قصة نجاح شابة سعودية
في هذه الحياة من يملك الإرادة والصبر والمثابرة، سيجد نتيجة مرضية ونهاية سعيدة في حياته وعندما يجد من يمسك بيده ويدعمه ويصل به الى بر الأمان، وهذه الحياة لا تقف عند إنسان سواءاً كان فقيراً أو غنياً، ولكن عجلة الحياة تبقى متحركة، وهنا من يستطيع تجاوز عقبات هذه الحياة التي نعيشها؟ أو يستسلم للفشل واليأس والإحباط؟ واليوم سنعرض قصة شابة سعودية حققت النجاح بمساعدة ومساندة والدها، واستطاعت أن تحول الفشل إلى قمة التفوق. هذه الشابة التي نتحدث عنها هي بدرية العنزي.
بداية المشكلة التي عانت منها بدرية
قصة الفتاة درية العنزي قصة طويلة من التعب والتفكير واتخاذ القرارات، والتي أدت بالنتيجة إلى تغيير حياتها بالكامل، ووصلت إلى ما تريد بمساعدة والدها، والذي قام بتضحيات كبيرة لأنه كان يريدوها أفضل الناس. بداية تفوقت بدرية في مرحلة
الثانوية العامة
، وكانت من الأوائل على مستوى مدينة الرياض في تخصصها العلمي، حيث كانت مثابرة إلى أبعد الحدود، وفعلاً حصدت النجاح الحقيقي ولأول مرة في حياتها، وقامت باختيار كلية الطب في جامعة الملك سعود، على أساس أنّ والدها طبيب وهو قدوة حياتها وأحبت أن تكون مثله.
وفعلاً بدأت بدرية حياتها الجامعية في سن مبكرة، وهي تحقق تفوقاً على أقرانها بالجامعة في السنتين الأولى والثانية ، فجأة في عامها الثالث لوحظ تراجع تدريجي كبير، وخصوصاً بعد أن بدأت تهتم بالتصميم الرقمي و
الجرافيكس
، والمنتديات الاليكترونية، مما أثر سلباً على درجاتها، وحاولت أن تستثمر الوقت بصورة جيدة، لتستطيع ممارسة هوايتها في التصميم ودراسة الجامعة، ولكن عبثاً لم تستطع ذلك وفشلت تماماَ، وأصبح لديها تدني في الدرجات، وللأسف تمّ طردها من الكلية بسبب هذا التراجع الكبير، وهنا بدأت معاناة بدرية وعاشت أياماً عصيبة وصعبة جداً.
بعد ذلك اشتركت مع شقيقتها في فتح شركة للتسويق والإعلان، وهي فرصة جيدة لها لاستثمار موهبتها، ولكن للأسف الشركة فشلت فشلاً ذريعاً، وحتى الإيرادات كانت ضعيفة ولم يستطيعا حتى دفع قيمة إيجار المكان ورواتب الموظفين، و
فواتير الكهرباء
والماء و
الإنترنت
، وغيرها من المصاريف العمومية. هنا قررت الأختان إغلاق شركتهما لأنّ الخسائر تزيد يوماً بعد يوم، والمشكلة الأعظم لدى بدرية أصبحت أنّها وجدت صديقاتها اللواتي دخلت معهنّ كلية الطب، وقد تخرجن منها، وهي لم تنجح ولم تتخرج كباقي الزميلات، وأيضاً خسرت شركتها.
تدخل الأب لحل المشكلة
بعد ضياع حلم الالتحاقها ب
كلية الطب
، وضياع الحلم في النجاح من خلال فتح شركة للتسويق والدعاية والإعلان، وشعور بدرية بالإحباط الشديد، وزوال الأمل، وإحساسها بأنّ يديها مقيدتين عن فعل أي شيء، هنا تدخل الأب وبدأ يحاول مسح دموع الهزيمة لابنته ومواساتها، وأول خطوة قام بها هي أنّه تقاعد من عمله، وانتقلوا للعيش في
البحرين
، وشجع ابنته على استكمال دراستها، وأدخلها التخصص الذي ترغبه وهو التصميم الرقمي.
درست بدرية في الجامعة وحصلت على درجة البكالوريوس، ثمّ الماجستير من البحرين، وذهبت برفقة والدها إلى
بريطانيا
لدراسة الدكتوراه، وقام والدها بدفع مصاريف الدراسة في العام الأول، حتى حصلت على منحة دراسية لاستكمال الدراسة وأخذ درجة الدكتوراه، وفعلاّ هذا ماحصل، وحققت نجاحاً باهراً لأنّها درست التخصص الذي تريده وتحبه.
فعلاً استطاع أبو بدرية من إعادة البسمة إلى وجهها، وقام بإنقاذها وإخراجها من حالة اليأس التي كانت تعاني منها، وتبدل وضعها تماماً وأصبحت تحقق النجاح الكبير في حياتها، بعد أن فشلت عدة مرات وأصيبت بالإحباط أيضاً عدداً من المرات. لذا يمكن أن يكون لآبائنا الدور الكبير لنكون الأفضل في هذا العالم، والذي أصبح أصعب بكثير مما قبل بسبب وجود المنافسة الكبيرة، ولم يعد للرحمة مكان، هؤلاء الآباء يضحون ويدفعون ويعملون ويجتهدون لإنجاحنا في الحياة.