الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ، الحاكم الرابع عشر لدولة الكويت ، من أهم الشخصيات التي استطاعت أن تحفر اسمها بأحرف من نور في تاريخ دولة الكويت الحديث من خلال تقديم العديد من الإنجازات خلال فترة ولايته لهذه الدولة.

في التقرير التالي ، سنلقي نظرة سريعة على نشأة ودراسة سمو الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ، وأهم الإنجازات التي قام بها خلال فترة ولايته لدولة الكويت ، فقط من خلال السطور التالية

نشأة ودراسة سمو الشيخ سعد العبد لله السالم الصباح :

ولد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح في عام 1930 بأحد أحياء دولة الكويت وهو الابن لأكبر لأمير الكويت الحادي عشر سمو الشيخ عبد الله السالم الصباح .

بدأ تلقى تعليمه في المدرسة المباركية بدولة الكويت، وفي عام 1951 تم إيفاده إلى «كلية هاندن» في المملكة المتحدة لدراسة علوم الشرطة، ثم بعد ذلك حصل على العديد من الدورات المتخصصة في شؤون الأمن والشرطة ، واستغرقت هذه الدورات ما يقرب من أربعة سنوات، حتى تخرج منها برتبة ضابط ، وذلك في عام 1954، وخلال هذه الفترة تم إعداده بشكل كافي لتحمل الصعاب وحتى يتمكن من أداء المهام المسندة إليه بدراية وحكمة فيما بعد .

والجدير بالذكر أنه كان لوالده الشيخ عبد الله السالم الصباح دوراً كبيراً في تلك التنشئة؛ حيث حرص بشكل دائم على متابعته على الصعيد الدراسي منذ أن كان في الكويت وحتى نهايتها في بريطانيا، كما حرص على زيارة العديد من الدول الأوروبية والعربية ليختلط مع ثقافات أخرى، وكان والده الشيخ عبد الله السالم الصباح هو من له الفضل تعليمه أصول القيادة السياسية الصحيحة

انضمامه إلى منظومة الشرطة في الكويت :

ففي عام 1949 انضم الشيخ مسعد العبد الله السالم الصباح إلى العمل في دائرة الشرطة بدولة الكويت، وفي 17 يونيو 1961 تم تعين الشيخ عبد الله السالم الصباح كرئيساً لدائرة الشرطة والأمن العام ، وبعد الاستقلال وتحديد في 17 يناير 1962 تم تعين سيادته كوزيرًا للداخلية بأول حكومة تم تشكيلها في الكويت بعد الاستقلال ، وفور تعيين سيادته بهذا المنصب ، فقد قام بإصدار العديد من القرارات التي حافظت على أمن الكويت ومن أبرزها تشكيل لجان الدفاع المدني لحماية المنشآت الحيوية والصناعية وتنظيم الإقامة للوافدين وحماية الحدود البرية والبحرية من المتسللين .

الشيخ سعد العبد الله الصباح وعضوية المجلس التأسيسي بالكويت :

حصل الشيخ سعد العبد الله الصباح على عضوية المجلس التأسيسي في الكويت والمناط به وضع الدستور وذلك لكونه أحد أعضاء الحكومة، كما أصبح عضواً بلجنة إعداد الدستور، وقد ضمت هذه اللجنة كل من رئيس المجلس التأسيسي عبد اللطيف محمد الغانم وحمود الزيد الخالد ويعقوب يوسف الحميضي وسعود عبد العزيز العبد الرزاق، وخلال عضويته في المجلس التأسيسي لم يتغيب إلا عن جلسة واحدة فقط .

الشيخ سعد العبد لله الصباح ومنصب وزيرًا للداخلية ووزيرًا للدفاع

تم تعين سيادته كوزيراً للداخلية ، كما تم تعيينه كوزيراً للدفاع في ثالث حكومة تم تشكليها في دولة الكويت في 6 ديسمبر 1964، وظل يتولى مسئوليه الوزارتين حتى تولية رئاسة الوزراء.

رئاسة الوزراء وولاية العهد

استمر سيادته في منصب رئيساً للسلطة التنفيذية بدولة الكويت لمدة خمسة وعشرين سنة، حيث تسليم سيادته رئاسة الوزراء بالفترة من 16 فبراير 1978 وحتى 13 يوليو 2003، وخلال هذه الفترة استطاع تشكيل عشرة وزارات متعاقبة، وكان بحكم منصبه رئيس المجلس الأعلى للدفاع، ورئيس مجلس الخدمة المدنية، ورئيس المجلس الأعلى للإسكان، ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ورئيس مجلس الأمن الوطني، ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط.

الشيخ سعد العبد لله الصباح وولاية العهد :

وفي 31 يناير 1978 أصدر الشيخ جابر الأحمد الصباح مرسوم زكاه فيه لمنصب ولي العهد ، كما وافق مجلس الوزراء على هذا القرار آنذاك كوليًا للعهد في 18 فبراير من عام 1978 وذلك بعد يومين من تشكيله بناءاً على التزكية التي قدمها أمير البلاد آنذاك ، وقد تم اختياره من بين ثلاثة أشخاص مرشحين لهذا المنصب وهم الشيخ صباح الأحمد الصباح وجابر العلي الصباح، بالإضافة إلى الشيخ سعد العبد لله الصباح ، كما قام الشيخ صباح الأحمد بالتنازل لمصلحته فقامت أسرة الصباح بتزكيته وليًا للعهد

وفي 15 يناير من عام 2006 ، تولى الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح حكم دولة الكويت وذلك بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح ، وفي 13 ماير من عام 2008 ، توفي الشيخ سعد الصباح تاركاً ورائه تاريخاً مشرفاً من الانجازات .