قلعة المعظم
عند زيارة
منطقة تبوك
فأن من أجمل ما تشهده في المنطقة هى قلعة المعظم ، فقد تم بنائها عام ألف واحد وثلاثون هجريا الموافق عام 1622 ميلاديا في عهد الدولة العثمانية و قد تم بنائها من أجل خدمة الحجاج ، و من أشهر الأشياء التي توجد حول القلعة هي ( بركة المعظم و محطة سكة الحديد ) ، كما يعلو القلعة خزانين علويين تم بنائها وفقا لتصميم هندسي رائع ، و توجد قلعة المعظم الأثرية في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة تبوك و تعتبر القلعة من أكبر القلاع العثمانية التي كانت تستخدم من أجل مراقبة و حماية الحجاج و توفير الكثير من الخدمات اللازمة لهم و في المقال التالي سنتعرف أكثر عن تلك القلعة التاريخية القديمة .
السبب الرئيسي لبناء القلعة …
كما ذكرت كتب التاريخ فأنه يمكن القول أن السبب الرئيسي وراء بناء قلعة المعظم هو حماية ( برّكة المعظم ) التي سبقتها في البناء ـ و ذلك من عبث العابثين و المفسدين و حتى تصبح واحة امداد في الطريق البري الواقع بين مدينة تبوك و مدينة العلا .
سبب التسمية بهذا الأسم …
لقد تم تسمية قلعة المعظم بهذا الأسم نسبة إلى أسم المكان الذي توجد به القلعة ، و الجدير بالذكر أن هذا المكان كان معروف سابقا بأسم (الحاكة ) و بعد ذلك أطلق عليه اسم الملك المعظم الأيوبي ابن أخ صلاح الدين و ذلك لأنه يعتبر أول من بنى تلك البركة الشهيرة .
نبذة عن برّكة المعظم …
هي عبارة عن حوض ضخم من حيث الحجم تم بنائه من أجل أن يملئ بمياه السيول و يصبح فارغ من المياه عند انقطاع الأمطار .
وصف الخياري لقلعة المعظم …
بعد مرور عشرات السنوات على القلعة وعندما مر بها الخياري عام ألف و ثمانون هجريا ،فقد قام بوصفها قائلا :
أنها قلعة محكمة البناء تم بنائها بأستخدام الحجر المنحوت الأصفر الذي يميل إلى الحمرة حيث يشبه الحجر الشميسي وهي عبارة عن احجار يعتمد عليها أهل مكة في البناء ، كما أكد أن القلعة تتضمن خمس حجرات في الدور السفلي يعلوها خمس حجرات أخرى أو أكثر من ذلك ، و يمكن رؤية الوادي كاملا و محط الحاج و البركة عند صعود الطابق الثاني للقلعة ، و قد أكد الخياري أن القلعة و حجراتها لم يكن لها باب عندما زارها وربما كانت تكون موجودة و لكن تم أزالتها ، و قال الخياري أنه يوجد على بوابة القلعة حجران مكتوبان في أحدهما (لا إله إلا الله) أما الأخر فيحتوي على بعض الأبيات التركية و يوجد على الجانبي صورة أسد من نفس الحجارة ، كما ذكر وجود بركة مربعة بجانب القلعة و قد وصف تلك البركة بأنها منسقة النواحي والأطراف و تم بنائها من نفس الأحجار التي أستخدمت في بناء القلعة
رحالة زاروا القلعة …
– أول من زار القلعة كان الكبريتي الحسيني عام 1040 هجريا ، و قد وصفها قائلا أن هناك وادي يحتوي على قلعة عثمانية بنيت عام 1031 هجريا ، وقال غاضباً على المعظم:
ياذا المعظم ان فيك لقسوةٌ فلأي معنى قد سميت معظما؟
إن المعظم من يغيث وفوده وأراك أفنيت الأنام من الظما
– مر بها أوليا جلبي و هو أحد وجهاء العثمانيين في سنة 1081 هجريا ، و عندما وجدها مهجورة علل ذلك قائلا : (وقد تمكن البدو من الدخول إلى القلعة 1035هجريا بعد استشهاد كل حراسها وحملوا كل مابها وبقيت على حالتها تلك منذ ذلك التاريخ .. .. )
– مر بها المكناسي عام 1201 هجريا الموافق 1787 ميلاديا ، لكنهم لم ينزلوا الركب بها و ذلك لأنها لم يوجد بها ماء فخافوا العطش و تمادوا بالسير على الدار الحمراء .
– و قد مربها داوتي بعد مرورثلاثة و تسعون عاما من رحلة المكناسي اي سنة 1294 هجريا الموافق 1877 ميلاديا .
– كما زار القلعة الرحالة والمستكشف الألماني يوليوس أويتنج في عام 1301هجريا الموافق 1884 ميلاديا و كان برفقة الرحالة الفرنسي ( هوبر ) و قد قام بتوثيق الرحلة في كتابة رحلة داخل الحزيرة العربية .