أسباب رفض المواطنين للبطاقة الخضراء

الأيام القليلة الماضية حاز خبر البطاقة الخضراء أو

الجرين كارد

اهتماما كبيرا من قبل المواطنين في كل ربوع المملكة، على الرغم من كون هذه الوثيقة غير رسمية إلا أنها قد قوبلت برفض شديد وهجوم من قبل المواطنين، حيث تتيح هذه البطاقة للوافدين تسهيلات في الإقامة والعمل والتنقل، فقد أثيرت هذه القضية من قبل في العام الماضي حينما أعلن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عنها مشيرا أنها ستكون شبيهه بالنظام الأمريكي والتي من خلالها يحصل المقيم على جميع مميزات المواطن السعودي بخلاف الحصول على الجنسية السعودية، وقد أثير الجدل وقتها أيضا ولكن عاد من جديد قرب موعد صدورها بشكل رسمي، في حين لن تعلق الجهات الرسمية على حقيقة هذه البطاقة الغير رسمية والمنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.


جدل حول البطاقة الخضراء ” الجرين كارد”


بعدما أعلنت الحكومة عن إطلاق أحد برامجها الخاصة برؤية المملكة 2030 وهو برنامج ” البطاقة الخضراء السعودية 2017″ أو ” الجرين كارد السعودي” وقد بدأت ردود الأفعال الغاضبة من المواطنين لما تتيحه البطاقة الخضراء من مميزات لحاملها والتي تتشابه كثيرا مع حقوق المواطنين أنفسهم، حيث تمنح الوافدين الأجانب 14 ميزة مقابل رسوم سنوية قيمتها 14 ألف ريال، وتسمح بامتلاك العقارات والأعمال التجارية، بالإضافة إلى التعليم والعلاج في المستشفيات الحكومية والحصول على التأمين ضد التعطل عن العمل، والحصول على معاش تقاعدي، وتمكين الوافدين من الحصول على تأشيرات استقدام للعمالة المنزلية وذويهم من الدرجة الأولى .

وقد شهد موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” جدل واسع من قبل المغردين حول البطاقة الخضراء في حين لا توجد إلى الآن أي مؤشرات حقيقية عن قرب تطبيقه وامتناع الجهات الرسمية عن التعليق على الجدل المثار أو حتى تأكيد أو نفي صحة الوثيقة المتداولة، وقد تشارك نخب ثقافية ودينية وكتاب وإعلاميون في هذا النقاش، والذي غاب عبه الرفض التام خاصة أن المواطنين يعانون حاليا من شبح البطالة وعدم القدرة على امتلاك المنازل .


مخاوف من

البطاقة الخضراء



علل المواطنين خوفهم من إطلاق البطاقة الخضراء أو الجرين كارد السعودي لعدة مخاوف من أهمها ما يلي:

1- الهوية السعودية: وهي من أبرز مخاوف المواطنين لأنها مرتبطة بمدى تأثير هذه القرارات على هوية المجتمع السعودي وتشكيله ومن الممكن أن تغير في التركيبة السكانية للمملكة.

2- أمن الوطن: أشار المواطنون أيضا إلى قلقهم حيال أمن المملكة في حلال زيادة عدد الوافدين عليها في الوقت الذي تمر به المملكة بظرف حرج إثر اشتعال الحرب في اليمن.

3- خصوصية المملكة: يقول بعض المواطنين أن للمملكة وضعها الخاص بوجود الحرمين الشريفين بجانب الثقافة الخاصة لشعبها.

4- الكفاءة والأهمية: شكك البعض أيضا في كفاءة الوافدين وبأهمية الإضافة التي ممكن أن يقدمونها للمملكة، وقد أثاروا بعض الأسئلة عن هوية المستفيدين من النظام

5- امتيازات غير مستحقة للوافدين: من أكثر الأمور التي أثارت الجدل بين النشطاء أيضا عي تمييز الوافدين على المواطنين وإعطائهم أكبر من حقوقهم وهو ما يعتبر سرقة للموارد الوطنية الخاصة بهم.


الفرق بين الجرين كارد السعودية والأمريكية


مع غياب الجهات الرسمية لتوضيح الأمر حول حقيقة الوثيقة المسربة للجرين كارد إلا أن الكثير من المواطنين قد لجئوا إلى المشروع الأصلي والمطبق منذ سنوات وهو ” الجرين كارد الأمريكية” والتي تتيح لحامليها السفر بحرية تامة من وإلى الولايات المتحدة حيث يعتبرون مواطنين دائمين على أرض الولايات المتحدة حيث يحق لهم بشكل قانوني العمل والاستفادة من كلا من الخدمات الصحية والتعليمية والضرائب والتقاعد والضمان الاجتماعي وغيرها، كما يحق لهم أن يكونوا وكلاء ومستضيفين لأقاربهم للحصول على تأشيرة الهجرة حيث يمكنهم التقدم للحصول على الجنسية الأمريكية من دون أن يفقدوا جنسيتهم التي ولدوا بها، وتعتبر هذه البطاقة هي بطاقة سارية المفعول مدي الحياة.

حيث يبني البعض آرائهم حول هذا المشروع حيث يعتبرونها توطينا للوافدين الأجانب وإخلالا بالتركيبة السكانية للبلاد، وعلى الرغم من ذلك فإنها لن تمنح الوافدين الأجانب المزايا التي تمنحها الجرين كارد الأمريكية، إلا أنها قوبلت بهجوم شديد بغض النظر عن التفاصيل لأن الوافدين هم السبب الأول لانتشار البطالة بين المواطنين.


ردود مواقع التواصل الاجتماعي


على الرغم من تفاؤل الاقتصاديين والمسؤولين من إطلاق أول خيوط البطاقة الخضراء السعودية، إلا أن البعض قد عبروا عن مخاوفهم الشديدة تجاه القرارات الخاصة بإطلاق الجرن كارد والتي من شأنها تسهيل توافد الراغبين بالعمل في المملكة، فقد أطلق النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” هاشتقين هما #الشعب_ضد_البطاقة_الخضراء و#باعوك_يا_وطن_بتراب_الدراهم ، معبرين عن مدى قلقهم ورفضهم لإطلاق البطاقة الخضراء حيث قالوا بأن المجتمع السعودي لا يشبه الأمريكي، معتبرين أن لبلادهم حساسية ستعوق الكثير من الخطوات في سبيل صدور قرار رسمي بخصوص البطاقة الخضراء، هذا بالإضافة إلى الأضرار الاجتماعية والأمنية والاقتصادية التي قد تلحق البلاد.