قصة نجاح ميسون زايد
لا يوجد في حياتنا ما هو مستحيل، ويجب على الإنسان أن يتحدى جميع الصعوبات والعقبات التي تواجهه، ليستطيع الوصول إلى الهدف الذي يرغب في تحقيقه، لذا سنستعرض في هذه المقالة أبرز دليل على ذلك، وهو قصة حياة الممثلة الكوميدية ميسون زايد، نموذج التحدي والصمود وعدم اليأس، فعلى الرغم من تأكيد جميع الأطباء أنّها لن تستطيع المشي طوال حياتها، إلا أنّها لم تيأس ولم تستسلم، وأصرت أن تسير دون أي وسيلة مساعدة، وتستمتع بحياتها مثل أي فتاة عادية، رغم جميع المعوقات التي واجهتها خلال حياتها.
قصة حياة ميسون زايد
وُلدت ميسون زايد في
ولاية نيوجيرسي
في أمريكا سنة 1974، لأسرة أمريكية لكنها من أصل فلسطيني، وبسبب خطأ طبي في الولادة، الأمر الذي جعل ميسون تعاني من شلل بالدماغ، وأصبح لديها ارتعاش وعدم قدرة على المشي، ومع ذلك تقبّل أهلها هذه الإعاقة، وتعاملوا مع المشكلة بمساندة ابنتهم ميسون، ومساعدتها في التغلب على مرضها، وقاموا بمعاملتها كطفلة عادية، لا تختلف عن غيرها من الأطفال الأصحاء، ودون أي تمييز عن إخوتها أو اعتبارها فتاة مسكينة لديها إعاقة، حيث كان يُطلب منها أن تقوم بأعمال المنزل مثلها مثل أخواتها البنات، وأيضاً تمّ تسجيلها بمدرسة عادية، وحققت فيها تفوقاً كبيراً رغم الإعاقة التي كانت تعاني منها.
في الواقع لا نستطيع إنكار الدور الهام الذي قامت به أسرة ميسون زايد، فقد قام أبواها بإحاطتها بالحنان، صحيحٌ أنّهما تعاملا معها بقسوة وأجبراها على المشي، ولكن كل ذلك كان يصبّ في مصلحتها، ولكي تستطيع التغلب على المرض الذي قدّره الله لها، كان أباها وهي صغيرة في سن الخمس سنوات، يضع رجلاه كمسند لقدمي ميسون، حتى تستطيع المشي من خلال الاستناد عليهما، وكانت أمّها أيضاً تشجعها باستمرار وتقول لها أنّك تستطيعين، ولا يوجد ماهو مستحيل ولكن الثمرة لا تأتي من غير تعب، وقد عانت ميسون أيضاً من سخرية الناس لها، وخاصة عندما كانت تقول: لو أنّ هناك أولمبياد للقهر لفزت فيه بالميدالية الذهبية دون أي منازع.
بداية عمل ميسون زايد كاستاند آب أمريكي
ميسون زايد الممثلة الكوميدية الأمريكية، وذات الأصول الفلسطينية، والتي تعتز بديانتها الإسلامية، قد مارست فناً صعباً، وهو فن الاستاند آب. وواجهت الجمهور بجسد مرتعش، ومارست ما يسمى بكوميديا الموقف، وهي لا تستطيع الوقوف. وتقول في إحدى المقابلات التي أُجريت معها، أنّها على الرغم من دراستها بالجامعة وتفوقها بالتمثيل، إلا أنّ لم يتم إعطاؤها أي دور في البداية حتى دور المعوقين، وذلك بسبب أصولها وديانتها وإعاقتها، لذا فقد كانت تقوم بإيصال الممثلين من نيويورك إلى مكان العرض في نيوجرسي، وكانت هناك دهشة كبيرة منهم عندما يعلمون أنّ التي تقلهم، وتقود السيارة بسرعة كبيرة هي فتاة مصابة بشلل في الدماغ.
