إذا كنت مثل باقي الناس ، فإنك تعتقد أن الهلوسة هي أن ترى أشياء غير موجودة بالفعل ، ولكن الأمر أكثر من ذلك ، فقد تعني أيضا أنك قد تلمس أو تشم أشياء ليس لها وجود أيضا ، وتوجد العديد من الأسباب ، فيمكن أن تكون ناتجة عن بعض الأمراض العقلية مثل الشيزوفرينيا أو بعض مشكلات الجهاز العصبي مثل مرض الباركينسون .

إذا كنت تعاني من الهلوسة أو أحد الأشخاص المحببين إليك ، فأنت تحتاج لزيارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب حتى يمكن التحكم في هذه المشكلة سريعا ، ولكن هذا العلاج يعتمد على الأسباب الرئيسية لتفاقم هذه المشكلة .

ما هي أنواع الهلوسة ؟

1- الأصوات المسموعة :

يسمي الأطباء هذه الحالة “بالهلوسة السمعية” ، ويشعر المريض أنه يستمع إلى أصوات من داخل وخارج عقله ، فيستمتع إلى أشخاص يتحدثون إلى بعضعهم أو شخص يطلب منه القيام ببعض الأشياء .

2- الأشياء المرئية :

تعرف هذه الحالة “بالهلوسة البصرية ” ، فعلى سبيل المثال يمكن أن يرى المريض حشرات تزحف على يديه أو على وجه شخص آخر يعرفه ، وفي بعض الأحيان تكون هذه الهلاوس عبارة عن ومضات أو أضواء ، ويوجد نوع نادر من هذه النوبات يسمى “أوكسيبيتال” ، والذي يرى فيه المريض بقع أو أشكال ضوئية .

3- رائحة الأشياء :

تعرف هذه الحالة “بهلوسة الشم ” ، فيشم المريض رائحة ما يعتقد أنها تنبعث من شيء ما حوله أو من جسمه .

4- مذاق الأشياء :

والتي تعرف باسم “الهلوسة الذوقية” ، والتي يشعر فيها المريض أن مذاق الأطعمة والأشربة التي يتناولها مختلفة .

5- الإحساس بالأشياء :

يسمي الأطباء هذه الحالة “هلوسة اللمس” ، يشعر المريض بشخص ما حوله يحاول مداعبته أو حشرة تزحف على الجلد أو تحته ، وربما يشعر بانفجار هواء ساخن في وجهه وهذا ليس حقيقيا .

ما هي أسباب الهلوسة ؟

1- شيزوفرينيا :

يصاب حوالي 70% من الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض بالهلاوس البصرية ، وحوالي 60 – 90% منهم بالهلاوس السمعية ، ولكن بعض الأشخاص المصابون بهذه الحالة يشمون أو يتذوقون أشياء ليست موجودة في الواقع .

2- باركينسون :

يعاني حوالي نصف الأشخاص المصابون بهذه الحالة بالهلوسة البصرية ، فهم يرون أشياء ليست موجودة .

3- مرض الألزهايمر :

وهو شكل من أشكال الديمنتا ، والذي يسبب تغيرات في العقل ، والتي يمكن أن تسبب الهلوسة ، وتصيب غالبا المرضى في حالتهم المتقدمة .

4- الصداع النصفي :

يعاني 1/3 التعداد السكاني من هذا النوع من الصداع ، ويري هؤلاء الأشخاص هالة ، وهي نوع من الهلاوس البصرية ، والتي تبدو كهلال ضوئي متعدد الألوان .

5- ورم الدماغ :

تختلف أنواع الهلاوس طبقا لمكان هذا الورم ، فإذا كانت المنطقة المصابة الخاصة بالرؤية فإن المريض يصاب بالهلاوس البصرية ، ويري أشياء غير حقيقة ، كما يمكن أن يرى بقع وأشكال مضيئة ، على الجانب الآخر ربما يكون الورم في أماكن أخرى تسبب الإصابة بهلاوس الشم والتذوق .

6- متلازمة تشاليز بونيه :

تصيب هذه الحالة المريض بمشكلات بصرية مثل الضمور البقعي ، الزرق وإعتمام عدسة العين ، ولا يلا حظ في البداية أنه مصاب بالهلوسة ، ولكن مع مرور الوقت يدرك أنه يرى أشياء غير حقيقية .

7- الصرع :

يصاب المريض بالهلوسة ، ويختلف نوعها طبقا للمكان المصاب بالدماغ .

ما هي طرق علاج الهلوسة ؟

أولا تشخيص الحالة :

يحتاج الطبيب التعرف على السبب الرئيسي للهلوسة ، كما يجب أن يدرك التاريخ المرضي للشخص المصاب ويقوم بالفحص الفيزيائي ، بالإضافة إلى السؤال عن الأعراض الأخرى التي يشعر بها المريض ، ربما يحتاج أيضا إلى بعض الاختبارات لتساعدة في تحديد المشكلة ، وعلى سبيل المثال فتخطيط كهربية الدماغ “EEG” يعد واحدا من هذه الإختبارات التي تفحص أنماط النشاط الكهربي في الدماغ ، وتحدد إذا كانت هذه الهلوسة ناتجة عن نوبة مرضية معينة ، كما يمكن الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي “MRI” ، والذي يستخدم المغناطيس وموجات الراديو لأخذ صور داخل الجسم ، للتأكد من وجود ورم في الدماغ أو شيئ آخر ، مثل إصابة جزء صغير بجلطة ربما يسبب الهلوسة .

ثانيا يعالج الطبيب هذه الحالة التي تسبب الهلوسة بعدة طرق وتشمل :

1- علاج الشيزوفرينيا أو أمراض الديمنتا مثل الألزهايمر .

2- الأدوية المعالجة للصرع .

3- علاج الضمور البقعي ، الجلوكوما وإعتمام عدسة العين .

3- الجراحة أو العلاج بالإشعاع لعلاح الأورام .

4- استخدام بعض العاقير لعلاج الصداع النصفي مثل التريبتان ، بيتا بلوكر أو مضادات الإختلاج .

ربما يصف الطبيب أيضا “بيمافانزيرين” أو “نوبلازيد” ، لأن هذا الدواء له تأثير فعال في علاج الهلوسة والأوهام المرتبطة بالزهام ، والتي تؤثر على بعض الأشخاص المصابون بالباركينسون ، كما تساعد بعض الجلسات العلاجية مثل العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على تغيير التفكير والسلوك ، وتعمل على التحكم في الأعراض المرتبطة بهذه الحالة .