كتاب عن السجاد الشرقي بمعرض الرياض الدولي للكتاب يلفت الأنظار، فما قصته؟
افتتح معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 هذا العام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وقد تميز المعرض هذا العام بالكثير من المميزات التي جعلته مهرجان ثقافي فكري وليس مجرد ساحة لعرض آخر المنشورات فقط، فقد وضع المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام سلسلة برامج ثقافية متنوعة حيث يشهد المعرض زخما فكريا وثقافيا غير مسبوق على مستويات عدة، حيث تتضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب ندوات ومحاضرات لأدباء ومفكرين وكتاب مشاركين في المعرض، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة والقديمة والتي قد خصص لها المعرض جناحا خاصا استقطب آلاف الزوار، ومن ضمن الكتب التي قد لفت الأنظار وأصبح نصبا تذكاريا يتهافت عليه الجميع للتصوير هو كتاب يحكي عن تاريخ صناعة السجاد الشرقي، فما قصة هذا الكتاب؟
أضخم كتاب في معرض الرياض الدولي للكتاب
لفت كتاب ضخم في معرض الرياض الدولي للكتاب الأنظار نظرا للمبلغ الذي يساوي وهو 318 ألف ريال أي ما يعادل 65 ألف يورو، وهذا الكتاب يتناول تاريخ صناعة السجاد الشرقي حتى عام 1800م ، وهذا الكتاب قادم من أحد المتاحف اللندنية في بريطانيا، ويضم صورا ساحرة بداخلة تحكي عن عملية الرسم والزخرفة على أجود أنواع الحرير والنسيج والتي تتداخل الألوان فيها لتعطي منظرا مثيرا، هذا بالإضافة إلى جودة المنتج ونعومة الملمس وهذا بحسب الشرح المرافق لكل صورة.
ويروي حارس الكتاب وهو هندي الأصل بريطاني الجنسية عن هذا الكتاب بأنه يعود إصداره إلى عام 1980 وقد طبع منه 10 نسخ فقط، ويصل وزنه إلى 25 كيلو جراما، ويحمله شخصان على الأقل حرصا على سلامته من السقوط أو حدوث أي خلل في صفحاته، كما يلزم ربطه بحزام في المنتصف أثناء نقلة في السيارة أو الطائرة للمحافظة عليه أيضا، وهو الأمر الذي جعل هذا الكتاب من أكثر الكتب الملفتة للنظر حيث يلتف حوله الجمهور ويصورونه ولكنهم لا يستطيعون لمسه، وتجري الآن مشاورات مع شخصين لشرائه.
كتب نادرة في معرض الرياض الدولي 2017
يشارك في معرض الرياض الدولي لهذا العام عشرات من دور النشر العامة والمتخصصة، ويضم المعرض هذا العام جناح متخصص بالكتب والمخطوطات والرسوم والصور الشمسية والخرائط النادرة التي لا تتوفر في الأسواق، وقد أعدت دار ” فوايوز” للنشر كتالوغا شاملا يضم معروضاتها تحت عنوان ” العالم الإسلامي” والتي تقدم من خلاله العشرات من المطبوعات والمخطوطات والصور التي يعود معظمها إلى القرون الماضية، وهناك أيضا مخطوطات عن الإسطرلاب من القرن التاسع الهجري والتي تتضمن نصين لناصر الدين الطوسي ونص ثالث لبنجاب شرف الدين العامولي، وكتاب سمعان السمعاني ” الإسطرلاب عند العرب” المطبوع عام 1790م
ومن الكتب النادرة أيضا هو كتاب ” علوم الكيمياء” لجابر بن حيان المترجم إلى اللاتينية والذي صدر عام 1529، وأيضا كتاب ” بحث المطالب في علم العربية” من تأليف جرمانوس فرحات، أما المخطوطات المميزة أيضا مجموعة من مخطوطات المصحف الكريم والتي تعود إلى القرون 15 و16 و17 و18و19 والتي تغطي نطاقا جغرافيا يمتد من الأندلس إلى شبه القارة الهندية ومن مصر إل السلطة العثمانية.
كما توجد مجموعة متنوعة من الخرائط القديمة لشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر، وصور أخرى شمسية ورسوم بالحفر لمناطق الرياض والحجاز ومكة المكرمة والمدينة والمسجد الأقصى والجامع الأموي والعمارة الإسلامية في الأندلس ومصر، بالإضافة إلى عشرات المطبوعات والسجلات لرحلات قام بها رحالة ومغامرون أجانب إلى منطقة شبة الجزيرة العربية، وكتب ومخطوطات عن الخيول العربية الأصيلة أيضا والتي حظيت باهتمام كبير من الباحثين والمؤرخين الأجانب.
ويذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب في هذا العام يشمل برامج جديدة منها تخصيص جناح للمؤلفين الغير ملتزمين مع دور نشر معينة، مما يعمل على تشجيع النشر المستقل وتعريف الجمهور إلى نتاج أجيال جديدة من الكتاب، وقد أعدت وزارة الثقافة والإعلام برامج ونشاطات للأطفال منها فتح أبواب جديدة للناشئة وتقريب القراءة منهم.