أضرار الكذب
الكذب هو عبارة عن الابتعاد عن قول الحقيقة بل ، و التحايل عليها أو نقل الأحداث بتلوينها أو تبديلها عن الحقيقة أو الواقع ، و ذلك بشكلاً كاملاً أو حتى جزئياً أو اختراع أحداثاً أو أموراً أو قصصاً لا علاقة لها بالصحة ، و الكذب هو تلك الآفة الاجتماعية الشديدة الخطورة ، و هو من إحدى العادات المذمومة في الفرد ، و بشكل عالي للغاية سواء من المحيطون به أو من المجتمع بشكل عام ، و للكذب العديد من الأسباب ، و الدوافع فقد يكون الكذب من جانب الفرد الكاذب من أجل الحصول على مديح أو إعجاب الآخرين من حوله أو لتحقيق مطامح شخصية له أو حتى بدافع من العداوة للآخرين أو بدافع الطمع ، و الرغبة في إفساد العلاقات القوية بين الناس ، و ذلك راجعاً إلى الغيرة والحسد بل أنه في بعض الأحيان يكون الكذب بدافع من السخرية ، و الضحك .
موقف الدين الإسلامي من الكذب :-
الكذب في الأساس هو ذلك الفعل المحرم في جميع الشرائع السماوية بلا استثناء بل أنه هو فعلاً منبوذاً ، و مكروهاً من جميع المجتمعات الإنسانية ، و ذلك على اختلافها ، و تنوعها فقد أوجب الله جل شأنه للكاذب العذاب الشديد ، و جاء وصفه سبحانه لأولئك الأشخاص الكاذبون بأبشع الصفات هذا علاوة على تحذير النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من الكذب بل أنه قد جاء وصفه للشخص الكاذب بالفاجر ، و جعل الكذب من إحدى العلامات الدالة على نفاق صاحبه ، و ذلك راجعاً إلى أن الأصل في الأقوال ، و الأفعال هو الصدق ، و أيةً مخالفة لذلك فإنها تقع تحت طائلة الكذب ، و لذلك فقد جاء نهى الدين الإسلامي عن الكذب ، و بشكل صريح لما يترتب عليه من أضرار ، و مفاسد كبيرة سواء على الفرد أو على المجتمع بشكل عام .
أسباب ، و دوافع الكذب :-
يوجد عدد من الأسباب ، و الدوافع التي تؤدي إلى الكذب ، و من أهمها :-
أولاً :-
الخوف لدى الشخص الكاذب من النتائج ، و العواقب التي ستترتب عليه في حالة قوله للحقيقة ، و خصوصاً إذا كان الموضوع أو الموقف سلبياً بالنسبة له .
ثانياً :-
إنقاذ النفس من المواقف المحرجة أو تجنيبها لأموراً غير مستحبة .
ثالثاً :-
قد يكون دافع الكذب هو الحفاظ على مكانة اجتماعية معينة علاوة على حب الشهرة أو الأضواء ، و الظهور بمظهر جيد لدى الآخرين .
رابعاً :-
العمل على كسب منافع أو فوائد معينة من الأطراف الأخرى المحيطة بالفرد .
خامساً :-
اعتياد الكذب ، و تأصله العالي في نفس الشخص الكاذب ، و ذلك يرجع إلى أسلوب تربيته ، و تنشئته منذ الصغر مما نتج عنه تعوده على الكذب ، و اعتياده له ، و بشكل عالي و بالتالي عدم القدرة على تركه .
سادساً :-
تحكم عقدة النقص أو الرغبة في امتلاك أو تحقيق ما يكذب بشانه .
سابعاً :-
في بعض الأحيان يكون الدافع من الكذب هو كسب شفقة أو عطف الآخرين .
ثامناً :-
تمتع الفرد الكاذب بالخيال الواسع مما يجعله لديه القدرة على تأليف العديد من الأكاذيب ، و الأشياء أو الأمور المخالفة لواقعه الحقيقي .
تاسعاً :-
العداء أو الكراهية أو تحكم المشاعر السلبية السيئة في الفرد تجاه المحيطون به فيكون قيامه بتلفيق ما لا يصح أو يليق في حق الآخرين ، و ذلك بهدف النيل منهم .
عاشراً :-
تجنب الذكريات أو الأمور السيئة أو المؤلمة فيكون الكذب عبارة عن هروب منها من جانب الشخص الكاذب .
الأضرار و الآثار المترتبة على الكذب :-
يوجد للكذب العديد من تلك الآثار السلبية ، و الأضرار الجسيمة ، و المتعددة ، و من أهمها :-
أولاً :-
يسبب الكذب موت القلب بالإضافة إلى بلادة النفس ، و الروح فينتج عن ذلك عدم استشعار الشخص الكاذب لقرب المولى عز وجل منه .
ثانياً :
– يتسبب الكذب في تبذير الجهد إضافة إلى ضياع الوقت إذ يصبح التمييز بين الصدق ، و الكذب صعباً للغاية ، و مجهداً .
ثالثاً :-
ينتج عن الكذب إفساد المجتمع كنتيجة لحدوث العديد من أشكال المنازعات أو المشاكل بين أفراده كنتيجة للكذب .
رابعاً :-
يعمل الكذب على توريث تلك السمعة السيئة لصاحبه فيفقد كنتيجة طبيعية لكذبه احترام الناس ، و مهابتهم له علاوة على عدم قبول شهادته أو الأخذ بها في أي شأن حتى ، و لو قال الحقيقة فيما بعد ، و ذلك نظراً لتعود الناس على الكذب منه إذ لم يعد أحد يصدق وعوده أو عهوده أو حتى حديثه في أي شأن .
خامساً :-
ينتج عن الكذب إصابة الجسم بالعديد من أنواع الأمراض سواء العضوية أو النفسية ، و التي تنتج من ذلك الشعور بالتوتر العالي ، و الخوف الشديد ، و الجزع من جانب الشخص الكاذب ، و ذلك يكون ناتجاً من خشيته لافتضاح أمره فيصاب كنتيجة لكل ذلك بالعديد من أنواع الأمراض مثال مرض السكرى أو مرض ارتفاع ضغط الدم أو الصداع المزمن هذا علاوة على بعضاً من الأمراض النفسية ، و منها الأرق ، و عدم القدرة على النوم العميق أو الهادي إضافةً إلى الاكتئاب ، و الضغط النفسي العالي .
سادساً :-
ينتج عن الكذب الشعور المستمر بالذنب علاوة على تأنيب الضمير فلا يشعر الشخص الكاذب بناءاً على ذلك بأي راحة نفسية .
سابعاً :
– يسبب الكذب لصاحبه غضب الله عز وجل عليه علاوة على تسبيه الأحراج العالي له أمام الناس أو المحيطون به ، و خصوصاً عندما ينسى كذباته التي قد كذبها في وقت سابق فينتج عن ذلك وجوده في موقف سيء للغاية من الناحية الاجتماعية فيفتضح كذبه بين الآخرين ، و من ثم يصبح مثاراً لسخريتهم ، و حديثهم .
ثامناً :
– قد ينتج عن الكذب في بعض الأحيان طمس الحقائق وضياع الحقوق بين الناس مثال قول الزور أو الإدلاء بشهادة مغلوطة .