حقيقة كارثة بهوبال
كارثة تعبير صادم جداً و قوي ، يعبر بشكل حقيقي عن ضخامة المصائب ، و لكن ما حدث في مدينة بوبال عاصمة “ماديا براديش” بالهند كان أفظع بكثير من ذلك ، حيث كان يشبه نهاية العالم “كارثة بهوبال ” التي تعد أسوأ
كارثة صناعية
بالعالم ، راح ضحيتها عدد مهول من الشعب ، و الحيوانات ، و النباتات ، مازال إلى يومنا هذا يموت أو يصاب بالمرض الكثيرون بسبب ما خلفته هذه الكارثة من أضرار جسيمة ، لمعرفة باقي التفاصيل تابع معنا .
تاريخ و تفاصيل كارثة بهوبال
في اليوم الثالث من شهر ديسمبر لعام (1984) بمدينة بوبال ، استيقظ الشعب الهندي على مأساة فظيعة ، حيث عجز أغلبهم عن التنفس ، و أصيبوا نوبات مميتة مفاجأة ،و بدأت المياه تتدفق من أعيونهم ، و أنوفهم مع سعال شديد جداً ، مما تسبب في الذعر الشديد إلى من مازال على قيد الحياة ، و اكتظت الشوارع بآلاف الجثث ، و على الفور توفي الكثير منهم بسبب
الاختناق
، و لكن ماذا حدث .
أسباب كارثة بهوبال
بالطبع موت الشعب بهذه الطريقة لم يكن مجرد صدفة ، و لا يوجد أي تفسير لهذا الاختناق الجماعي ، غير أن المؤكد أن الهواء به شيء سام و خطير ، و لكن كيف ، كان السبب في خلف هذا هو ، تسرب غازات مميتة من داخل مصنع المبيدات لشركة “يونيون كاربايد” الأمريكية .
تفاصيل هامة من داخل شركة “يونيون كاربايد” قبل وقوع الكارثة
سوف نعود بكم قبل ساعات قليلة من الحادث ، في تمام الساعة الثانية عشر من منتصف الليل ، لاحظ أحد العمال تسرب غاز “ميثيل إيزوسيانات” الذي يعد من أخطر الغازات السامة، التي تضر بحياة جميع الكائنات على الأرض ، و تعرض أيضاً البيئة إلى الخطر، و الجدير بالذكر أن هذا الغاز تم استخدامه في
الحرب العالمية الأولى
، من أجل نسف الأعداء ، لذلك أسرع العمال و قاموا بالبلاغ عنه هتافياً ، و لكن للأسف كان هناك إهمال شديد من قبل مسئولين بالشركة .
و حاول العمال منع تسرب و تصاعد الغاز ، و لكن بسبب ارتفاع الضغط اندفع الغاز من شبكة الأنابيب ،و في النهاية تصاعد في سماء مدينة بهوبال و تعرض أكثر من نصف نسمة للضرر بسبب هذا الغاز السام.
الأسباب الرئيسية في حدوث كارثة بهوبال
– تسرب الماء إلى أحدى الخزانات التي كانت تحتوي على أكثر من أربعون طنا من ميثيل إيزوسيانات ، حيث نتج عن هذا التسرب تفاعل كيميائي بينهما مما أدى إلى انبعاث غمامة سامة في الهواء تحتوي على سيانيد الهيدروجين و بعض الغازات سامة الأخرى.
– الإهمال الشديد في الصيانة من قبل الشركة ، حيث أن السبب الرئيسي في تسرب الماء ، صدأ و تأكل شديد في المواسير
– كان يجب عزل الثلاثة خزانات المملوءة بغاز ” ميثيل إيزوسيانات ” عن بعضها البعض ، و لكن من أجل تخفيض النفقات قامت الشركة بوصل هذه الخزانات بوحدة معالجة كيميائية بجانب المصنع .
– عدم الحرص على تركيب سدادات انزلاقية في الأنابيب ، حيث أنها تعمل على تأمينها ، و عدم وصول الماء إليها .
