قصة المثل الشعبي عادت حليمة إلى عادتها القديمة

تكثر المواقف ويكثر معها الأمثال الشعبية التي يرددها الكثير من الناس ، ومن ضمن هذه الأمثال الشعبية المثل الشعبي المنتشر في بلاد العرب بشكل كامل عادت حليمة لعادتها القديمة ، ولهذا جئنا اليوم لنظر ما هي حقيقة المثل وما هو أصله وحكايته وقصته ، فمع معاودة الشخص لفعل شيء كان قد امتنع عنه فقد نجد هناك من يقول هذا المثل الشعبي عادت حليمة لعادتها القديمة ، ولكن قوله كانت له قصة مشهورة ولهذا تعالوا بنا نتعرف على تلك القصة خلال السطور التالية.


حليمة زوجة حاتم الطائي


قد لا يعرف البعض من هو حاتم الطائي فانه شاعر جاهلي رائع وله من الأشعار الرائعة الكثير والكثير ، اشتهر بالكرم والنبل ودماسة الخلق ، وقد أكرمه الله بزوجة عفيفة طيبة تدعى حليمة ، ولكن كان لها طبع ليس بحميد وهو عكس ما اشتهر به حاتم الطائي وهو البخل الذي اشتهرت به ، فكم حاول حاتم الطائي أن يغير هذا الطبع فيها وان يكسبها طبع الكرم والسخاء من طباعه وقد حاول كثيرا في تطبيعها ولا فائدة ، و ربما الطبع يغلب التطبع حتى لدرجة السمن حينما كانت تضعه في الطعام كانت تضعه قليل للغاية وكانت يدها تهتز وهي تضع السمن من بخلها ، وكم طلب منها حاتم الطائي أن تكثر في وضع السمن في الطعام كي يصبح الطعام لذيذ ولكن لا حياة لمن تنادي ، إلا أنه قد جاءت له فكرة طيبة أن يقنعها بحيلة مميزة لكي تكثر السمن في الطعام ، فقد أقنعها بالفعل أن النساء في قديم الأزل كانت تقوم بوضع السمن بزيادة في الطعام وأن هذا سوف يكون سبب في  أن يزيد الله في عمرها ، بالفعل اقتنعت حليمة وبدأت تزيد السمن في طهيها للطعام لكي يزيد الله في عمرها ، وشيئيا فشيئا قد تعودت حليمة على الكرم والسخاء بعد أن كانت ذا صفة ليست بحميدة وهي صفة البخل والشح .



وفاة ابن حليمة


في ذات يوم قد توفي أبن حليمة فكان الحزن الكبير وقتها لها ولأبيه الشاعر الجاهلي حاتم الطائي ، حزنت عليه حزنا شديدا وأصبحت كارهة للحياة بشكل عام بعد وفاة ابنها وفلذة كبدها ، وجدت نفسها لم تعد في حاجة لزيادة عمرها وتمنت الموت لكي تلقى ابنها وتعيش معه في حياة قد تجمعهما فيما بعد الموت ، رجعت حليمة تقلل السمن بالطعام بشكل ملحوظ للغاية و بشكل مبالغ فيه للغاية ، إلى أن أصبح وضعها للسمن أصبح شبه نادر أو معدوم إيمانا منها أن مع تقليل السمن أو عدم وضعه في الطعام سوف يقلل من عمرها كما أقنعها زوجها من قبل ، هذا رغبة منها في إنهاء حياتها وتذهب إلى ابناه الذي توفى ، فقد عادت حليمة بهذا إلى عادتها القديمة ، ليقول الناس حينذاك عادت حليمة لعادتها القديمة ، وهي البخل في وضع السمن في الطعام ، ولكن في هذه المرة الثانية ليس بخلا منها على قدر ما هو إيمانا منها في الرغبة من أن تنهي حياتها التي لا معنى لها بدون ولدها .


حليمة الخليج


هناك تأويل أخر عن قصة حليمة وعادتها القديمة في الخليج ، فقد كان هناك من يقول أن هذا المثل قد اشتهر في بلاد الخليج في عهد سابق حيث كانت هناك عجوز راعية للغنم تدعى حليمة ، وكان يصدر عنها أصوات صراخ عالية بشكل يومي مثير للغاية ، والكل يعرف وجودها من صراخها العالي المتكرر يوميا بشكل جنوني ، ولكن ظلت حليمة لمدة يومين مختفية فظنوا أنها قد ماتت أو هاجرت المكان أو ربما هداها الله عن صياحها وصراخها ، ولكن بعد مرور اليومين قد سمع الجميع صراخ حليمة من جديد ، فكان من هنا قول الخليجين للمثل الشعبي ” عادت حليمة إلى عادتها القديمة ” من هذا المنطلق .