يحيى مجرشي .. من غاسل صحون إلى مدير شركة
بالأرادة تتحقق الأحلام و بالمثابرة و الجد و الأجتهاد ربما نصبح نموذج يقتدى بها غيرنا و يتبع الكثير نفس النهج الذي أتبعناه من أجل الوصول إلى ما وصلنا إليه ، في هذه المقالة سنتعرف سويا على قصة الشاب السعودي ” يحيى تهامي مجرشي ” الذي أستطاع أن يصل إلى منصب مدير شركة بعد أن كان يعمل غاسل للصحون فقد ساقته الأقدار لهذا المنصب و رسمت له طريق النجاح فقد جد و أجتهد وعافر و تحدى كل العوائق التي كانت تقف أمامه ورغم كل الأحباطات و العوائق ألا أنه تمكن من الوصول إلى مركز المدير بأحد الشركات الكبيرة .
يقول يحيى عن تجربته …
بخصوص تجربة الشاب يحيى تهامي مجرشي فقد أكد قائلا : ” ليس الهدف من قصتي الحصول على التعاطف والشفقة بقدر مشاركة دروس بسيطة تعلمتها في الحياة، وأود نقلها لأبناء وطني ” .
دراسة وعمل بعد وفاة والده …
كان الشاب السعودي يحيى مجرشي يعيش وسط أسرة بسيطة ، لكنه كان يمتلك همه كبيرة بالمقارنة بزملائه من الطلاب فكان يجتهد كثيرا في دراسته كما كان شديد الحرص للحصول على أعلى الدرجات و أن يظل دائما من المتفوقين ، و ظل الأمر مستقرا هكذا حتى وصل يحيى إلى الصف الأول الثانوي فتغيرت الأحوال و تبدلت الأدوار فبعد أن كان طالب كل مهمته في الحياة هي الأجتهاد في الدراسة و التفوق الدائم أصبح مسؤل عن أسرته بعد أن توفى والده الذي كان يعيل تلك الأسرة و يعمل على سد متطلباتها ، فقد أضطر يحيى مجرشي إلى العمل بجانب الدراسة من أجل سد متطلبات أسرته و أحتياجاتها اليومية بعد أن أصبح مسؤل عنها بدلا من والده – رحمه الله – وكان ذلك بداية قصة المثابرة و الأجتهاد ، حيث كان الحصول على فرصة عمل بالنسبة ليحيى أمر في غاية الصعوبة و ذلك بسبب سنه الصغير و عدم أمتلاكه مهارة معينة أو مؤهل مناسب يمكنه من الحصول على فرصة عمل مناسبة و قد أدت تلك العوامل إلى أضطراره بقبول وظيفة غاسل للصحون في أحد المطاعم ، و بخصوص ذلك الأمر فقد قال ) يحيى مجرشي ( نصا : ” لم أحلم يوما بأن أعمل بهذه المهنة، لكنها كانت مدخلي الوحيد إلى العمل” .
التوفيق بين دراسة يحيى و عمله …
بخصوص الدراسة و العمل في وقت واحد فقد أكد يحيى أن هذا الأمر كان يمثل أحدى المشكلات التي واجهته و ذلك لأنه كان ينهى يومه بالمدرسة ظهرا و بعد أنتهاء المدرسة يذهب مباشرة إلى العمل و كان يمكث به حتى ساعات متأخرة من الليل و لكن كتوفيق من الله سبحانه و تعالى فقد تفهم أساتذته هذا الأمر و كانوا يساعدوه كثيرا على تجاوز هذا الأمر .
أهم التحديات التي واجهت يحيى مجرشي …
لقد واجهت مجرشي العديد من التحديات فبجانب التحدي الخاص بالتوفيق بين دراسته و عمله ألا أنه كان هناك تحدي أخر هو الأهم و يتمثل في اختياره ليعمل بعد ذلك كنادل في المطعم ، و بخصوص هذا الأمر فقد أكد يحيى مجرشي قائلا ” لم يكن الخوف من العيب أو رؤية أقاربه و زملائه له بقدر ما كان الخوف من مواجهة الناس “، و قد قال ” أنا الآن ممتن لهذه المهنة لأنها كسرت عندي حاجز مواجهة الجمهور، وعلمتني فنون التعامل مع الناس و اقتنعت حينها بأن أي تحدٍّ يقابلني لابد أن أجاوزه ، لأنه سيفيدني ويضيف إلى رصيد مهاراتي وخبراتي ” .
الألتحاق بمعهد التدريب الفندقي …
بعد أن أستطاع يحيى مجرشي أنهاء دراسته الثانوية ، تمكن من الألتحاق بمعهد عبد المحسن الحكير للتدريب الفندقي ، و قد رسم مجرشي لنفسه طريق جديد حيث أستطاع أن يتخصص في إدارة الفنادق والضيافة ، وبعد أن تخرج من المعهد أستطاع أن يترك المطعم الذي عمل به لعدة سنوات ليشق طريق أخر جديد و يتحمل أعباء جديدة و يتعلم مهارات و خبرات أكثر مما أتيح له الفرصة للتدرج في وظائف أكثر حتى تمكن من التعين أخيرا بمنصب مرموق حيث أصبح مدير في إحدى الشركات الشهيرة .