كتاب السجين في قصره
على الرغم من مرور أكثر من 10 سنوات على تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلا أنه ما يزال يشغل تفكير الكثيرين، خاصة من المحيطين له، حتى نشرت الكثير من الحقائق والأحداث حول
صدام حسين
وحول قصة اعتقاله وإعدامه وشخصيته، وكان آخر الكتب التي تم تأليفها عن صدام حسين، هو كتاب السجين في قصره للمؤلف ويل باردينويريبر، الذي كان أحد حراس السجن، حيث جمع المؤلف بين عدة شهادات توثق مدى العلاقة القوية التي جمعت بينه وبين صدام حسين والحراس الأمريكيين خلال فترة اعتقاله حتى تنفيذ حكم الإعدام في عام 2006
كتاب السجين في قصره
صدر كتاب يحمل عنوان ” السجن في قصره: صدام حسين وحرسه الأمريكيون.. ما لم ينطق به التاريخ” لمؤلفه الحارس ” ويل باردنويوبر” وهو واحد من الجنود الأمريكيين الذين تم تكليفهم من قبل الشرطة، لمراقبة الرئيس الراحل العراقي صدام حسين في السجن ضمن مجموعة من الجنود الأمريكيين الذين ينتمون إلى شركة تعمل في الشرطة العسكرية والتي تسمى 551 وهؤلاء الجنود يطلق عليهم سوبر 21 وذلك في إشارة إلى عددهم، وقد صدر الكتاب هذه الأيام، ورسميا 6 يونيو الجاري في 27 صفحة.
والحارس باردنويربر كان ضابطا في سلاح المشاة، وقد خدم في محافظة الأنبار، حيث كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يقضي أوقاته مع الحراس، ويخبرهم الكثير من القصص عن عائلته، وكان مهذبا معهم إلى أبعد الحدود، وهو ما جعل الحارس باردنويربر يؤلف هذا الكتاب عنه وعن الأيام الأخيرة له.
حقائق يكشفها كتاب السجين في قصره
كشف الكتاب الجديد الكثير من الحقائق عن آخر أيام قد عاشها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي كشف أن صدام حسين قضى أيامه الأخيرة في أكل الكعك وأعمال البستنة بحديقة السجن، كما قضى معظم أوقاته بسماع المغنية الأمريكية ” ماري جي بلايج” في المذياع والتي كانت تخفف عليه، خاصة أغنية Family Affair بمعنى شؤون أسرية، وكان يهوى ركوب الدراجة الهوائية لقضاء أوقات الفراغ القاتل.
وقد كشف الكتاب أيضا كما يقول مؤلفه الحارس، أن الأيام الأخيرة التي قد عاشها صدام حسين، أظهرت أنه كان شديد التهذيب، وهو ما يتناقض مع صورته كقاتل او ديكتاتور، ويقول عنه أيضا أنه كان يستمتع بأبسط الأشياء في تلك الفترة، وكانت معظم الأوقات التي تمر عليه في زنزانته وهو يشعر بالرضا ولا يتضجر
صدام حسين في آخر أيامه
من أكثر ما أثار اندهاش واستغراب ويل وهو مؤلف الكتاب، هي الصورة التي وجد عليها الرئيس الراحل صدام حسين، فقد كان رجلا له مراحيض من الذهب، والذي يعيش حياة بسيطة ويجلس بهدوء على كرسي عادي، في حديقة السجن، ويتأمل أحواله تحت الشمس، وأيضا يعتني بالحديقة ويرعى الزهور فيها، فعلى الرغم من حياته في أفخم القصور، إلا أنه استطاع أن يعيش في زنزانته الصغيرة، والجلوس على مكتب قد خصص له ووضع علم عراقي على الحائط حتى يكون المكتب رسمي نوعا ما.
كشف باردنويربر مؤلف الكتاب، أن صدام حسين كان دقيقا جدا بشأن طعامه حيث يتناوله بهدوء وعلى فترات، فكان يبدأ بعجة البيض، ثم الكعك ثم الفاكهة الطازجة، ويقول أيضا بأن الأومليت إن كان ممزقا فهو يرفضه فورا، وكان شديد الارتياب في الطعام المقدم له، وكان يدخن سيجار كوهببا ويضعها في علبة فارغة بين المناديل المبللة، ويجلس في المنطقة الترفيهية والتي خصصت له خارج الزنزانة.
علاقته مع الحراس
كشف الكتاب أيضا عن علاقة الصداقة القوية التي نشأت مع الحراس، حيث كانوا يتبادلون القصص عن أسرهم كما كان يستمع لهم أيضا وبالتالي يتحدث هو الآخر، كما كان السجناء الحكايات عن أطفالهم في المدرسة، كان هو الآخر يحكي قصصا عن ابنه عدي وكيفية تعامله معه في الطفولة.
كما روي صدام حسين للسجناء أنه غضب من ابنه ذات مرة لدرجة أنه أحرق جميع سياراته الفارهة، وهي مجموعة تشمل رولز رويس وفيراري وبورشه ثم يضحك ويقول أنه ابنه قد شاهد الجحيم، ويقول الجندي الأمريكي في الكتاب أنه سلوك صدام حسين يمكن أن يفسر أنه تمثيلي، وقد يخبئ صدام حسين بداخله مشاعر إنسانية حقيقية ولكنه لم يفصح عنها بوضوح .
حزن الحراس على فراقه
يقول الحارس ويل أن من أغرب الأمور التي رآها، هي حزن الجنود الأمريكيين لحظة إعدام الراحل صدام حسين، على الرغم من أنه يصنف عدوا لبلدهم، حتى أنه عندما أخرجت جثة صدام من غرفة الإعدام على الملأ، كان من بين الحشود من يبصق عليه، ويشتمونه بأبشع الشتائم، أو حتى يضربونه.
إلا أن الحراس الأميركيون الذين حرسوا على مراقبته خلال فترة سجنه، قد فزعوا من ذلك المشهد، حتى أن أحد الحرس حاول التدخل لكن زملاؤه أوقفوه، وصدام حسين نفسه أصبح قريبا من الحراس مما جعلهم يثقون به، حتى أن مؤلف الكتاب روي عن أن الممرض العسكري أخبره بخبر وفاة شقيقه فعانقه صدام على الفور وقال له سأكون أخاك.
نبذة عن صدام حسين
ولد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في قرية العوجة بمدينة تكريت، في محافظة صلاح الدين عام 1937 ، وقد تولى حكم العراق في عام 1979 ، بعد استقالة أحمد البكر، حيث شهدت فترة حكمه أحداثا كبيرة كان من أبرزها حرب الثماني سنوات مع إيران والتي كانت بين الفترة 1980 إلى 1988 ، ثم أصدر قرارا بغزو الكويت عام 1990، وهو ما أسفر عنه خوض العراق حربا مع تحالف دولي استطاع أن يحرر الكويت، ويفرض على أثر ذلك حصار اقتصادي خانق على العراق من قبل الأمم المتحدة.
وقد استمر ذلك حتى غزو البلاد من قبل التحالف الدولي عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم إلقاء القبض على صدام حسين من قبل القوات الأمريكية في يوم 30 ديسمبر عام 2003 وتم حبسه، ثم أعدم بعد تسليمه للحكومة العراقية في 2006 وكان ذلك اليوم موافق لأول أيام عيد الأضحى في ذلك العام.