أهمية دار الأيتام
يعتبر الإهتمام بالأيتام و رعايتهم من الواجبات الهامة التي يجب على فرد الإلتزام بأدائها ،و خلال السطور التاليىة لهذه المقالة سوف نتعرف عزيزي القارئ على منزلة الأيتام في الإسلام ،و اهمية دار الأيتام فقط تفضل بالمتابعة .
أولاً نبذة عن منزلة الأيتام في الإسلام ..
تمتع الأيتام في ظل الإسلام دين الرحمة ،و العطف بمنزلة سامية فقد حثنا المولى عزوجل ،و رسوله الكريم على العناية بالأيتام و هنا نتذكر قول الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم ،و في آية آخرى يقول المولى عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ *وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ* وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) صدق الله العظيم ،و أوصانا الرسول صلى الله عليه و سلم بالإهتمام باليتم ومعاملته معاملة طيبة حيث قال في الحديث الشريف (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ،و بالتأكيد منزلة الأيتام في الإسلام كانت سبباً في اهتمام الكثير من الأشخاص القادرين و غير القادرين بهم ،و لعل أبرز مظاهر هذا الإهتمام ظهور دور الأيتام التي تعرف بأنها عبارة عن مراكز و بيوت تحتضن الأيتام ،و توفر لهم سبل الرعاية و الراحة و تخضع هذه المراكز لإشراف جهات متخصصة ،و جميع القائمين على رعاية الأيتام سواء المشرفين أو العاملين يتم اختيارهم بعناية شديدة لضمان راحة الأيتام ،و من الضروري أن يتوافر في هذه المراكز مجموعة مميزة من الشروط ،و لعل أبرزها ما يلي :-
* يجب أن يتم تأسيس دور الأيتام في مكان حيوي تتوافر به بنية تحتية مناسبة .
* يجب أن تخضع لرقابة و متابعة الجهات المختصة لضمان تقديم خدمات مميزة للأطفال .
* من الضروري أن يتم تصميم هذه المراكز بعناية شديدة ،و ذلك للمحافظة على حياتهم .
* يجب أن تضم أعداد معينة من الأيتام دون ازدحام لضمان جودة الخدمات المقدمة لهم ،و راحتهم بالإضافة لذلك من الضروري أن تتوافر بها الأمتعة التي تتوافر في المنازل العادية ،و بجانبها فصول تعليمية ،و كل ما يحتاج إليه هؤلاء الأطفال .
أقرأ :
آداب و طرق التعامل مع اليتيم
ثانياً ما هي أهمية دور الأيتام ..؟
تشكل دور الأيتام أهمية كبيرة بالنسبة للأطفال اليتامى ،و للمجتمع بأكمله و ذلك لأنها تعلب دوراً مميزاً في المحافظة على هذه الشريحة من الضياع ،و من أبرز ما تقوم به هذه الأماكن ما يلي :-
*تحاول دور الأيتام تعويض اليتم عن كل ما يفقتده من رعاية و حنان و اهتمام ،و ذلك من خلال توفير مشرفين ،و مربيات فاضلات مهمتهم الأساسية العناية بهؤلاء الأطفال و معاملتهم معاملة حسنة ،و هذا ما يجعل الطفل اليتم يشعر كأنه يعيش بين أهله .
* تسعى هذه المراكز لتنمية مهارات الأطفال اليتامي بشكل يجعلهم قادرين على خدمة المجتمع .
* تعتبر حماية لهم من التشرد ،و التسول ،و هذا ما يحد من انتشار الجرائم ،و العنف ،و السلوكيات و العادات الخاطئة التي تؤثر بالسلب على المجتمع بأكمله .
* تسهم في نشر القيم ،و الأخلاقيات الفاضلة التي حثنا الإسلام على التمسك بها كالتعاون ،و المحبة ،و العطاء دون انتظار مقابل .
ثالثاً دور أبناء المجتمع تجاه دور الأيتام ..؟
يجب على كل فرد من أفراد المجتمع أن يشعر بالمسئولية تجاه دور الأيتام ،و ذلك من خلال التبرع بالأموال لصالحها من أجل ضمان توفير خدمات ذات جودة عالية لهؤلاء الأطفال ،و يجب أيضاً الإهتمام بزيارتهم بين حين ،و آخر لقضاء وقت ممتع برفقتهم ،و كذلك يمكن للشباب و الفتيات التبرع بجهدهم ،و وقتهم ،و استغلال ذلك في تعليم هؤلاء الأطفال .