حجة الوداع واهم ما احتوت عليه خطبة الوداع

الحج من الفروض التي فرضها الله علينا عند الاستطاعة وهو ركن من

اركان الاسلام الخمسة

، وقد حج الرسول صلى الله عليه وسلم مرة واحدة في عمره ، بعدها رحل الى جوار ربه بعد ان اكمل الرسالة وبلغ الامانة واوصلنا الى بر الامان موحدين الله وحده شاكرين لنعمه علينا .


متى فرض الحج ؟


فرض الحج على المسلمين في اوآخر السنة التاسعة للهجرة وذلك بعدما بلغ

الرسول صلى الله عليه وسلم

الرسالة للناس جميعاً وأرسى قواعد الإسلام والدولة الإسلامية ودخل الناس في دين الله افواجاً ، في ذلك الوقت قرر النبي صلى الله عليه وسلم الذهاب الى الحج وحزم امره ، سمع الكثير من المسلمين ذلك الخبر وخرج الكثير منهم يريدون الحج مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، أعلن النبي النية للحج واخذ معه من خرج من الصاحبة وخرجوا كلهم من

المدينة المنورة

كان ذلك في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة ، في السنة العاشرة للهجرة ،كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي ابا دجانة ان يهتم بامور المدينة المنورة في غيابه.

قبل الإسلام كانت الجاهليون يذهبون الى الحج كل عام لكن الحج هذه السنة كان مختلفا تماما عما كان يفعل العرب قبل الاسلام ، فقد انتهت اصنامهم وعبادتهم الوثنية وحرم عليهم الدخول الى

المسجد الحرام

، ليصبح الحج فقط للمؤمنين بوجود الله تعالى والموحدين له .

اجتمع المسلمون من كل صوب ليكون الرسول صلى الله عليه وسلم واليهم ومعلمهم في الحج ، كما كان عليه الصلاة والسلام حريصاً على تعليم المسلمين أمور هامة جدا في هذه الحجة ، فقد خرج مع المسلمين  ملبياً “لبيك اللم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”، وعند وصولهم الى  البيت  الحرام.

أول ما بدأ به كان الطواف حيث طاف بالبيت  سبعة أشواط، بعدها صلى ركعتين ، ثم شرب من

ماء زمزم

، وفي اليوم الثامن بات في منى ، أما يوم التاسع من ذي الحجة توجه الى عرفة وصلى فيها فيما يعرف بالوقوف بعرفه حيت يتم جمع صلاة الظهر والعصر جمع تقديم ومن ثم القى على مسامعهم الخطبة الشهيرة المعروفة بإسم خطبة الوداع في يوم عرفة وفي هذه الخطبة أكد على أمور مهمة جدا بالدين الإسلامي فقد كانت جامعة للاحكام الشرعية ومكملة للدين الإسلامي.


أمور هامة احتوت عليها خطبة الوداع


1) حرمة الدماء والاموال حيث قال صلى الله عليه وسلم (إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحُرمة يومكم هذا، في شَهرِكم هذا، في بلدكم هذا … )

2) بطلان كل ما هو من امر الجاهلية فقال عليه الصلاة والسلام في الخطبة (ألا وإنَّ كل شيء مِن أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميَّ هاتَين )

3) وصى بالنساء خيرا والتعامل معهن معاملة حسنة فقال ( فاتَّقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمة الله)

بعد انتهاء الخطبة توجه الرسول صلى الله عليه وسلم الى جبل عرفات فوقف فيه الى ان غربت شمس

يوم عرفة

، في ذلك الوقت نزل قوله تعالى  ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً … “، المائدة/3. حين سمعها عمر بن الخطاب بكى فقيل له مايبكيك؟ قال ماذا بعد الكمال الا النقصان ، كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلمح للوداع بقوله ” خذوا عنّي مناسككم فلعلّي لا أحجّ بعد عامي هذا “.

بعد غروب الشمس خرج الى مزدلفة ، وصلى صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير ، كما علم الصحابة معه مناسك الحج الأخرى من رمي الجمرات والحلق والنحر وكان مييسراً عليهم وبعد ذلك علمهم طواف الإفاضة والتحلل وبهذا يكون قد اتم مناسك الحج مع الصحابة رضوان الله عليهم ، بعدها عادوا الى المدينة المنورة .