مميزات الزراعة الرأسية ” العمودية “
في ظل الظواهر الغريبة، والمناخ المتقلب الذي يعاني منه العالم اليوم، فقد شهد على إثر ذلك خسائر كبيرة في مجال الزراعة و
المحاصيل الزراعية
، فعلى سبيل المثال الفيضانات التي تحدث أو الجفاف، أو ظاهرة
الاحتباس الحراري
، كل هذه الظواهر التي تنتج بسبب تغير المناخ تتسبب في حدوث خسائر زراعية كبيرة، لذا أصبح الاتجاه اليوم إلى فكرة الزراعة الرأسية أو العمودية .
الزراعة الرأسية ( العمودية )
الزراعة الرأسية هي تلك الزراعة التي لا تتم في تربة وأرض زراعية مفتوحة في الهواء، وإنما هي زراعة تحدث في طبقات فوق بعض وتكون في أحد المباني الحضرية متعددة الطوابق، ولا ترى
أشعة الشمس
بل يستعينوا بالضوء البفسجي بدلا منه، وهي طريقة ممتازة خصوصا للدول التي تعاني من نقص الأراضي الزراعية فيها، كما أن هذه الطريقة تعمل على توفير المياه مقارنة بالطريقة التقليدية في الزراعة التي تستهلك كميات كبيرة من الماء، بالإضافة إلى أن الثمار تنضج فيها بشكل أسرع من الزراعة العادية .
مميزات الزراعة الرأسية ( العمودية )
1- المحاصيل في الزراعة الرأسية لا تتأثر بالظواهر أو العوامل المناخية المتقلبة، ك
الفيضانات
والجفاف والاحتباس الحراري، لذا فلا يوجد خسائر فيها مثل الزراعة بالأراضي الزراعية .
2- كمية المحصول في المزارع الرأسية يكون أكبر منه في الزراعة التقليدية، فعلى سبيل المثال فدان واحد من المزارع الرأسية يساوي 6 أفدنة في الأراضي الزراعية العادية .
3- المحاصيل تنمو طبيعيا، وتكون آمنة صحيا، بدون إضافة أي أسمدة كيماوية أو مبيدات حشرية .
4- تختفي الحاجة إلى المعدات الزراعية التقليدية، فلا حاجة للجرارات والمحاريث وما إلى ذلك من معدات .
5- إمكانية استغلال المباني المهجورة في المدن وتحويلها إلى أبنية تنتج الغذاء فتساعد في توفيره للسكان .
6- زيادة كمية الزراعات بشكل كبير لتسد حاجة السكان، خصوصا في السنوات القادمة، فمثلا مع حلول العام 2050 سيتضاعف عدد السكان في العالم بصورة كبيرة، مما يجعل الأراضي الزراعية العادية لا تكفي ولا تسد حاجاتهم من الغذاء، لذا فإن الزراعة الرأسية ستعمل على سد هذا العجز .
7- توفير فرص عمل جديدة في مختلف المدن التي تبنى فيها تلك المزارع، مما يعمل على زيادة الأيدي العاملة وتوفير مصدر دخل للكثيرين .
8- تساعد المزارع الرأسية على الحد من مشاكل المياه، حيث أنها لا تحتاج الكثير من المياه كالتي تحتاجها الأراضي الزراعية العادية .
أشهر أنواع الزراعات الرأسية ( العمودية )
1- الزراعة الطابقية
هي زراعة متعددة الطوابق، تستخدم الماء ولكن بكميات أقل من الزراعة العادية، وتستخدم لزراعات الخضار الورقية، مثل الخس .
2- الزراعة البرجية
هي الزراعة التي تتم في أبراج أو أنابيب بلاستيكية، والتي تكون ذات فتحات جانبية، وتزرع فيها أنواع معينة من المزروعات مثل
البصل
والفريز .
3- الزراعة الطابقية التحميلية
هي نوع من الزراعة الرأسية، والتي تتم في عدة طوابق يكون عددهم ثلاثة، فمثلا في الطابق الأول تربى بعض الحيوانات الأليفة، وفي الطابق الثاني تربى مجموعة كبيرة من الأسماك في أحواض كبيرة، أما في الطابق الثالث فيزرع النبات الورقي والذي يطفو على سطح حوض السمك .
4- الزراعة الجدارية
هي تلك الزراعة التي تتم على الجدران، وهي خاصة بالنباتات الزاحفة أو النباتات المتسلقة .
5- زراعة رفع المهاد
وهي تلك الزراعة التي تتم عن طريق طمر النباتات لارتفاع محدد، يصل ارتفاعها لمتر، وذلك لكي تعطي مساحة لتفرع الجذور حتى يزيد الإنتاج، وهي خاصة بتلك النباتات التي تعطي جذورها درنات مثل البطاطا .
أهم الدول التي بدأت في تطبيق الزراعة الرأسية
1- سنغافورة
تبنت العديد من الدول إقامة مشاريع قائمة على الزارعة الرأسية، فقد أنشئت أول مزرعة رأسية عمودية في
سنغافورة
وذلك في العام 2012 .
2- الولايات المتحدة الأمريكية
في خلال الست سنوات الماضية أصبح هناك خمس مزارع عمودية في الولايات المتحدة الأمريكية، تستخدم فيها بعض التقنيات الحديثة في الحصاد، وتزرع فيها بعض المحاصيل التي تنمو على مدار العام، دون التقيد بالزراعات الموسمية، كما أنها توفر في استخدام المياه، كما تستخدم فيها
الولايات المتحدة الامريكية
المخلفات الصناعية، وذلك لتغذية النباتات الموجود على سطح الأحواض السمكية، وتلك المزارع هناك كما يطلق عليها البعض أشبه بالمصانع أكثر منها بالمزارع .
3- اليابان
بدأت اليابان بتبني هذه الفكرة بعد انهيار مفاعل فوكوشيما عام 2011 م، مما أدى إلى تلوث الأراضي القابلة للزراعة، لذا فقد عملت على تطوير مزارع رأسية خاصة لإنتاج الخس .