– خلل في أحدى الصمامات ، مما أدى إلى فشل عملية مليء الفراغات الموجودة بالأنابيب بغاز النتروجين ، و الذي يعد أحدى وسائل الأمان .
– مليء أكثر من نصف الخزانات ، بغاز ” ميثيل إيزوسيانات ” و بالطبع كان يجب أن تكون الكمية النصف كحاد أقصى ، و يعد هذا تجاهل للقوانين التي تمنع تخزين كمية كبيرة من الغازات الخطيرة.
– قلة العمال من أجل تخفيض النفقات ، و عدم توفير التدريبات اللازمة ، عند وقوع بعض المشاكل لمنعها من التصاعد .
رد فعل صادم من قبل شركة “يونيون كاربايد ”
وجد الأطباء صعوبة شديدة في علاج المرضى لغياب البيانات الكافية عن الغاز المسرب ، و لذلك طالبوا الشركة بتزويدهم بجميع المعلومات ، و عما حدث بالضبع في هذه الليلة المشئومة ، و لكن كان رد الفعل لهم صادم جداً ، حيث قال ” وارن أندرسون ” المدير العام للشركة ، هذه المعلومات سرية و خاصة بالشركة و لا يمكن التحدث عنها .
تهرب المسئولين بشركة ” يونيون كاربايد ” المالكة للمصنع من المسؤولية
تهرب المسئولين ، و اختفى اغلبهم عن الأنظار ، و بعد تحريك الكثير من الدعاوى القضائية ، و صدور حكم اعتقال لمدير الشركة ، برر المسئولين بالشركة ما حدث بكذبة مضحكة ، حيث قالوا أن ما حدث كان ناتج عن عمل تخريبي مقصود ، من قبل أحدى العمال الذين كان لديهم بعض المشاكل مع الإدارة ، و لا يوجد أي تقصير من قبل الشركة ، و بعد التحقيقات التي أثبتت تحمل الشركة المسئولية ،تم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الهندية ، من خلال الوساطة مع محكمة البلاد العليا ، بتحمل الشركة دفع تعويض بمقدار 470 مليون دولار .
احتجاج شعبي للمطالبة بحقوقهم
هذا المبلغ الضئيل الذي تم الاتفاق على دفعه كتعويض ، أغضب الشعب كثيراً ، فاستمرت الدعاوى في المحاكم ، كما اتهمت الحكومة الهندية بالتواطؤ مع الشركة ، و بالطبع ظلت هذه القضايا بالحاكم سنوات عديدة ، و لم يحصل المتضررين إلا على تعويض ضئيل ، و هناك العديد منهما لا يحصل على أي شيء ، و في عام (2001) صفت الشركة أعمالها بالهند ، و قامت شركة “داو للكيماويات” ، و هي أكبر شركة إنتاج مواد كيماوية في العالم ، بشراء شركة يونيون كاربايد ” ، و لكن هذا الأمر لم يعود بأي نفع على الشعب الذي شاهد الجحيم على الأرض ، و صرحت شركة داو بأنها لم تحضر المحاكمة لأنها لا تخضع لاختصاص القضاء الهندي .
المشاكل الخطيرة التي مازال يعاني منها الشعب بهوبال
ظل يعاني الشعب من أثر هذا الحادث ، من الأمراض مثل أمراض السرطان ، و أمراض الصدر و الرئة ، و
نقص المناعة
، و
التهاب العيون
الذي أى إلى فقدان جزء كبير من النظر ، بسبب تلوث الماء ، و الهواء و المواد الغذائية ، لأن النباتات الحيوانات ظلت تحمل آثر هذا الغاز ، كما أن الناجون من الحادث أكملوا حياتهم بالعديد من الأمراض الخطيرة ، التي انتقلت بالوراثة من جيل إلى جيل ، مما أدى إلى ولادة العديد من الأطفال المصابين بهذه الأمراض ، أو عيوب خلقية.