مسجد الجبري

الأحساء محافظة تراثية تشمل على الكثير من المواقع الأثرية و المساجد التاريخية العريقة و من أبرزها جامع الجبري ، فهو جامع تاريخي عريق من أقدم المواقع الأثرية القديمة في مدينة الأحساء ذلك حيث أن بنائه يرجع إلى دولة الجبور الذين قاموا بحكم الأحساء في أوائل القرن التاسع الهجري سنة ثمانمائة و عشرون للهجرة أي قبل دخول الدولة العثمانية إلى الأحساء ، فيصل عمر هذا الجامع إلى حوالي ستمائة عام فقد بناة ( سيف بن حسين الجبري ) و قد أوقف أماماته و خطابته على عالم قد أستضافته هذه الأسرة الجبرية من المدينة المنورة وهو العالم ( نصرالله بن عبدالله الجعفري الطيار ) أحد علماء الشافعية بالمدينة المنورة و ينتسب إلى سيدنا جعفر بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنه .


مسجد الجبري


نبذة عن بناء الجامع …


هذا الجامع العريق قد تم بنائه بأستخدام أحجار جيرية بيضاء اللون طباشيرية و هي عبارة عن أحجار هشة و خفيفة الوزن يتم الربط بينها بواسطة مادة الجص و الطين و أعواد صغيرة الحجم مهمتها ربط مادة البناء و تعرف تلك الأعواد بأسم ( الباتشيل )  و بالنسبة لأساسات المسجد فقد تم بنائها بأستخدام مجموعة من الصخور الرسوبية التي لا يمكن للرطوبة أن تؤثر عليها أو تفتيتها أوتكسيرها ، و كان البناء على طراز إسلامي رائع و بسيط بعيد كل البعد عن التكلف .

مسجد الجبري


وصف المسجد …


مسجد الجبرى مكون من فناء على شكل مستطيل محاط بواسطة أربعة أروقة من ناحية القبلة هذا بالأضافة إلى رواق واحد من الجهات الثلاث الباقية ، أما الأروقة فتأخذ شكل  أقواس مكسورة و ثلاثة مسننة و يصل عددها حوالي واحد و سبعون قوسا وتعتمد هذه الأقواس على أعمدة هائلة  تشبه بساتين النخيل من حيث الكثرة و التقارب و يصل عدد هذه الأعمدة أثنين وخمسون عمودا ، في الرواق الرابع سقف من الخشب و قد تم نقش تاريخ هذا البناء على جدار الرواق الثالث .

– للجامع عدد مئذنة واحدة فقط توجد في الركن الجنوبي الشرقي و يبلغ أرتفاعها حتى سطح المسجد أحد عشر مترا.

– سقف المسجد فإنه على شكل مجموعة من القباب الرائعة ذات أقواس متقاطعة ، أنماطها متعددة الطراز تشكلت في عصور مختلفة من الدولة الإسلامية ، و قد أكسبها هذا الأختلاف جمالا و ثقلا تاريخيا و عمرانيا متميزا و فريدا لا مثيل له .

مسجد الجبري


ترميم الجامع …


لقد نال هذا الجامع أهتمام الأسرة و قد لقي عدة ترميمات في هذه السنوات الطويلة ، وكان أول ترميم لهذا الجامع في عام ألف واحد و تسعون هجري حيث تشير اللوحة التي توجد فوق المحراب الأن إلى هذا الترميم ، ثم نال ترميم أخر مع زيادة الرواق الرابع عام ألف وثلاثمائة وواحد وخمسون للهجرة وأيضا توجد في هذا الرواق الرابع لوحة تدل على هذا التاريخ ، و من ثم تم زيادة عدد الأروقة لتصبح خمسة أروقة فزاد الرواق الخامس عام ألف و ثلاثمائة و تسعون للهجرة وتوجد أيضا لوحة تبين ذلك التاريخ .


قباب المسجد …


يوجد بمسجد الجبري عدد ست قباب فى الجهة اليمنى من الرواق الأول و ذلك ناتج عن تهدم هذا الجزء من المسجد في العهد العثماني ، وقيل أنه قد هدم عمدا في حادثة أنتزاع المسجد من أسرة الجعفري عام ألف و مائتي و تسعة عشر للهجرة ، و يوجد في أحد هذه القباب أربعة فتحات صغيرة كان يستدل بها على دخول وقتي صلاة الظهر و العصر .

مسجد الجبري


أرتباط الأهالي بجامع الجبري …


يرتبط أهالي الأحساء و أهالي الكوت بشكل خاص أرتباطا قويا بالجامع حيث كان هذا الجامع هو الجامع الوحيد لهم لفترة طويلة جدا و بالتالي يشعر أهالي هذا الحي بأنتمائهم لهذا الجامع لذا نجدهم كثيرا ما يرتددون عليه في أيام الأعياد و أيام الجمعة على الرغم من بعد مساكنهم الأن التي أستحدثت لها أحياء جديدة ، ألا أنهم يحرصون تمام الحرص على الذهاب إلى هذا الجامع لما يرتبط به من ذكريات جميلة في أذهانهم خاصة بهم و بأبائهم و أجدادهم في هذا المسجد .

مسجد الجبري


و ختاما …

فأننا نقف متئملين كل تفاصيل قصة هذا لمسجد التاريخي على مدى ستمائة عام و حرص الهيئة العامة للسياحة و التراث الوطني على أكمال دورها في أحياء التراث وأبراز الملامح التاريخية و الثقافية و الحضارية لمدينة الأحساء و الحفاظ على الأرث الأسلامي بأعمار المساجد التاريخية في المملكة العربية السعودية .