الصيام نيابة عن الميت
الصيام من أحب العبادات و الفرائض التي يحرص كل مسلم على الإلتزام بها ،و للصيام ثواب ،و أجر عظيم ،و خلال السطور القليلة القادمة سوف نجيب عزيزي القارئ على سؤال هام ،و هل يجوز الصيام نيابة عن الميت ؟ فقط تفضل بالمتابعة .
أولاً نبذة عن الصيام ،و فضله ..
صيام شهر رمضان المبارك ركن من أركان الخمس و هو فرض على كل مسلم ،و يتأكد ذلك من خلال هذه الآية الكريمة .. بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) صدق الله العظيم … يجب على كل مسلم الإلتزام بالصيام ،و التقرب من الله سبحانه و تعالى بالأعمال الصالحة ،و ذلك من خلال التمسك بأداء الفرائض و العبادات ،و التصدق ،و تجنب المعاصي و الذنوب و كل ما يؤدي إليها و التمسك بالذكر و الدعاء في كل وقت و حين ،و لصيام هذا الشهر المبارك ثواب و فضل عظيم ،و هنا نتذكر هذا الحديث الشريف “عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
أقرأ :
فوائد الصيام و أثر التداوي بالصيام
ثانياً هل يجوز الصيام نيابة عن الميت .. ؟
النيابة في أبسط مفهوم لها تعني قيام شخص بفعل أمر أو عمل ما بدلاً من شخص آخر ،و يقصد من ذلك أن شخص ناب عن شخص أي أنه قام مقامه ،و الصيام نيابة عن الميت تجوز في حالات معينة فقد أوضح الإمام ابن باز رحمه الله أنه في حالة إذا كان المتوفي عليه صيام واجب أي صيام رمضان أو نذور أو كفارات يصام عنه ،و استند في ذلك إلى هذا الحديث الشريف .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
* حالة إذا أصيب الشخص بمرض ما في شهر رمضان المبارك ،و اضطر أن يفطر ثم أنعم عليه المولى عزوجل بالشفاء و لكنه تساهل ،و لم يلتزم بقضاء الايام التي أفطر بها ثم بعد ذلك توفي في هذه الحالة يجب الصيام نيابة عنه و يستحب أن يكون من أهله و ورثته أما بالنسبة للمرآة الحائض والنفساء إذا تساهلت في قضاء الأيام التي أفطرت بها في شهر رمضان المبارك ثم ماتت بعد ذلك و بعد ذلك توفت في هذه الحالة يجب الصيام نيابة عنها ،و أوضح أيضاً أن هكذا الحال بالنسبة لكفارة الجماع في نهار شهر رمضان المبارك ،و القتل ،و الظهار إذا تساهل الإنسان في قضاء ما عليه من صيام فيجب القضاء نيابة عنه ،و لكن إذا أفطر الشخص نتيجة لعذر شرعي سواء لانه كان مريضاً أو مسافراً أو بسبب الحيض و امتد العذر حتى وفاته في هذه الحالة لا يجب القضاء نيابة عنه .