أفكار مطويات عن بر الوالدين
يعتبر برّ الوالدين من الموضوعات الهامة التي يجب الاهتمام بها بشدة، فهو من الفضائل التي يحبها الله عزّ وجل، والتي أمرنا بها في كتابه الكريم، حيث اهتم ديننا الإسلامي ب
بر الوالدين
والإحسان إليهما، وهو بذلك يسبق النظم المستحدثة لدى الغرب، والتي تنادي برعاية الشيخوخة، ورعاية الأمومة والمسنين.
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأحقاف بالآية رقم 15: (وَوَصَّيْنَا الإنسان بوالديه إحساناً). وخلال هذه المقالة سيتم طرح أفكار جديدة لمطويات تعليمية، نستطيع استخدامها في تعليم الأبناء الطاعة والبر لوالديهم، وغالباً مايتم استخدامها من قبل الأساتذة في المدارس، وذلك لتثبيت المعلومة في أذهان الطلبة، وحثهم على اتباع تعاليم الدين الإسلامي، ولكن بصورة صحيحة ومفهومة ومقبولة لديهم.
أهمية ترسيخ موضوع بر الوالدين في عقول أبنائنا
كما نعلم أنّ الإسلام قد فضل البر بالوالدين على أنواع الطاعات الأخرى، وذلك لأنّ الوالدان هم سبب وجود الأبناء في الحياة وسبب نجاحهم، فكما نعلم دور الأم وسهرها على رعاية أطفالها، والاهتمام بهم، ومن ناحية أخرى نجد الأب يسعى لكسب الرزق، وإطعام عائلته وكسوتهم وتعليمهم، بالإضافة إلى مساعدتهم على تحقيق أحلامهم. وقد جعل الله سبحانه وتعالى طاعة الوالدين بعد الإيمان به حيث يقول في سورة الإسراء ضمن آية رقم 23: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)
أفكار مطويات تعليمية لتعليم الأبناء كيفية البر بوالديهم
الطريقة الأولى
: استخدام معلم المدرسة للأسلوب القصصي في توضيح طريقة التعامل مع الوالدين، حيث يتم كتابة قصة معينة ضمن ورقة
مطوية
وتوزع على الطلبة، ثمّ يقوم بإتاحة الفرصة للطلبة بقراءة محتوى المطوية كلّ حسب دوره، وكل فقرة يتم قراءتها من قبل أحد الطلاب، يقوم بمناقشتها مع باقي الحاضرين، وسؤالهم عما قد فهموه منها، ويُسأل كل واحد عن طريقة تعامله مع والديه لكن بأسلوب فكاهي حتى يشعر الأولاد بالراحة ويستطردوا في الكلام.
وبالتالي يتم توجيههم بالأسلوب المناسب،ولا ننسى أن يتم تصميم المطوية بشكل ملائم، وكتابة العناوين بخط عريض وواضح، وإضافة صور معبرة عن الموضوع للفت انتباه الطلبة، وتعزيز المعلومات أيضاً برسوم توضيحية، وتكبير خط الكلام في بعض المواضع المهمة. وكتابة أكبر قدر من المعلومات لكن بأسلوب مختصر وبشكل تشويقي، بحيث يشعر الطلبة بالمتعة أثناء قراءتهم لها.
الطريقة الثانية
: استخدام المعلم لمطوية مكتوب فيها، أهم المعلومات عن بر الوالدين واحترامهما، وتعليقها على الجدار، وتوزيع نسخ ورقية بين الطلبة، وهذه المطويات المعلقة ستذكر الطلبة باستمرار بالدرس الذي قاموا بإخذه، وشرح المدرّس له، لا سيما إذا كان شرح الأستاذ بطريقة إبداعية وتفاعلية. ومن الممكن طلب وضع هذه اللوحات لدى الطلبة في منازلهم لاستذكارها باستمرار.
الطريقة الثالثة: تشجيع الطلبة على عمل مطويات تعليمية، وهذا يتم من خلال تقسيمهم إلى مجموعات مكونة من أربعة إلى خمسة أفراد، وطلب من كل مجموعة التركيز على جزئية معينة من الموضوع، والاتفاق على يوم سيتم خلاله عرض أعمال جميع المجموعات وإعطاء درجات لهم من قبل إدارة المدرسة، وسيفوز من يأخذ أعلى قدر من الدرجات ويتم منحه هدية رمزية، مثلاً أن يتم تكريمه والإثناء عليه من قبل إدارة المدرسة، وما إلى ذلك.
