خطورة البغي و قطيعة الرحم على المجتمع
البغي يقصد به الظلم ، والبغي هو الاستطالة على الناس، وهو الكبر و
الظلم
والفساد والعمل بالمعاصي، وهو من الأمور الخمسة التي وردت الشرائع بالنهى عنها، وهى المذكورة في قوله تعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) ، والبغي هنا بمعنى الإستطالة على الناس.
وقد عرفه العلماء من الشافعية أن ﺍﻟﺒﻐﺎﺓ هم ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻮﻥ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﺍلإﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ، ﺃﻭ ﻣﻨﻊ ﺣﻖ ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺑﺸﺮﻁ ﺷﻮﻛﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﻭﻣﻄﺎﻉ ﻓﻴﻬﻢ. وجاء في قول الله ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﺫَﻟِﻚَ ﻣَﺎ ﻛُﻨَّﺎ ﻧَﺒْﻎِ﴾ ، ﴿ﺧَﺼْﻤَﺎﻥِ ﺑَﻐَﻰ ﺑَﻌْﻀُﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻌْﺾٍ﴾ أي ظلم بعضهم بعض .
فالظلم ظلمات في الدنيا والآخرة وهي من
كبائر الذنوب
التي تعذب صاحبها يوم القيامة و جاءت الآية الكريمة تقول ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ) ، ومن الظلم أيضاً هو الشرك بالله حيث وصى لقمان ولده وقال له ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيمٌٌ )
ما هي
قطيعة الرحم
؟
هي واحدة من أكبر المشاكل الموجودة في مجتماعتنا العربية حيث نجد الأخ عدو لأخوه ، و الإبن عاق لوالده ، والأولاد يقطعون أقربائهم. فرحم الإنسان هم أقرب أقاربه مثل : الأخ ، الأب ، الأم ،الخال ، العم ، الخالة ، العمة ، وأبنائهم ، وبناتهم . وقطعهم أي عدم السؤال عليهم و زيارتهم وتبادل الكلمات الحسنة ، والهدايا .
وهي أيضاً واحدة من أكبر
المحرمات
في ديننا حيث جاء الحديث الشريف ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) ، وجاء قول الله تعالى ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) ).
وغيرهم من الأدلة الدينية الشريفة التي توضح وتثبت أن قطيعة الرحم واحدة من أكبر الكبائر والتي ترمي بصاحبها إلى عذاب النار و تجعل الإنسان يعيش مكروهاً ومذموماً بين أقاربه ف عقابه يكون في الدنيا و الآخرة كبير، فصلة الرحم تزيد في العمر وتبارك في الرزق حيث روى البخاري وغيره عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ).
خطورة البغي و قطيعة الرحم على المجتمع
خطورة البغي و قطيعة الرحم على المجتمع قد تكون في الدنيا أو في الآخرة ، ففي الدنيا ضيق في
الرزق
و عدم الشعور بالسعادة و قد توجد كراهية لهذا الشخص في قلب من حوله ، أما في الآخرة فلهم عذاب شديد من الله و يرمي بصاحبه إلى النار.
المسلم يجب عليه الإلتزام بما أمرنا الله به و الإبتعاد و إجتناب نواهيه ، ف قد يكثر الفحش و سوء الأخلاق في المجتمع و كثرة جرائم القتل و إنتشار الظلم و
الأخلاق السيئة
، فهو خطر عظيم يهدد مجتماعتنا و يوقعها في دائرة
المعاصي و الذنوب
، وتأتي قطيعة الرحم و ظلم الناس نتيجة لإبتعادنا عن الدين الإسلامي الصحيح. يقوم الابن بقتل والده أو والدته أو يكره أخيه ويكون بسبب أشياء مادية لا وجود لها، والظلم هكذا أمره إذا ظلمنا غيرنا فهو ظلم لأنفسنا قبلهم ، نتائجه شديدة وخطيرة علينا وعلى المجتمع .