سبب تسمية مرض الفصام بالـ شيزوفرينيا
سبب تسمية مرض الفصام بالشيزوفرينيا
مرض الفصام ” الشيزوفرينيا ” هو أحد الاضطرابات الذهنية ، و الذي يعني ضعف الترابط الطبيعي المنطقي بالتفكير، ومن ثم الادراك والوجدان و السلوك و التصرفات ، فيتصرف الشخص ذاته ويتكلم ويتعامل مع الناس بطريقة تبدو طبيعية تماماً في بعض الأوقات ، ولكنه قد يقوم ببعض التصرفات الغريبة وكأنه شخص آخر في أوقات أخرى، ويكون هذا ناتجاً عن التهيؤات والأوهام التي تراود هذا المريض ويتخيل أنها تتحدث معه أو تأمره بالقيام بأفعال غير منطقية .
فقد يسمع أصواتاً لا يسمعها غيره توحي له أحياناً بأن هناك من يقصد إلحاق الأذى والضرر به ، فينتابه شعور دائم أن نظرات الناس تراقبه و تهاجمه ، حيث أنه يكون غير قادر على التميز بدقة وثبات بين الواقع الداخلي أي ذاته الداخلية والواقع الخارجي وهو البيئة المحيطة ، وبالتالي يفقد اتصاله بالعالم الخارجي .
ونتيجة هذه التهيؤات المسيطرة بشكل دائم على مريض
الفصام
وخوفه وهلعه من أن يقدم أحدٌ على إيذائه ، يكون في حالة تأهب مستمر للدفاع عن نفسه ، مما يجعله أحياناً يبدأ بالعنف و الهجوم دون سبب واضح لذلك .
أصل وسبب التسمية :
كان الفصام يسمى سابقاً بمرض العَتَه المبكر ، ثم أطلق عليه الطبيب النفسي الألماني كربلين اسم ”
الخرف
المبكر ” ، وظل على هذه التسمية حتى عام 1911 ، حين قام الدكتور يوجن بلوير الطبيب النفسي السويسري بتسميته ب ”
الشيزوفرينيا
” « Schizophrenia » ، كما هو متعارف عليه الآن ، وهذا المصطلح مشتق من الكلمتين اللاتينيتين « Schiz » ومعناها الانقسام و « Phrenia » ومعناها العقل ، إذاً معنى الاسم انقسام العقل أو انفصامه ، ومن هنا جاءت التسمية .
نسبة الإصابة بالمرض :
تتراوح نسبة الإصابة بهذا المرض من 1.4% إلى 1.1% ، أما النسبة العامة فهي 1.3% في جميع أنحاء العالم ، ويصاب به كلا الجنسين الذكور والإناث ، وتتساوى نسبة الإصابة بينهما ، ولكن بداية حدوث الإصابة لدى الذكور تكون في عمر أقل منه لدى الإناث .
أعراض المرض :
يشعر مريض الفصام بأن لديه من القوة الجسمية والعقلية ما لم يكتسبها غيره ، وفي الوقت ذاته يشعر بأنه غير قادرعلى التعامل مع مشاكل الحياة المعقدة والمؤلمة نفسياً ، ونتيجة لهذه الأفكار و الأحاسيس فإنه يلجأ للانسحاب الفكري من المجتمع والحياة ، ويبدأ تدريجياً في الانعزال عنهم ، وتظهر عليه الأعراض الآتية :
أولاً :
الشعور بالتوتر العضلي والعصبي و فقدان التركيز ، بالإضافة لعدم القدرة على النوم بصورة طبيعية أحياناً ، و الانطواء والانعزال عن الآخرين والمجتمع بشكل عام .
ثانياً :
الوهم والسراب في الأفكار والتي لا علاقة لها بالواقع تماماً ، فمن الممكن أن يتخيل هذا المريض بأنه شخصية عظيمة تتميز عن الآخرين ، وقد ينقله هذا الشعور إلي مرحلة أخرى وهي” Megalomania ” أي مرض جنون العظمة .
ثالثاً :
الهلوسة
، وهي أن يتخيل المريض أنه يسمع ويشاهد أشياء ليست موجودة في الواقع ، إنما هي من صنع خياله ، وبالتالي فإن المريض قد يظهر أحياناً بصورة طبيعية رغم الجمود الوجداني والاجتماعي في تصرفاته و سلوكه ، ولكن حين حدوث النوبة فإن الأعراض التي تدل على المرض تظهر مباشرةً على تصرفاته وسلوكياته .
أنواع مرض انفصام الشخصية :
يقسم خبراء الصحة النفسية هذا المرض إلي خمسة أنواع هي :
الجمود الجسدي :
و هذا النوع نادر الحدوث ولكنه موجود في بعض الحالات المرضية ، وفيه يرفض المريض الاستجابة لأي وسيلة اتصال يستخدمها الآخرون معه مثل الحديث الجدي أو اللمس باليدين ، فيصبح المريض فاقداً للروح والشعور .
انفصام الشخصية الغير مترابط :
و تعتبر هذه الدرجة من أشد الحالات المرضية ، وخلالها تظهر معظم الأعراض الحقيقية للمرض التي تم ذكرها سابقاً مثل الجمود العاطفي والاجتماعي ، الأفكار والأوهام الغريبة ، بالإضافة إلي الهلوسة والسلوكيات الشاذة .
انفصام الشخصية المصحوب بالرعب والخوف من خطر وهمي :
و يشعر المريض في هذا النوع بأنه شخص أو شئ عظيم ، ويتوهم بأن الجميع يراقبون عظمته ويحسدونه عليها ، ليس ذلك فقط بل ويخططون أيضاً و يسعون إلي إيذائه وتدميره ، ونتيجة ذلك يظهر المريض
سلوكيات العدوانية
بالغضب والكذب والمراوغة تجاه الآخرين .
انفصام الشخصية البسيطة أو الغير محددة :
و يضم هذا النوع جميع حالات المرض والتي لا تظهر فيها الأعراض الخاصة بالأنواع الأخرى للمرض .
انفصام الشخصية المترسبة أو الكامنة :
يضم هذا النوع جميع المرضى الذين كانوا قد أصيبوا بالمرض وتم علاجهم منه ، وبالتالي لا تظهر عليهم أية أعراض أساسية لوجود المرض .
أسباب هذا المرض وعلاجه :
وفقاً للدراسات الصحية والنفسية ، تبين أن الإنسان المصاب بالفصام يمتلك حجم دماغ أقل من الإنسان الطبيعي المعافى من المرض ، و أكدت الدراسات أن هذا المرض يحدث نتيجة لتعرض الشخص لحادثة أو صدمة نفسية أو عاطفية أو جسدية عنيفة ، أو التعرض للإساءة الجسدية والعنف وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة .
وأولى خطوات العلاج هي إدراك الأسرة والمريض لمدى خطورة المرض وضرورة علاجه ثم الذهاب على الفور إلي أحد
الأطباء النفسيين
لدراسة نوع الحالة المرضية ، حتى يتمكن الطبيب من تحديد كيفية طريقة العلاج المناسبة للحالة المرضية .
و رغم الجهود العلمية التي تُبذل في البحث عن علاج قطعي لهذا المرض ، حتى الآن لا يوجد علاج مؤكد المفعول 100 % ، ولكن العلاج المستخدم هو العقاقير الطبية المؤقتة ، و تسمى العقاقير المستخدمة في علاج هذا المرض ” Antipsychotic Drugs ” .
ويعد مرض الفصام كأمراض
السكري
أو الضغط وغيرهما ، حيث يحتاج إلى علاج دائم حتى يستقيم وضع المريض ، أما في حالة توقف العلاج تعود الإصابة مرة أخرى ، و مريض الفصام يستطيع أن يحيا و يعيش مع العلاج حياة مستقرة ويمكن له أيضاً أن يتزوج وينجب و أن يقوم بجميع الأنشطة الطبيعية مثل الشخص السليم .