قصص عن المسؤلية ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته “
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” كلكم ومسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرآة راع في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته” صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما هي الشعور بالمسئولية :
شعور الشخص المسلم بتحمله للمسئولية، هو قدرة الإحساس بما أمرنا به الله عز وجل، وهذا تعبير عن المعاملة الصادقة له وما مدى تعلق الإنسان بربه، والعمل في سبيل الله هو ابتغاء لوجه ربه الأعلى، وأن الشعور بالمسئولية هو الاتحاد على القضاء على الفساد.
أما الإنسان المهمل وعديم المسئولية فهذا لا يحبه الله ورسوله، لأن
تحمل المسئولية
من الأشياء التي أمرنا بها الله عز وجل، وهي من أهم أساسيات بناء نهضة الأمة والمجتمعات التي من الضروري أن نحرص عليها، وأن نطبقها حسب الشريعة ونربي أجيالنا القادمة علي أهمية الشعور بالمسئولية تجاه الآخرين.
ونرشد أطفالنا بأهمية تحمل الفرد مسئولية رعيته، ويجب توضيح لأطفالنا بأننا نقوم بتنفيذ ما أمرنا الله به ونبتعد تماماً عما نهانا عنه، وحتى نحقق في مجتمعنا الأمن الاجتماعي والأسري، ونحصل على جيل يهتم بقيمة المجتمع لديه لأن المسئولية هي القوة الداخلية للإنسان التي تجعله قادراً على تحقيق أهدافه ومقاصده في الحياة.
ما هي أهمية تحمل المسئولية :
أصبح لدينا جيل كامل لا يتحمل المسئولية ولا يدرك ما مدى عواقب هذا لأن الشعور بالمسئولية أمر كبير عند الله عندما يدخل الإيمان إلى قلبه ويطيع الله ورسوله فيستجيب الله له، كما أنه يشعر بأنه مسئول عنه عندما يقف بين يدي الله عز وجل من قبل أن يكون مسئول عنه لأنه عملاً دنيوي قد كلف به.
والحاكم الذي لا يتحمل المسئولية من المستحيل أن يعطي الأمانة على أكمل وجه وكما يجب أن تكون، بخلاف مقابلة لله عز وجل حين يسأله عن الأمانة التي أعطاها له، حين نتذكر معاً السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن هؤلاء هو الإمام العادل.
والأب الذي لا يتحمل مسئولية أفراد أسرته، فهو لا يتبع ما أمرنا به الله ورسوله، ولا يصون الأمانة التي وهبها له الله عز وجل.
وأيضاً المعلم فهو يتحمل مسئولية تتعلق بثلاثة أمور :
1- أنه قدوة لطلابه في المدرسة فيجب أن يحرص أن لا يقوم بأي شيء يؤثر على سلوكيات الطالب، حتى لا يقتدي به فيها.
2- عندما يأخذ راتبه يشعر بأنه يستحقه وقد أتم عمله من حضور وتدريس والتعامل مع الطلاب على أكمل وجه، حتى لا يشعر بأن راتبه حرام، وأنه حصل عليه من تعبه وحضوره والتزامه.
3- يجب أن يتعلم الطالب ويتربى على تعليم الإسلام وحسن الأخلاق، وأن هذه المهمة غير مكلف به معلم التربية الإسلامية فقط بل هي مهمة كل العاملين في المدرسة، حتى مدرسين الألعاب البدنية ومدير المدرسة والوكيل، وأن الهدف من ذلك هو تعريف الطالب بأن التربية على الإسلام والعقيدة هي ما أمرنا الله به، وسوف نحصل على جيل ينفع به الله وينفع بلده والأمة الإسلامية.
قصص تحمل المسئولية :
1- جاء
أبو ذر الغفاري
إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم، ليطلب من الرسول أن يساعده ليتولي ولي على إحدي الولايات، وكان أبو ذر الغفاري ينقصه بعض الشروط المطلوبة في تولي منصب الولاية، فرفض الرسول صلي الله عليه وسلم طلبه، ورد عليه الرسول “يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها” رواه مسلم.
2- كان الفاروق
عمر بن الخطاب
يتفقد أحوال الناس ليلا، فسمع الفاروق صوت طفل صغير يبكي، فتوجه إلى الصوت، فوجد نار أمام خيمة، فقال يا أهل الضؤ وكره، فوجد امراة داخل الخيمة، فقال لها ارضعي طفلك، وانصرف الفاروق، واستمر بكاء الطفل، فعاد إليها عمر بن الخطاب مرة أخري وقال لها ما لي أراك أم سو لماذا لم ترضعيه، فردت عليه أضجرتنا يا هذا إني أربعة على الفطام، فأرسل الفاروق في الناس وقال لا تكرهوا أولادكم على الفطام فانا ننفق للفطيم وننفق للرضيع.
3- ذهبت عجوز تشكي لسليمان القانوني عن الخليفة العثماني، بأن أحد أفراد جنوده قد سرق ماشيتها عندما كانت نائمة، فرد عليها قائلاً: كان عليك أن تسهري على مواشيك ولا تنامي، ولكنها ردت عليها بكل ثبات: ظننتك ساهراً على رعايتنا يا مولاي فنمت مطمئنة البال.
4-
عبد الله بن عمر
رضي الله له كان يبلغ من العمر إحدى عشر عاماً، عندما جاء النبي المدينة وكان يحرص على حضور مجالس الكبار ويحضر كل مناسبات المسلمين في المدينة، وعندما كبر أصبح علم من أعلام الإسلام، وكان يشجعه والده وتأقلمه على تحمل المسئولية.
حتى أصبح عبد الله علماً من علماء الإسلام، حتى فكر بعض المسلمين عند طعن عمر أن يقوم ولده عبد الله بتولي الخلافة مكان أبوه.