قصة المثل …. خذ الحكمة من أفواه المجانين

كلنا يفطن جيدا أن هناك من الأمثلة الشعبية نقوم بقولها يوميا وتتناسب كثيرا مع مواقف حياتية وعابرة ، وعلى الأكثر نجد أن الأمثلة الشعبية تميل إلى الضحك والسخرية وكثيرا ما تمتعنا ونضحك حينما نقولها ، ولكن هناك من الأمثلة من لها أصول ولها قصص حقيقية في عالمنا الذي نعيش فيه ، لذلك اخترنا اليوم واحدا من هذه الأمثلة الشعبية وهو المثل الشعبي المشهور خذ الحكمة من أفواه المجانين ، بالتأكيد كان هناك حكمة قد أخذت من أفواه احد المجانين ولكن ما هي القصة وما هو ما حدث ، هذا ما سوف يتم عرضه من قصة حقيقية حدثت وعلى أثرها كان المثل الشعبي ، تعالوا بنا نتعرف على قصة المثل خلال السطور التالية .


قصة المثل


كان هناك في يوم من الأيام رجل ثري يعمل بالتجارة وكان لديه أربعة من الأبناء البالغون ، وقد سافر هذا الرجل في يوم من الأيام لشراء بضاعة لتجارته ، فقد سافر وترك أبنائه وفي سفره قد مرض ومات وكان يبعد بينه وبين بلده وأولاده مسافة كبيرة للغاية ، فجاء خبر وفاة الرجل لابنه الكبير الذي أخبر أخواته وحدد يوم للعزاء حتى يستقبلوا الناس للعزاء في والدهم ، إلا أن الأخوات الثلاثة طالبوا بالميراث ووجدوا أن هذا سوف يكون له فائدة عن العزاء ، طالبهم الأخ الأكبر على إتمام مراسم العزاء قبل أن يكون هناك تقسيم للميراث فهذا حق الأب عليهم خشية ملام الناس على عدم صبرهم ، لكن كان الإصرار الأكثر على الأبناء الثلاثة أن يقسموا الميراث ومن بعدها يتم العزاء أو من عدمه فالأهم هو توزيع الميراث ، من هنا حدث الاختلاف ما بين الأخوات ما بين أخ كبير يريد أتمام العزاء أولا في الأب وما بين الأخوات الثلاثة ورغبتهم في تقسيم الميراث .


المحكمة واستشارة أحد العقلاء


لجأ الأبناء الثلاثة إلى المحكمة والقضاء ورفعوا دعوة على أخيهم بالفعل ليفصل القاضي فيما بينهم من خلاف ، حينما علم الأخ الأكبر بهذه الدعوة ذهب إلى أحد العقلاء لكي يستشيره في أمره وما يمكن أن يفعله مع أخواته في هذا الشأن ، نصحه الحكيم أن يذهب إلى واحد في المدينة فسوف يجد عنده الحل وحينما أخره عن أسمه تعجب الأخ الأكبر كثيرا كون من اختاره هذا هو من مجانين المدينة ، فأكد له الحكيم أنه سوف يجد الحل من هذا المجنون وأنه مهما بحث فلن يجد أفضل من ذلك الشخص الذي سوف يفتيه في أمره .


حكمة المجنون


فكر الأخ الأكبر كثيرا في كلام الحكيم متسائلا كيف أجد الحل في شخص هذا المجنون ، ولكن بعد تفكير وتريث وجد أنه لن يخسر شيء إذا ذهب إلى هذا المجنون وشاوره في أمره ، بالفعل ذهب الى هذا المجنون وقص عليه قصته ، فرد عليه المجنون بسؤال هل لديكم شاهد أن أبيكم قد مات ؟ فتعجب الأخ الأكبر قائلا ” لا ” لا يوجد لدينا شاهدا ففطن الأخ الأكبر أن مع هذه العبارة سوف يكون الحل ، وبالفعل مع استدعاء المحكمة له وجاء وقت كلمته في المحكمة تقدم الأخ الأكبر قائلا كيف نقوم بتوزيع الميراث ولا يوجد لدينا دليل أو شاهد على موت أبانا وقد جاءنا خبر وفاة الأب دون أن يكون هناك شاهد على ذلك ، قال لهم القاضي ومن ثم فلننتظر شاهدا … آتوني بشاهد أفصل في أمركم  ، وظلت القضية معلقة في المحاكم لأكثر من عام ونصف ، إلى أن قال الأخ الأكبر لأخواته ماذا لو صبرتم أسبوعا واحدا أليس كان أفضل من أن تظلوا في المحاكم طوال هذه الفترة ، من هناك قد أخذت الحكمة من أفواه المجانين حينما أخبرهم أنه قد فطن لما قاله أمام القاضي من على لسان أحد المجانين لتكون مثل دارج بين يدينا إلى الآن .