لماذا سميت مصر أم الدنيا
مصر
هي إحدى الدول العربية الأكبر من حيث المساحة ، و الأكثر تعددا للسكان ، و التي تعد من أقدم الحضارات بالعالم ( حيث تمتد حضارتها لأكثر من 7000 سنة قبل الميلاد ) . و حظيت مصر من بين الدول العربية بموقعا جغرافيا متميزا ، فهي حلقة الوصل بين قارتي آسيا و أفريقيا ، و تطل على البحرين الأبيض و المتوسط ، و يمر بها نهر النيل . ذلك و بالإضافة إلى أن موقع مصر الاستراتيجي جعل لها أهمية عظيمة و جعلها مطمعا للأستعمار .
كما تمتاز مصر بمكانة دينة مرموقة ، فهي شهدت مولد عدد من الأنبياء و الرسل ، و مر بها الكثير من الأنبياء على رأسهم سيدنا إبراهيم ، و
كليم الله موسى
عليه السلام فيها تكليما ، كما ذكرت في القرآن عدة مرات ، و أوصى بها الرسول قبل دخولها الإسلام .
و نظرا لما شهدته مصر من مكانة تاريخية – سواء كانت جغرافية أو دينية – مرموقة ، و حضارة أبهرت العالم بأسره ، فقد سميت مصر بعدة أسماء أشهرهم ، أرض الحضارة ، و أرض الخزائن ، و أرض الكنانة ، و هبة النيل ، و أم الدنيا . كما يوجد بها
الأزهر الشريف
منارة الإسلام .
لماذا سميت مصر أم الدنيا ؟
ربما يوجد أكثر من تفسير لهذا الأسم المتميز الذي لقبت به مصر ، ربما يكون أحدهم لأن مصر من أقدم الحضارات التي شهدها العالم منذ آلاف السنين ، أو لأنها أكبر الدول العربية من حيث المساحة أو عدد السلاطين ، أو بسبب تصديها للحملات التتارية المغولية الوحشية ، أو
حملات الصليبيين
، أو بسبب وجود الأزهر الشريف الذي هو منارة الشرق ، و غيرهم الكثير من الأسباب .
و يعتقد البعض أن مصر سميت بأم الدنيا اقتباسا من وصف
سيدنا نوح
لها “بأم البلاد ” ، في دعاءه لابنه مصرائيم ابن حام ابن نوح ( و هو أول من سكن مصر بعد طوفان سيدنا نوح عليه السلام ) ، و الذي سميت مصر نسبة لإسمه ، ” اللهم أنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه و في ذريته و أسكنه الأرض الطيبة المباركة التي هي أم البلاد و غوث العباد ” .
إلا أن التفسير الأقوى لهذا الأسم العظيم ، و ربما يكون هو السبب الحقيقي الذي لا يعلمه الكثير منا ، يرجع ل
تفسير ابن كثير
. فذكرت وجهة النظر الدينية لابن كثير تسمية مصر بأم الدنيا نسبة إلى
السيدة هاجر
، زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام ، و كانت مصرية الأصل تزوجت سيدنا إبراهيم ( أبو الأنبياء ) بعد أن جاء من العراق إلى مصر ، و انتقلت معه إلى شبه الجزيرة العربية التي لم يكن يسكنها أحد من قبل ، و أنجبت
سيدنا اسماعيل
( أبو العرب ) ، و تم تعمير المنطقة و رفع قواعد البيت العتيق .
و تكريما للسيدة هاجر المصرية ، زوجة سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء ، و أم سيدنا إسماعيل أبو العرب ، لقبت مصر بأم الدنيا . حيث قال صلى الله عليه وسلم ” ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لهم ذمة و رحما ” و يقال أن المقصود برحما هنا أنهم أخوال إسماعليل عليه السلام أبو العرب ، و الذي من نسله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .