قصة ” ملكة” المأساوية في برنامج ” الثامنة” مع داوود الشريان

48 ساعة فقط كانت كفيلة بلم عائلة سورية بأمر من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، هذه القصة التي أثارت استعطاف الجميع والتي تم عرضها في حلقة من برنامج ” الثامنة” الذي يقدمه الإعلامي ” داوود الشريان” على فضائية ام بي سي، حيث استطاع البرنامج أن يكون سببا في جمع شمل الأسرة، وبطلة القصة هي فتاة سعودية اسمها ” ملكة ” قد فارقت أطفالها ووالدتها وزوجها في سوريا، وتعرضت لشتى أنواع التعذيب في سجون النظام السوري، وقد استعانت ببرنامج الثامنة لينقذها ويوصلها لأهلها ولعائلتها التي لم تكن تعرف عنهم أي شئ ، وقد وصف الشريان ما حدث مع المواطنة ملكة وأسرتها بالمعجزة بعد أن تكاتف الجميع لإنهاء معاناتها ولم شملها بأمها وزوجها وأبنائها، فما هي تفاصيل هذه القصة المؤثرة؟


قصة ملكة المأساوية كما ترويها لبرنامج ” الثامنة”


ملكة هي مواطنة من أب سعودي وأم سورية، تزوجت في سن صغيرة وذهب إلى سوريا مع زوجها وعاشت بعيدة عن أهلها، ولكنها تعرضت للتعذيب في سوريا، فقد تم سجنها قبل 9 شهور، وقالت أنها أتت إلى المملكة مسافرة من مطار القامشلي لدمشق فقبض عليها النظام السوري وقطع جواز سفرها وقالوا أنها سعودية إرهابية وعذبوها حتى قامت خالتها بدفع 20 ألف ريال لإخراجها، وقالت أنها تعمل في القطن والحصاد منذ عمر 11 عاما عندما أصبحت أمها مشلولة مقابل 5 ريال في اليوم .

وقد توصلت ملكة مع البرنامج عن طريق الوتس اب وعرضت قصتها، وقام فريق البرنامج بالعمل عليها والتواصل معها لمعرفة قصتها بشكل كامل، ثم التواصل مع زوجها في سوريا، كما تم التواصل مع سفارة المملكة ببيروت لنقل والدة ملكة وزوجها وأبنائها إلى المملكة حيث تبين أن الزوج تحمل رحلة عذاب للانتقال إلى بيروت خاصة مع مرض الأم والأطفال الصغار وصعوبة الاتصال به، والذي وصل إلى بيروت عن طريق مخرج المصنع على الحدود اللبنانية وتم إيقافه هناك لعدم وجود أي أوراق، وقد توصل الشريان مع وزير الداخلية اللبناني والذي تفاعل مع الأمر وأمر مكتب المراجعات بتسهيل الأمر وخولهم بالفعل حيث استقبلتهم السفارة السعودية لتسوية التأشيرات ودفع الأموال وتوصيلهم إلى المطار بسيارة السفارة ، وقد تم تسهيل هذه المهمة الصعبة والتي تكاتف فيها كل موظف كبير وصغير في كلا من المملكة ولبنان لإنجازها.


كواليس لقاء ملكة بعائلتها


كشفت كواليس حلقة الثامنة أن الفتاة ” ملكة” قد تواصلت مع فريق عمل البرنامج وعرضت قضيتها، وعندما علمت إدارة البرنامج قامت بمخاطبة صاحب السمو الملكي الأمير محمد ين نايف الذي أمر بجمع شمل العائلة بعدما تأكدوا من حال السيدة وزوجها وأطفالها، حيث وصلت أم ملكة الستينية إلى الرياض قادمة من العاصمة اللبنانية بيروت قبل بث الحلقة بحوالي 13 ساعة وهي لا تعلم أي تفاصيل عن ابنتها وفي نفس الوقت لم تعرف ملكة أي تفاصيل عن والدتها وكل ما تعرفه أنها ترغب في طرح معاناتها لعل الفرج يأتي من هنا أو هناك.

وقد قامت إدارة البرنامج بتجهيز سيارة إسعاف تتبع الهلال الأحمر السعودي تحسبا لأي حالة طارئة لحظة لقاء العائلة، وخاصة وأن الأم قد تعرضت للجلطة، كما عملت إدارة البرنامج على إبعاد الأم عن ابنتها حيث وصلت الفتاة في وقت مبكر وجلست في الاستديو في حين وصلت الأم قبل 45 دقيقة من البث وظلت في صالة التشريفات حيث كان من المخطط مع الأم أنها ستظهر في البرنامج لتناشد المسؤولين البحث عن ابنتها، ولكن الحلقة بدأت لتشاهد الأم ابنتها أمامها من خلال الشاشة الداخلية لتصاب بالصدمة والذهول وتنطلق بالتكبيرات والتهليل حتى يسمح لها بالخروج على الهواء حيث تعالت الصيحات والبكاء.

وقد فاجئها الإعلامي داوود الشريان على الهواء بمقابلتها بأمها وأولادها مؤكدا أنه توصل إليهم عن طريق توجيه من ولي العهد الأمير محمد بن نايف والذي تحدث معه شخصيا ، والذي منح العائلة إقامة دائمة وهو ما أدخل السرور والفرح على قلوبهم ، وقد سجلت إنسانيته موقفا نبيلا بجمع شتات العائلة، فيما لم يتمالك الشريان نفسه من البكاء أثناء هذا اللقاء المؤثر بين ملكة وأولادها وأمها على الهواء، وقد انهالت طلبات الظهور من الجالية السورية في برنامج الثامنة بكثافة منذ البارحة آملين في تحقيق ذات المستحيل ونسج قصة مماثلة لقصة ملكة التي ولدت من رحم اليأس إلى فضاء الحياة مجددا، وقد ضج موقع التواصل الاجتماعي بهذه القصة المؤثرة وأطلق النشطاء هاشتاق بعنوان #ياعزتي_لملكة والذي تفاعل معه عدد كبير جدا من النشطاء.