لمحات من حياة أبو الفرج الأصفهاني

كان ابو الفرج الأصفهاني ذا شخصية ثقافية كثيرة المعارف و الجوانب، حيث منحه معاصره  القاضي (التنوخي) شهادة يقول فيها (و من  الرواة المتسعين الذين شاهدناهم أبو الفرج علي بن الحسين الأصغهاني فإنه كان يحفظ من الشعر ، و الأغاني ، و الأخبار ، و الآثار ، و الحديث المسند ، مالم أرى قط من يحفظ مثله

كان شديد الإختصاص بهذه الأشياء و يحفظ دون مايحفظ منها علوما أخر، منها اللغة ، و

النحو

، و الخرافات، والسير، و علوم البيطرة ، و الجوارح، و

علم الفلك

و الكثير من العلوم الأخرى التي لا حصر لها … وكان لأبو الفرج مكانة إجتماعية عالية في مجالس بغداد العلمية والأدبية مما جعل ابو الفرج عالي المكانة في الوسط الإجتماعي و السياسي

للدولة العباسية

.


نسبه


علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن الخليفة الأموي (مروان بن محمد) بن الخليفة الأموي (مروان بن الحكم بن أبي العاص ) بن بني أمية القرشي.


مولده ونشأته


ولد في مدينة أصبهان عام 48 هجريا الموافق 897 ميلاديا و من هنا يرجع نسبه إلى هذه المدينة ، مع أنه لم ينشأ بها ، و إنما  نشأ في مدينة بغداد وجعلها موطنا له، حتى إن بيته الذي كان يسكنه في بغداد معروف وموقعه على

نهر دجلة

.


إبداعاته


كتاب (الأغاني) يعد هذا الكتاب أعظم مرجع لكل باحث في الحضارة العربية ، لأنه يعد موسوعة ورائعة من روائع التاريخ و الأدب ، والنقد ،و الموسيقى ، حيث إنها تضم معلومات غنية عن مدارس الشعر و الغناء و تراجم للشعراء ، و المغنيين ، و الموسقيين ، وأخبارا طريفة عن الملوك ، و الوزراء ، و العلماء ، و الأدباء ،و صورا عن الحياة الإجتماعية للعرب في الجاهلية ،و

العصر الأموي

و العباسي .

صنف العديد من الكتب لبني أمية سرا وجاءه الإنعام منهم سرا ؛ فمن كتبه نسب بني عبد شمس وكتاب أيام العرب 1700 يوم ، و كتاب التعديل و اإنتصاف في مآثر العرب ومثالبها ، و كتاب جمهرة النسب ، و كتاب نسب بني شيبان ، و نسب المهالبة ، و نسب بني تغلب ، و بني كلاب ، وكتاب الغلمان المغنيين ذلك.

ألف ابو فرج الأصفهاني كتاب مقاتل الطالبيين الذي يعد كنز من كنوز الأدب و التاريخ ؛ حيث ترجم فيه ابو الفرج للشهداء من ذرية ابي طالب منذ عصر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إللى الوقت الذي شرع يؤلف فيه كتابه وهو جمادى الأول عام 1313 م ، سواء كان المترجم له قتيل الحرب أو صريع الحرب أو صريع السم في السلم ، و سواء كان  مهلكه في السجن أو في مهربه اثناء تواريه من السلطان.

صنف أبو الفرج في كتابه مقاتل الطالبيين أخبارهم ، و نظم سيرهم، و رصف مقاتلهم ، و جلى قصصهم بأسلوبه الساحر ، و مهاراته وقدرته الفائقة في سبك القصة ، و حبك نسجها ، و ائتلاف أصباغها وألوانها، و تسلسل الأفكار ، و جمال ديباجتها ، و جمال وتناسق خصائصها، على إختلاف روائها وتعدد روايتها و تباين طرقها؛ حيث تبدو وكأنها بنات فكر واحد و هذا يعبر عن سر صنعة في أدب أبي الفرج الأصفهاني.


وفاته


أصيب أبو الفرج الأصفهاني بالفالج آخر حياته في الرابع عشر من ذي الحجة سنة 356 هجريا الموافق 21 نوفمبر عام 967 ميلاديا في بغداد .