مثال عن قصة يمكن كتابتها ضمن المطوية: قصة البارّ الصغير
يتم توعية الطلبة وشرح المفهوم من خلال مطوية تتضمن قصة، تثير التشويق، ويحصل تفاعل داخل الصف، وأيضاً سنلاحظ ظهور وجهات نظر عديدة من قبل الطلبة، وأسئلة كثيرة تجول في خاطرهم، عندما يشعرون بأهمية الموضوع وخصوصاً بطريقة سرد القصة، سيصغي الطلبة يتشوقون أكثر لمعرفة ماذا سيحصل في النهاية.
وهكذا نكون قد وصلنا لغايتنا المنشودة وهي شرح وترسيخ مفهوم بر الوالدين في عقولهم. ويتم توزيع المطوية للطلبة، ويُطلب من كل طالب قراءة فقرة من المطوية، ومناقشته حول مافهمه منها، ويقوم مدرّس الصف بشرح النقاط المهمة التي وردت ضمن الفقرة وتأكيد معلومات هامة في عقول الطلاب. ويكون ذلك كمايلي:
الفقرة الأولى
: صباح كل يوم، يستيقظ أحمد بصعوبة للذهاب إلى المدرسة، وبعد أن يستيقظ يتثاءب في كسل ويبدي عدم رغبة في الذهاب للمدرسة، فتحاول أمّه جاهدة إقناعه بالذهاب. (بعد انتهاء الطالب يتم مناقشته ومناقشة زملائه في هذا الموقف)
الفقرة الثانية
: فالمدرسة بيت العلم، وبعد محاولات عديدة يخرج أحمد للمدرسة، وهو في حالة عدم رضا، وماأن يعود من المدرسة، حتى تطلب منه أمّه الجلوس بجوراها، كي تستذكر له ماأخذه في المدرسة من دروس، وهنا يعترض أحمد كالعادة فهو لا يرد أن يدرس أو يستذكر له أحد. (هنا يمكن سؤال الطلبة: من يفعل مثل أحمد؟ وسؤال كل طالب عن روتينه اليومي بعد الرجوع من المدرسة)
الفقرة الثالثة
: بعد العصر تطلب منه أمّه الخروج لشراء بعض الخضراوات من السوق، فيتعلل بأنّه متعب ولا يستطيع الذهاب، تضطر الأم المسكينة لإرسال أخيه الأصغر لشراء ماتحتاج. وهكذا كان أحمد دوماً لا يطيع أمّه في شيء، وتتعب كثيراً كي تجعله يقتنع بما ينفعه. (يتم سؤال الطلبة: هل تذهبون لشراء حاجيات البيت؟ ويُسأل كل طالب عن عدد إخوته وأخواته وماذا يتصرف كل فرد في العائلة)
الفقرة الرابعة
: ذات يوم دخل معلم التربية الدينية للفصل، وأخبر التلاميذ أنّ حصة اليوم ستكون عن طاعة الوالدين، وبالفعل بدأ المعلم بالشرح، وبأسلوبه استطاع جذب أحمد بشدة. وبدأ يقول أنّ طاعة الوالدين تأتي بعد طاعة الله مباشرة… أفهل هذا معقول، وهكذا بدأ أحمد ينجذب لحديث الأستاذ أكثر فأكثر. (أيضاً يتم مناقشة تصرف أحمد مع الطلبة وأخذ رأي كل طالب حول الموقف)
الفقرة الخامسة
: بدأ المعلم يتحدث عن
الدين الإسلامي
، والذي يأمرنا بطاعة الوالدين، وألا نقول لهما أف أبدا، وهنا شعر أحمد بأنّ معلم التربية الدينية يوقظه من سبات عميق، وخاصة عندما بدأ يقول إنّ الله في
القرآن الكريم
قد أوصى بالوالدين إحساناً. (كما في الفقرات السابقة يتم مناقشة الموقف مع الطلبة، وأخذ رأيهم في موقف أحمد).