الإنجازات العلمية والعملية لميسون زايد
أولاً:
درست ميسون في كلية الفنون التمثيلية،
جامعة ولاية أريرزونا
، وتخرجت منها وحصلت على درجة البكالوريوس في الفنون التمثيلية، وبدأت حياتها بالتمثيل في إحدى دور الأوبرا الشعبية، وهي The World of Trance لمدة عامين متتاليين، وقامت بالتمثيل في فيلم (لا تعبث مع زوان You Don’t Mess with the Zohan)، بالإضافة إلى ظهورها كضيفة شرف في عدد من البرامج المختلفة، مثل: المسلسل الدرامي الأمريكي قانون ونظام، وبرنامج NBC Nightly News، وغيرها من البرامج الأخرى.
ثانياً:
ساهمت ميسون في تأسيس مهرجان العرب الأمريكان، في
ولاية نيويورك
وذلك سنة 2004، وبدأت بالانضمام إلى العديد من النشاطات السياسية لدعم القضية الفلسطينية، ومنذ ذلك الوقت وهي تقضي ثلاثة أشهر من السنة في المناطق الفلسطينية، وكانت تدير برنامج فنون للأشخاص ذوي الإعاقات واليتامى، وتساعدهم على التغلب على إعاقتهم، ليكون لديهم أهدافاً في حياتهم يسعون من أجل تحقيقها.
ثالثاً:
في خريف سنة 2006، ظهرت ميسون لأول مرة على الشاشة، وهي مقدمة لبرنامجها الخاص باسم LAW (Little American Whore)، والذي تمّ تصويره على مسرح لوس أنجلوس، بإنتاج وإخراج كاثي ناجيمي Kathy Najimy، وفي سنة 2008 وبعد نجاح البرنامج، تمّ اختيار سيناريو البرنامج ليوضع ضمن كتاب سيناريو صندانسSundance ، وقد بدأ الإنتاج مع ميسون فيما بعد كدور رئيسي لها في سنة 2009.
رابعاً:
في سنة 2008 تمت دعوتها إلى برنامج العد العكسي، والذي يقوم بتقديمه كيث أوبيرمان Keith Olbermann، ولكنّها فوجئت بأنّه تمّ إجلاسها على كرسي متحرك وبعجلات، وعلى الفور طالبت بتغييره، ولكنّ مديرة المسرح لم تسمع لها ولم تقم بتغييره، وكانت ميسون منزعجة جداً من هذا الموقف، وأمسكت بالطاولة طوال وقت بث البرنامج، ولم تتحرك أو تدع الكرسي يدور بها. بعد انتهاء البرنامج أبدت غضباً أمام الجميع.
واعتبرت أنّها النهاية وأنّها لن تظهر في هذا البرنامج قط، ولكن بعد أن خرجت وعادت إلى منزلها، تلقت فوراً اتصالاً هاتفياً من القائمين على البرنامج، يدعونها لتصبح شريكة دائمة فيه، ويوضع لها كرسي ثابت، فكانت فرحتها كبيرة وبالفعل أصبحت مقدمة لهذا البرنامج، وليس هذا فحسب، وإنّما قامت بتأسيس مؤسستها الخيرية، وهي مؤسسة ميسون الخيرية لأطفال فلسطين، وتقوم من خلال هذه المؤسسة بتقديم كل ماقدمه لها والداها، واللذين تدين لهما بكل نجاح قامت بتحقيقه.
خامساً:
عندما وجدت ميسون أنّ إعاقتها تعيقها في التمثيل بشكل متكرر، اتجهت إلى التمثيل الكوميدي، وأصبحت تظهر في أرقى نوادي نيويورك، وتتحدث في برامجها عن مواضيع جدية، مثل الإرهاب و
الصراع الفلسطيني والاسرائيلي
، وفي سنة 2008 وقفت على خشبة المسرح، وأصبحت تسخر من مرضها، وتسخر من التعليقات التي وجهها إليها بعض الناس، واتهموها بأنّها إرهابية وأنها خطر على المجتمع، وقامت بتأسيس بالتعاون مع أحد أصدقائها، أول مسرح استاند آب كوميدي للعرب الأمريكيين.