هل الكوليسترول يسبب الدوخة ؟
يعتبر الكوليسترول من الأمراض الشائعة والمنتشرة في الآونة الأخيرة بسبب العادات السيئة في تناول الأطعمة المليئة بالدهون الضارة والسعرات الحرارية العالية دون وجود المغذيات التي يحتاجها الجسم، ولا يسبب الكوليسترول في حد ذاته أي أعراض جانبية ولكن ارتفاع مستوى الكوليسترول يمكن أن تنتج بشكل أعراض غير مباشرة وخاصة الكوليسترول السيئ أو المعروف باسم الكوليسترول منخفض الكثافة. فعندما يرتفع الكوليسترول في الدم تزيد من احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين نتيجة تراكم الدهون على الجدران الداخلية للأوعية الدموية والشرايين وأحياناً قد يصل الأمر إلى السكتة الدماغية، والتي قد تكون مقدماتها مصحوبة بالصداع والدوخة.
يتراكم الكوليسترول الزائد أحيانا في العينين والجفون والجلد، ولكن حتى هذه التراكمات عادة لا تنتج أي أعراض جانبية، وتظهر التراكمات الدهنية في العين وتعرف باسم أركوس كورني وتكون عبارة عن حلقة بيضاء أو رمادية بين القزحية الملونة والجزء الأبيض الخارجي للعين، أو تظهر على الجفون ككتل صغيرة صفراء، ويمكن أن يتطور كلا النوعين عند المرضى عندما تظل مستويات الكوليسترول مرتفعة لفترة طويلة، ولكنها قد تحدث أيضا في الأشخاص الذين يعانون من مستويات كوليسترول طبيعية، وهناك أيضاً زانثوماس والتي هي عبارة عن مجموعات من الكولسترول في الجلد أو الأوتار الخارجية، وتلك الحالة وجدت أساسا في الأشخاص الذين يعانون من مستويات كوليسترول عالية جداً أو أن هناك عوامل وراثية للإصابة. وقد تظهر كتلك دهنية في أماكن مختلفة، مثل خلف الكاحلين، حول الركبتين أو حول المرفقين، ويمكن أن تكون ظاهرة جداً لتشمل على اليدين.
ومن أكثر الأعراض الشائعة لارتفاع الكوليسترول في الدم أنه يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، ذلك لأن جدارن الشرايين رقيقة وضيقة جداً مما يؤدي إلى قلة كمية الدم والأكسجين من وإليها، وفي نهاية المطاف يمنع تدفق الدم في الشرايين الصغيرة وبالتالي تحرم الخلايا من الدم والأكسجين مما يسبب لهم خللاً ويؤدي في النهاية إلى موت الخلايا ويعتمد سوء الحالة على مكان الشرايين المتصلبة سواء كانت الشرايين الدماغية.
الصداع والدوخة أيضاً من الأعراض المحتملة لارتفاع الكوليسترول وفقا لمقال نشرت في سبتمبر 2015 في “مجلة الصداع والألم”، وهو من مقدمات السكتة الدماغية حيث وجدت الدراسة أن حوالي ربع الأشخاص الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية كان الصداع والدوخة من الأعراض الأكثر تكراراً ووضوحاً ويرجع ذلك عن انطلاق مواد كيميائية من أنسجة المخ التالفة، أو التنشيط المباشر لأجهزة استشعار الألم في جدران الأوعية الدموية بسبب التغير في تدفق الدم.
وغالباً ما يؤثر ارتفاع الكوليسترول على مناطق التوازن أو ضغط الدم في المخ وانخفاض ضغط الدم غالباً ما يؤدي إلى الدوخة. ووجدت دراسة أجريت على أكثر من 1600 شخص بالغ نشرت في أكتوبر 2006، وجدت أن 3.2 % ممن ينظروا في غرفة الطوارئ مع الأعراض الرئيسية للدوخة لديهم سكتة دماغية كما أن معظمهم لديه أعراض عصبية إضافية.
ولكن يجب الحذر فالصداع والدوخة هي الآثار الجانبية المحتملة للعديد من الأدوية وتقريبا جميع الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الكوليسترول قد تسبب الصداع والدوار في بعض الأحيان.
كما قد يكون الصداع والدوخة لا علاقة لها بمستويات الكولسترول المرتفعة. فعلى سبيل المثال اضطرابات الصداع الأولية مثل الصداع النصفي يمكن أن يسبب الصداع الدائم والدوخة، والتهابات الجهاز التنفسي أو الانفلونزا أو الحساسية قد تسبب بالمثل الصداع والدوخة. فعليك أن تذهب إلى الطبيب الخاص بك لمعرفة أين يكمن الخلل واستشارته في الحلول الممكنة لتجنب الأضرار الناتجة عن تلك الحالة التي تشعر بها والبحث عن العلاج والأدوية التي تتناسب مع حالتك الصحية.