حل لغز ياخوي هز اخوك والي بطني أخو أبوك

كثيراً ما يتردد على أسماعنا كلمة لغز، ونشعر عند ذكره وكأنّ هناك شيئاً غامضاً، فاللغز هو عبارة عن سؤال أو جملة تحتوي على معنى مبهماً غير واضح، وسابقاً كانت تستخدم الألغاز في الرياضيات فقط، ولا يكون اللغز مجرد مسألة رياضية مطلوب حلّها، وإنّما تفكير رياضي بعيداً عن كل ماهو حلول تقليدية معروفة، مثل لغز المربعات السحرية، والذي يعتمد على فكرة ملء الأرقام ضمن المربعات، للحصول على مجموع معين في كل صف أو عمود، ومثل هذه الألغاز تعتمد على التفكير الرياضي في الحل.

وفي وقتنا الحاضر أصبحت الألغاز لمجرد التسلية فقط، وهي عبارة عن أحاجي. مثال ذلك: لدينا رجل يشير بأحد أصابعه إلى شيء ما، وليكن جهاز التكييف مثلاً، ويسأل من حوله: ما هذا الشيء؟ فيرد عليه زميله: إنّه جهاز تكييف، فيقول له الرجل: لا إنّه إصبع يدك. ومثال آخر عن الألغاز، والتي تعتمد على الاحتمالات الممكنة وغير المتوقعة، فمثلاً لو تمّ طرح السؤال التالي: أين يذهب الفيل عندما يرغب بالاستلقاء؟ الإجابة هي: إلى حيث يشاء، وهذه إجابة غريبة نوعاً ما، لأنّه يبدو من السؤال أنّ هناك عادات معينة يقوم بها الفيلة، ولكن في حقيقة الأمر أنّ المقصود به هو الحجم الكبير والرهيب للفيل.


إبداع العرب في الألغاز


أبدع العرب كثيراً بموضوع

الألغاز

، وقد تمّ اعتبارها جزءاً من الأدب، وكانت ترد كثيراً في الشعر والنثريات، وتمّ تسميتها أيضاً الأحاجي، وهناك تسميات أخرى لها مثل: الأغلوظة والمعمى والمترجَم، وقد تعددت وتنوعت مواضيع هذه الألغاز، فهناك الألغاز اللغوية والنحوية، والألغاز الحسابية والفلكية، والألغاز الفقهية، وغيرها الكثير. ومن الأمثلة على الألغاز الفقهية لغز عبارة عن سؤال وهو: هل يصح أن يكون لدينا شابان أحدهما عم الآخر والثاني خاله؟ الإجابة هي نعم، وذلك في حالة أن تزوج رجل امرأة وتزوج أبوه ابنتها، وولد لكل واحد منهما ولد، فابن الأب يكون عم ابن الابن، وابن الابن يكون خال ابن الأب.


الكتب التي تمّ نشرها في الألغاز


يوجد عدد من الشعراء في

أوروبا

اهتموا بتأليف الألغاز، وظهر في القرن الثامن الميلادي كتاب باسم إكستر، يحتوي على خوالي مائة مَثَل من الألغاز، وقد كُتبت باللغة الانجليزية القديمة. وهذه الألغاز كانت بموضوعات مختلفة، مثل العواصف والسفن والكتب والصقور، وبعض الألغاز تكون سهلة الفهم والحل، والبعض الآخر تكون صعبة جداً وحلّها معقد، والهدف من الألغاز هي خلق الوعي لدى الناس في ذلك الوقت، لما يحيط من حولهم في حياتهم اليومية، وإدراكهم للظواهر الطبيعية التي يعيشون فيها.

أمّا في بريطانيا فقد ظهرت عدد من المؤلفات الخاصة بالألغاز، وفي البداية كان الهدف من نشرها هو التسلية والترفيه فقط. ومن أشهر كتب الألغاز كتاب باسم الأسئلة المسلية في

إنجلترا

والذي نُشر سنة 1511م، وهناك الكثير من الألغاز الأخرى على شكل أغاني للأطفال، الهدف منها تلقي الأطفال للعلم، وأخذ العديد من المعلومات المفيدة من خلال الألغاز.

ومن أشهر الكتّاب العرب الذين اهتموا بالألغاز، وأبدعوا في تأليف كتباً تتحدث عنها، وتحتوي على عدد من الألغاز والأحاجي، ابن كيسان النحوي سنة 911 م، حيث قام بتأليف كتابه المعروف باسم كتاب المعمّى، وأيضاً لدينا

الزمخشري

سنة 1143م، وقام بتأليف كتاب المحاجاة، بالإضافة إلى أبو المعالي الحظيري سنة 1172م وكتابه باسم الإعجاز في الأحاجي والألغاز، وأخيراً نذكر علي بن عبد الله الموصلي سنة 1267م، وقام بتأليف كتاب عقلة المجتاز في حل الألغاز.


حل لغز ياخوي هز أخوك والي بطني أخو أبوك


كان هناك رجل عجوز يجلس كل يوم على ضفاف النهر، وكان يفكر بالمستقبل ويتساءل باستمرار، كيف سيكمل حياته من غير زوجة تكون بجواره، وكان لهذا الرجل ولد في آخر العشرينات من عمره، وكان هذا الرجل يقول لابنه كل يوم، أنّه يرغب بالزواج من امرأة، تعيش معه وتعتني به ما تبقى من عمره. وبينما وهو يتجول في الطبيعة، وعلى ضفاف النهر والشمس في غروبها، رأى امرأة في الأربعينيات من عمرها، ومعها ابنتها في بداية العشرينات من العمر، وكان من الجميل أنّ الرجل العجوز قد تعرف على هذه المرأة الوحيدة، والتي كانت تعيش في نفس المنطقة،

وبعد مدة من الزمن ليست ببعيدة، طلب الرجل العجوز أن يتزوج من ابنة المرأة الأرملة، وبسبب الظروف القاسية والحياة التي لها متطلبات كثيرة، واحتياج المرأة وابنتها إلى رجل يكون بجانبهما ويساعدهما على تحمل مشقات الحياة، لذا وافقت المرأة الأرملة على زواج ابنتها من هذا الرجل العجوز، ولكن بشرط أن يتزوج ابن الرجل العجوز منها، فوافق الرجل على الفور وتمّ الزواج.

وبعد فترة ليست ببعيدة، أنجبت المرأة الأرملة من زوجها طفلاً وهو أخو ابنتها، وأصبحت ابنة المرأة الأرملة حاملاً، والطفل الذي سيولد ويصبح أخاً لزوج الأم وهي المرأة الأرملة. فذهبت ابنة المرأة الأرملة إلى سرير الطفل والذي يكون ابن أمها وحفيد زوجها، وقالت له: نَم يا صغيري ويا أخي، فالطفل الذي أحمله في بطني يكون أخاً لأبيك وهو زوج المرأة الأرملة. (( يا خوي هز أخوك والي بطني أخو أبوك ))