قصة أول سعودي يسافر إلى أمريكا “عبدالله بن خليفة بن سعيدان الخليفة”
أوردت نشرة حساب وزارة الخارجية اليوم انفوغرافيك ذكرت فيه اسم المواطن ” عبد الله بن خليفة بن سعيدان الخليفة” واعتبرته أول مواطن سعودي يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل هناك في مجال التجارة في عام 1909 أي منذ حوالي 108 عاما، حيث كانت رحلته إلى أمريكا رحلة مليئة بالجد والاجتهاد في سبيل لقمة العيش وكسب المال، وقد استمرت هذه الرحلة لمدة ست سنوات تقريبا كانت في مطلع العقد الثالث من القرن الهجري المنصرم حتى أصبح اسمه من أبرز الأسماء اللامعة في المملكة، فما قصة نجاح عبد الله بن خليفة بن سعيدان الخليفة رحمه الله ؟
مولد الشيخ عبد الله بن خليفة بن سعيدان الخليفة
ولد الشيخ عبد الله في مدينة بريدة عام 1290هـ كان والده من رجال العقيلات الذين يتاجرون بالمواشي في بلاد الشام، وقد عمل مع والده عندما كان عمره 20 عاما، وبعد وفاه والده ظل في هذه المهنة يتنقل بين مدن وأقاليم الشام، كما ارتحل أيضا إلى مصر مع صديق له هو حمود المطلق والذي كان لديه اصطبلا للخيول فعمل معه في تجارة الخيل وتعلم هناك على أنواع الخيول وصفاتها وبلادها وكيفية التعامل معها.
قصة الانتقال إلى أمريكا
في عام 1327هـ كان هو العام الفارق في حياته ومسيرته الشخصية وذلك عندما نزل بعض التجار الأمريكان إلى مصر يرغبون شراء بعض الخيول العربية، وكان معهم مترجم لبناني، وكانوا بحاجة إلى مرافق للخيول حتى يصلوا إلى ميناء الإسكندرية حيث وقع الاختيار على الشيخ عبد الله ثم عرضوا عليه السفر معهم إلى برشلونة وبالفعل وافق على ذلك وسافر معهم وهنا حرص الأمريكان على تجديد العرض باصطحاب الشيخ عبد الله معهم إلى أمريكا لما رأوه منه من مهارة ودراية في التعامل مع الخيول مقابل مبلغ مالي وبالفعل وافق على هذا العرض وذهب معهم إلى مدينة نيويورك على أن يعود بعد عدة أيام مرة أخرى إلى الإسكندرية.
وفي هذه الأيام تعرف على شابين عربيين عرف بعدها أنهم من لبنان وهنا فكر في أن يستغل غربته في التجارة والاستثمار، فسال الرجلين عن الهمل في التجارة وقد عرض أحدهما عليه أن يعمل معه في بيع الملابس الجاهزة فوافق عبد الله واستمرا في التجارة، وعرض عليه أن يبيع ويشتري حتى يربح، وهنا عرف عبد الله بالوفاء والإخلاص والجد في العمل، كما حرص صديقه اللبناني على الوقوف معه، ثم دخل الصديق الثالث معهم أيضا في التجارة ولكن هذه المرة تجارة السقط أو العقاقير العشبية والتي قد حصلوا من خلالها على أموال طيبة وقد توسع العمل بإنشاء محل خاص به لبيع هذه العقاقير حتى قرر بعد ست سنوات بأمريكا العودة إلى وطنه.
العودة إلى الوطن
عاد عبد الله الخليفة إلى الوطن وتحديدا في مدينة بريدة بعدما رأى في منامه والدته تبكي تطلب منه العودة حتى تراه قبل أن تفارق الحياة، وقيل أنه عاد إلى بريدة برغبته الشخصية لأنه قد حقق ما كان يحلم به وهو الوقت للتجارة في وطنه وبين أهله وذويه، حيث عاد إلى منزل والدته وافتتح دكانا صغيرا يتاجر من خلاله ويبيع السلع التي قد جلبها معه، وبعد أن استقر تزوج وأنجب.
وفاته
توفي الشيخ عبد الله الخليفة في عام 1372هـ بمدينة الرياض حيث انتقل هناك قبيل وفاته لتلقي العلاج ولكن المنية قد أدركته وتوفي ودفن بها رحمه الله، وقد عرف عنه الصلاح والتقوى، وكان مؤديا لكل الفروض والواجبات الدينية، وعرف أيضا بالأمانة والكرم وخدمة الفقراء والمحتاجين حتى أنه لقب بأبي المساكين.