نبذة عن حياة هولاكو خان
هولاكو خان بن تولون بن جنكيز خان، هو حاكم مغولي، والمغول هم ذلك القوم الذي ظهروا في
منغوليا
في وسط آسيا، ويتحدثون اللغة المغولية، وعرف هولاكو خان كما عرف جده جنكيز خان بسفك الدماء والحروب واحتلال أراضي الأبرياء، فقد احتل هولاكو معظم البلاد في جنوب غرب آسيا، وقتل أعداد تقدر بالملايين من أهلها، مؤسسا
الإمبراطورية المغولية
الشهيرة، وتوجه هولاكو بعد ذلك للزحف إلى بعض الدول العربية كبغداد ودمشق .
ولد هولاكو خان عام 1217 م، وكان منذ صغره مولع بالثقافة الفارسية، حتى أصبح فيما بعد ملك ل
بلاد الفرس
، حيث بدأ حكمه عام 1256 م عندما هاجم قلعة الموت التابعة للحشاشين، وقضى عليهم، وتوالى بعد ذلك زحفه للبلاد فقتل وسلب ودمر شعوب، واحتل أراضي وأصبح امبراطورا لتلك البلاد .
حياة هولاكو العسكرية
أولا احتلال بلاد فارس ( إيران )
كان هولاكو هو قائد جيش أخيه مونكو خان، وفي عام 1255 م حيث كان هولاكو بعمر 36 عام، أمره أخوه أن يذهب بالجيش ليحتل كل الجزء الجنوبي والغربي لآسيا، وطلب منه أن يستخدم الشدة مع من يرفض ويعصي، ويستخدم الرحمة من من يوافق ويستسلم، ولكن هولاكو كان محبا ومتعطشا للدماء، ففضل استخدام القسوة مع الجميع .
وزحف هولاكو بجيش عظيم متوجها إلى إيران ( بلاد فارس سابقا )، وهزم جماعة اللور فيها، فسمع به جماعة الحشاشين وخافوا منه قبل أن يأتي، وسلموه قلعتهم بدون أي تدخل حربي، لرهبتهم وخوفهم منه بأن يفعل معهم مثلما فعل مع قبيلة اللور .
ثانيا احتلال بغداد
كانت بغداد في ذلك الوقت تحت قيادة
الخليفة العباسي المستعصم بالله
، فأرسل هولاكو له رسالة يطلب منه فيها أن يقوم بتسليم المدينة، لتصبح تحت سلطة المغول وتابعة لهم، ورغم أن الجيش في ذلك الوقت في بغداد كان ضعيف جدا، إلا أن المستعصم بالله رفض رفضا تاما، وأخبره أنه إذا فكر بالهجوم على المدينة فسيجده متربصا له .
قرر هولاكو الهجوم على بغداد، وقسم الجيش إلى قسمين، جزء يهجم من الشرق وآخر من الغرب، واستبسل الجيش في بغداد وحاول التصدي للهجوم الغربي بقدر الإمكان، إلا أنه في النهاية سقطت بغداد في يد هولاكو قائد المغول، كما سقط الخليفة المستعصم، الذي قيدوه بسجادة وربطوه بالخيول وأبرحوه ضربا حتى الموت، وذلك لأن عادات المغول هو عدم سفك الدماء الملكية بصورة مباشرة، وكان ذلك نحو عام 1258 م .
قام هولاكو بتدمير المدينة، وسفك الدماء، وهدم المساجد، ودمر المكتبات، والمستشفيات، وأحرق كل الأماكن المهمة، وتحولت بغداد بين ليلة وضحاها من مدينة العلم التي جذبت كل العلماء و
الفلاسفة
والمفكرين، إلى مدينة دمار شامل، وأكثر الكنوز أهمية والتي قام بتدميرها هولاكو هي مكتبة بغداد، وما كان فيها من كتب نفيسة ووثائق مهمة، حيث أمر جنوده بإلقاء كل الكتب في نهر دجله لتعبر عليه الجيوش .
ثالثا احتلال دمشق
توجه هولاكو بعد ذلك إلى الشام، وأراد احتلالها كما فعل بالضبط مع بغداد، فقام بحصار ميافارقين لمدة عامين حتى لم تستطع الصمود أكثر من ذلك، ووقعت في أيدي المغول بسبب نفاذ المؤن لديهم، وحاصر بعدها مادرين التي صمدت ثمانية أشهر فقط ثم سقطت، وتوالى احتلاله لكثير من الأماكن حتى وصل إلى حلب، وقام بإلقاء الكثير من القنابل عليها، ففر الحاكم الناصر يوسف الأيوبي من دمشق وتركها تسقط في أيدي المغول دون حرب عام 1260م .
رابعا توجه نظر هولاكو لمصر
بعد أن سقطت بلاد فارس، ودمشق، وبغداد، لم يبقى لهولاكو إلا الطمع الأكبر في احتلال مصر، وكانت في هذا الوقت تحت حكم المماليك، وكانت تحكها
شجر الدر
، وكذلك القائد قطز والقائد بيبرس، فأرسل هولاكو رسول لمصر يخبر فيها برغبته في تسلمها لتكون تحت حكم المغول، وإلا سيحدث فيها مثلما حدث مع سابقيها في بغداد ودمشق وإيران .
اجتمع قطر وبيبرس بالمماليك وجمعوا الجيوش، وانضم إليهم بعض عرب الشام والتركمان، وكان قطر ذا دهاء وحكمه، فقرر أن يهجم هو عليهم ولا ينتظر هجومهم عليه ليبغاتهم ويربح عنصر المفاجأة، وكان هولاكو في هذا الوقت رجع إلى منغوليا ليساعد أخيه قوبلاي خان في حكم البلاد بعد أخيه مونكو خان، فاستغل قطز وبيبرس هذه الفرصة وهجموا على جيش المغول الذي كان تحت قيادة صديق هولاكو كتبغا .
وكانت
معركة عين جالوت
بفلسطين، التي قاموا بها من أعظم المعارك، واستمر القتال من الفجر إلى الليل، وظهرت بسالة الجيوش المصرية وهزموا جيش المغول شر هزيمة، ولم يتمكن بعدها جيش المغول رغم محاولاته في احتلال مصر أو الاقتراب من حلب .
وفاة هولاكو
مات هولاكو بسبب مرض غريب لم يستطع الأطباء معالجته، وكان صرع سببه جنونه لعد قدرته على تقبل الهزائم من المسلمين، فتوفى عام 1265 م، ودفن في جزيرة كابودي في بحيرة أورميا، وكانت جنازته دموية فحتى وهو ميت يسفك الدماء، حيث تمت التضحية فيها بعدة ذبائح بشرية .