟.
العجوز : أصبحوا ثلاثة.
الملك : وكيف حال القوي.
العجوز : لقد أصبح ضعيفاً.
الملك : وكيف حال البعيد.
العجوز : لقد أصبح قريباً.
الملك : لا تبع رخيصاً.
العجوز : لا توص حريصاً.
دهشة وفضول الوزير :
انصرف الملك تاركاً العجوز، وهنا انتهى الحوار الذي أدهش الوزير وأثار حفيظته ما هذه الأسئلة الغير مفهومة ؟ وكيف فهمها العجوز وأجاب عليها دون أي استفسار، وبما كان يقصد الملك من هذه الأسئلة، بات الوزير ليلته ولا يشغل تفكيره سوى هذا اللقاء بين العجوز والملك حتى جاء الصباح ولم يذق الوزير طعماً للنوم واصر على مقابلة العجوز وسؤاله عن هذه الأسئلة.
صفقة مربحة :
ذهب الوزير في الصباح الباكر إلى بيت العجوز، وبدأ يسأله عن الأسئلة السابقة ما معنها وما معنى الإجابات التي أجابها عليها وهنا طلب العجوز ألف درهم للإجابة على سؤال الوزير وبالفعل تمت الإجابة على السؤال الأول وقال العجوز سألني الملك عن الإثنين وهما رجلي وقد أصبحوا في وهن وأجبته بأنهم أصبحوا ثلاثة لاستخدامي العصا.
فأجاب الوزير والسؤال الثاني عن حال القوي، قال العجوز يجب أن تدفع ألفي درهم، وبالفعل دفع الوزير، فأجاب كنت أمتاز بالسمع الحاد والقوي والذي أصبح مع تقدمي في السن ضعيف، فسأله الوزير وما هو البعيد الذي سأل عنه الملك ؟، وهنا لمعت عين العجوز وقال للوزير يجب أن تدفع أربعة آلاف، ولم يتردد الوزير الذي كان تواقاً لمعرفة الإجابة على بقية الأسئلة.
نهاية القصة :
أخذ العجوز المبلغ وأجاب : البعيد هو نظري الذي كنت أرى به، وقد أصبح قريباً، وهنا ازداد فضول الوزير لمعرفة بقية القصة والإجابة على السؤال الأخير فسأل العجوز عن سؤال الملك الأخير وما هو الشي الذي سوف يبيعه ويوصيه الملك بألا يبيعه رخيصاً، فضحك العجوز وقال له : لا أجاوبك على هذا السؤال أبداً، فأحس الوزير بأهمية السؤال وبدون تفكير عرض على العجوز مائة ألف درهم، فوافق العجوز على ان يعطيه المال أولاً وبعد أن قبض المبلغ كاملاً أجاب.
فراسة الملك :
علم الملك أنك على قدر كبير من الفضول وحب المعرفة وأنك سوف تأتيني لمعرفة الإجابة على هذه الأسئلة فأوصاني أن أبيعك إياها بمبلغ كبير يعينني على الحياة حتى أموت وقد أجبته أنها فرصة مناسبة وأنا حريص عليها، اندهش الوزير لقوة ذكاء الرجل وكيفية استدراجه له أثناء الإجابة على الأسئلة حتى حصل في النهاية على مائة ألف درهم كإجابة لسؤال واحد وأنه وقع ضحية لفراسة الملك ومعرفته بأنه ذا فضول قوى إلا انه ضحك كثيراً من هذه المكيدة التي أوقعه بها هذا العجوز والملك.